وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ رِيَابٍ ، عَنْ كِنَانَةَ بْنِ نُعَيْمٍ ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ مُخَارِقٍ الْهِلالِيِّ ، قَالَ : أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَمَالَةٍ ، فَقَالَ : " أَقِمْ حَتَّى تَأْتِيَنَا الصَّدَقَةُ ، فَإِمَّا أَنْ نُعِينَكَ عَلَيْهَا ، وَإِمَّا أَنْ نَحْمِلَهَا عَنْكَ , فَإِنَّ الْمَسْأَلَةَ لا تَحِلُّ إِلا لِثَلاثَةٍ : رَجُلٌ تَحَمَّلَ بِحَمَالَةٍ بَيْنَ قَوْمٍ ، فَيَسْأَلُ حَتَّى يُؤَدِّيَهَا ثُمَّ يُمْسِكُ ، وَرَجُلٌ أَصَابَتْهُ جَائِحَةٌ فَاجْتَاحَتْ مَالَهُ ، فَيَسْأَلُ حَتَّى يُصِيبَ قِوَامًا مِنْ عَيْشٍ أَوْ سَدَادًا مِنْ عَيْشٍ ، ثُمَّ يُمْسِكُ ، وَرَجُلٌ أَصَابَتْهُ فَاقَةٌ حَتَّى يَشْهَدَ لَهُ ثَلاثَةٌ مِنْ ذَوِي الْحِجَى مِنْ قَوْمِهِ : أَنْ قَدْ أَصَابَتْهُ فَاقَةٌ ، وَأَنْ قَدْ حَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ ، فَيَسْأَلُ حَتَّى يُصِيبَ قِوَامًا مِنْ عَيْشٍ ، أَوْ سَدَادًا مِنْ عَيْشٍ ، ثُمَّ يُمْسِكُ ، وَمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الْمَسَائِلِ ، سُحْتٌ يَأْكُلُهُ صَاحِبُهُ يَا قَبِيصَةُ سُحْتًا " , قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : فَأُرَاهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجَابَ مُعَاوِيَةَ بْنَ حَيْدَةَ ، وَقَبِيصَةَ بْنَ الْمُخَارِقِ بِهَذَا الْجَوَّابِ ، وَرَأَى لَهُمَا فِي الْمَالِ حَقًّا ، وَهُمَا مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ ، لَيْسَا مِنَ الْحَاضِرَةِ ، وَلا مِمَّنْ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، أَلا تَسْمَعُ إِلَى قَوْلِهِ لِقَبِيصَةَ أَقِمْ حَتَّى تَأْتِيَنَا الصَّدَقَةُ ، فَإِمَّا أَنْ نُعِينَكَ عَلَيْهَا ، وَإِمَّا أَنْ نَحْمِلَهَا عَنْكَ ؟ فَرَأَى لَهُمَا عِنْدَ حَمَالَةِ الدِّمَاءِ لإِصِلاحِ الْفَتْقِ ، وَعِنْدَ الْجَائِحَةِ ، حَقًّا فِي الصَّدَقَةِ ، وَلَوْ لَمْ يَرَ ذَلِكَ لَهُمَا وَاجِبًا مَا صَرَفَ إِلَيْهِمَا حَقَّ غَيْرِهِمَا ؛ لأَنَّ لِلصَّدَقَةِ أَهْلا لا تُوضَعُ إِلا فِيهِمْ ، وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ لَهُمْ فِي الصَّدَقَةِ فَالْفَيْءُ أَوْسَعُ وَأَعَمُّ , لأَنَّ آيَةَ الْفَيْءِ عَامَّةٌ وَآيَةَ الصَّدَقَةِ خَاصَّةٌ , فَهَذِهِ الْخِلالُ الثَّلاثُ هِيَ الَّتِي وَجَدْنَاهَا تُوجِبُ حُقُوقَهُمْ : الْجَائِحَةُ ، وَالْفَتْقُ ، وَغَلَبَةُ الْعَدُوِّ ، إِلا أَنَّهُ ذَكَرَ الْفَاقَةَ فِي حَدِيثِ قَبِيصَةَ ، وَأَرَى الْجَائِحَةَ تَرْجِعُ إِلَيْهَا وَإِلَيْهَا يَصِيرُ الْمَعْنَى ، فَأَمَّا دُرُورُ الأَعْطِيَةِ عَلَى الْمُقَاتِلَةِ ، وَإِجْرَاءِ الأَرْزَاقِ عَلَى الذُّرِّيَّةِ , فَلَمْ يَبْلُغْنَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلا عَنْ أَحَدٍ مِنَ الأَئِمَّةِ بَعْدَهُ ، أَنَّهُ فَعَلَ ذَلِكَ إِلا بِأَهْلِ الْحَاضِرَةِ ، الَّذِينَ هُمْ أَهْلُ الْغَنَاءِ عَنِ الإِسْلامِ ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عُمَرَ شَيْءٌ , كَأَنَّهُ مُفَسِّرٌ لِهَذَا الْقَوْلِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
قَبِيصَةَ بْنِ مُخَارِقٍ الْهِلالِيِّ | قبيصة بن المخارق الهلالي | صحابي |
كِنَانَةَ بْنِ نُعَيْمٍ | كنانة بن نعيم العدوي | ثقة |
هَارُونَ بْنِ رِيَابٍ | هارون بن رئاب التميمي | ثقة |
أَيُّوبُ | أيوب السختياني | ثقة ثبتت حجة |
إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ | إسماعيل بن علية الأسدي | ثقة حجة حافظ |