باب احياء الارضين واحتجارها والدخول على من احياها


تفسير

رقم الحديث : 590

وَحَدَّثَنِي وَحَدَّثَنِي قَبِيصَةُ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ ، أَنَّ عُثْمَانَ أَقْطَعَ خَمْسَةً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الزُّبَيْرَ ، وَسَعْدًا , وَابْنَ مَسْعُودٍ ، وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ ، وَخَبَّابَ بْنَ الأَرَتِّ " ، قَالَ : فَكَانَ جَارِي مِنْهُمُ ابْنُ مَسْعُودٍ , وَخَبَّابٌ , وَحَدَّثَنِي أَبُو نُعَيْمٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ ، عَنْ عُثْمَانَ ، مِثْلَ ذَلِكَ , قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : وَلِهَذِهِ الأَحَادِيثِ الَّتِي جَاءَتْ فِي الإِقْطَاعِ وُجُوهٌ مُخْتَلِفَةٌ إِلا أَنَّ حَدِيثَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ فِي عَادِيِّ الأَرْضِ , هُوَ عِنْدِي مُفَسِّرٌ لِمَا يَصْلُحُ فِيهِ الإِقْطَاعُ مِنَ الأَرَضِينَ ، وَلِمَا لا يَصْلُحُ ، وَالْعَادِيُّ كُلُّ أَرْضٍ كَانَ لَهَا سَاكِنٌ فِي آبَادِ الدَّهْرِ ، فَانْقَرَضُوا فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَنِيسٌ ، فَصَارَ حُكْمُهَا إِلَى الإِمَامِ ، وَكَذَلِكَ كُلُّ أَرْضٍ مَوَاتٍ لَمْ يُحْيِهَا أَحَدٌ ، وَلَمْ يَمْلِكْهَا مُسْلِمٌ وَلا مُعَاهَدٌ ، وَإِيَّاهَا أَرَادَ عُمَرُ بِكِتَابِهِ إِلَى أَبِي مُوسَى : إِنْ لَمْ تَكُنْ أَرْضَ جِزْيَةٍ , وَلا أَرْضًا يَجْرِي إِلَيْهَا مَاءُ جِزْيَةٍ ، فَأَقْطِعْهَا إِيَّاهُ ، فَقَدْ بَيَّنَ أَنَّ الإِقْطَاعَ لَيْسَ يَكُونُ إِلا فِي مَا لَيْسَ لَهُ مَالِكٌ ، فَإِذَا كَانَتِ الأَرْضُ كَذَلِكَ , فَأَمْرُهَا إِلَى الإِمَامِ ، وَلِهَذَا قَالَ عُمَرُ : " لَنَا رِقَابُ الأَرْضِ " . سَمِعْتُ أَزْهَرَ السَّمَّانَ يُحَدِّثُهُ , عَنِ ابْنِ عَوْنٍ , عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، عَنْ عُمَرَ فَهَذَا وَجْهُ الإِقْطَاعِ ، وَلِتِلْكَ الآثَارِ الأُخَرِ مَذَاهِبُ سِوَى هَذَا ، سَنَذْكُرُ مِنْهَا مَا حَضَرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ , أَمَّا إِقْطَاعُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الزُّبَيْرَ أَرْضًا ذَاتَ نَخْلٍ وَشَجَرٍ ، فَإِنَّا نَرَاهَا الأَرْضَ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْطَعَهَا الأَنْصَارِيَّ فَأَحْيَاهَا وَعَمَّرَهَا ، ثُمَّ تَرَكَهَا بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ ، فَقَطَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلزُّبَيْرِ ، وَهُوَ مُفَسَّرٌ فِي حَدِيثِ ابْنِ سِيرِينَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تِلْكَ فَلَعَلَّهَا مِمَّا اصْطَفَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خَيْبَرَ ، فَقَدْ كَانَ لَهُ مِنْ كُلِّ غَنِيمَةٍ الصَّفِيُّ , وَخُمْسُ الْخُمُسِ ، وَقَدْ ذَكَرْنَا مَا كَانَ لَهُ خَاصًّا مِنَ الْغَنَائِمِ فِي أَوَّلِ الْكِتَابِ ، فَإِنْ كَانَتْ أَرْضُ الزُّبَيْرِ مِنْ ذَلِكَ , فَهِيَ مِلْكُ يَمِينِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يُعْطِيهَا مَنْ شَاءَ عَامِرَةً , وَغَيْرَ عَامِرَةٍ ، وَلا أَعْرِفُ لإِقْطَاعِهِ أَرْضًا فِيهَا نَخْلٌ وَشَجَرٌ , وَجْهًا غَيْرَ هَذَا ، وَأَمَّا الْقَرْيَاتُ الَّتِي جَعَلَهَا لِتَمِيمٍ الدَّارِيِّ ، وَهِيَ أَرْضٌ مَعْمُورَةٌ لَهَا أَهْلٌ ، فَإِنَّمَا ذَلِكَ عَلَى وَجْهِ النَّفَلِ لَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لأَنَّ هَذَا كَانَ قَبْلَ أَنْ تُفْتَحَ الشَّامُ ، وَقَبْلَ أَنْ يَمْلِكَهَا الْمُسْلِمُونِ ، فَجَعَلَهَا لَهُ نَفَلا مِنْ أَمْوَالِ أَهْلِ الْحَرْبِ ، إِذَا ظَهَرَ عَلَيْهَا ، وَهَذَا كَفِعْلِهِ بِابْنَةِ بَقِيلَةَ عَظِيمِ الْحِيرَةِ حِينَ سَأَلَهُ إِيَّاهَا الشَّيْبَانِيُّ ، فَجَعَلَهَا لَهُ قَبْلَ افْتِتَاحِ الْحِيرَةِ ، فَأَمْضَاهَا لَهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ حِينَ ظَهَرَ عَلَيْهَا ، وَقَدْ ذَكَرْنَا حَدِيثَهَا فِي كِتَابِ الصُّلْحِ ، وَكَذَلِكَ إِمْضَاءُ عُمَرَ لِتَمِيمٍ حِينَ افْتَتَحَ فِلَسْطِينَ عَلَى مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفَّلَ تَمِيمًا , وَقَدْ عَمِلَ عُمَرُ فِي السَّوَادِ بِمِثْلِ هَذَا ، حِينَ جَعَلَ لِجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مِنْهُ الثُّلُثَ ، أَوِ الرُّبُعَ ، عِنْدَ تَوْجِيهِهِ إِيَّاهُ إِلَى الْعِرَاقِ ، وَقَدْ ذَكَرْنَا حَدِيثَهُ فِي فَتْحِ السَّوَادِ ، وَكَذَلِكَ الأَرْضُ الَّتِي كَتَبَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ ، وَهِيَ بِأَيْدِي الرُّومِ يَوْمَئِذٍ ، قِصَّتُهَا عِنْدِي كِقِصَّةِ قُرَى تَمِيمٍ ، وَأَمَّا إِقْطَاعَهُ فُرَاتَ بْنَ حَيَّانَ الْعِجْلِيَّ أَرْضًا بِالْيَمَامَةِ فَغَيْرُ هَذَا ، وَذَلِكَ أَنَّ الْيَمَامَةَ قَدْ كَانَ بِهَا إِسْلامٌ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَدِمَ وَفْدُ بَنِي حَنِيفَةَ عَلَيْهِ ، مِنْهُمْ مُجَّاعَةُ بْنُ مُرَارَةَ ، وَالرَّجَّالُ بْنُ عُنْفُوَةَ ، وَمُحَكِّمُ بْنُ الطُّفَيْلِ فَأَسْلَمُوا وَأَقْطَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُجَّاعَةَ أَرْضًا " .

الرواه :

الأسم الرتبة
عُثْمَانَ

صحابي

عُمَرَ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.