حَدَّثَنِي حَدَّثَنِي أَبُو الْيَمَانِ الْحِمْصِيُّ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ ، أَنَّ نَاسًا سَأَلُوا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَرْضًا مِنْ أَرْضِ أَنْذِرِ كَيْسَانَ بِدِمَشْقَ ، لِمَرْبَطِ خَيْلِهِمْ ، " فَأَعْطَاهُمْ طَائِفَةً مِنْهَا ، فَزَرَعُوهَا ، فَانْتَزَعَهَا مِنْهُمْ , وَأَغْرَمَهُمْ لِمَا زَرَعُوا فِيهَا " , قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : وَهَذِهِ شَبِيهَةُ الْقِصَّةِ بِأَرْضِ السَّوَادِ ، لأَنَّ أَرْضَ الشَّامِ كُلَّهَا عَنْوَةٌ ، إِلا الْمُدُنَ خَاصَّةً ، فَإِنَّهَا صُلْحٌ كُلُّهَا ، وَقَدْ ذَكَرْنَا ذَلِكَ فِي افْتِتَاحِ الأَرَضِينَ , وَمِمَّا يُثْبِتُ أَنَّ عُثْمَانَ إِنَّمَا كَانَ إِقْطَاعُهُ مِمَّا أَصْفَى عُمَرُ : أَنَّهُ يُرْوَى فِي غَيْرِ حَدِيثِ سُفْيَانَ تَسْمِيَةُ الْقُرَى الَّتِي كَانَ أَقْطَعَ : صَعْنَبًا ، وَالنَّهْرَيْنِ وَقَرْيَةُ هُرْمُزَ ، وَكَانَ هُرْمُزُ أَحَدُ الأَكَاسِرَةِ ، فَهَذَا مُفَسِّرٌ لِمَا قُلْنَا : إِنَّهُ إِنَّمَا أَقْطَعَ مِنْ تِلْكَ الأَرَضِينَ الَّتِي لَمْ يَبْقَ لَهَا رَبٌّ , وَأَمَّا إِقْطَاعُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بِالْبَصْرَةِ الأَرْضَ الَّتِي تُعْرَفُ بِشَطِّ عُثْمَانَ ، فَإِنَّ أَرْضَ الْبَصْرَةِ كَانَتْ يَوْمَئِذٍ كُلُّهَا سِبَاخًا وَآجَامًا ، فَأَقْطَعَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ , عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيَّ بَعْضَهَا , فَاسْتَخْرَجَهَا وَأَحْيَاهَا , السِّبَاخُ مَوَاتٌ كَمَا قُلْنَا , وَكَذَلِكَ الأَرْضُ يَغْلُبُ عَلَيْهَا الْغِيَاضُ وَالآجَامُ , ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مُسْتَخْرِجٌ كَانَتْ كَالْمَوَاتِ يُحْيِيهَا ، وَمِنْ ذَلِكَ حَدِيثُ نَهْرِ سَعِيدٍ الَّذِي دُونَ الرَّقَّةِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ | عمر بن الخطاب العدوي / توفي في :23 | صحابي |