قَالَ : وَحَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : " التَّوَابِلُ بِمَنْزِلَةِ الْحُبُوبِ ، تُزَكَّى " , وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي الْقَطَانِيِّ كُلِّهَا مِثْلَ ذَلِكَ ، وَهِيَ صُنُوفُ الْحُبُوبِ مِنَ الْعَدَسِ ، وَالْحِمَّصِ ، وَالأُرْزِ ، وَالْجُلْبَانِ ، وَالْجُلْجُلانِ ، وَجَمِيعِ هَذِهِ الأَنْوَاعِ ، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : وَكَذَلِكَ قَوْلُ الأَوْزَاعِيِّ ، وَبِهِ قَالَ أَهْلُ الْعِرَاقِ , سِوَى ابْنِ أَبِي لَيْلَى ، وَسُفْيَانَ , إِلا أَنَّ مَالِكًا كَانَ أَشَدَّ فِي ذَلِكَ قَوْلا مِنَ الأَوْزَاعِيِّ ، وَأَهْلِ الْعِرَاقِ أَيْضًا ، وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ يَرَى أَنْ تُضَمَّ أَصْنَافُ الْحُبُوبِ كُلُّهَا بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ ، فَإِذَا بَلَغَتْ مَعًا خَمْسَةَ أَوْسُقٍ زَكَّاهَا , قَالَ : وَكَذَلِكَ الْحِنْطَةُ ، وَالشَّعِيرُ , وَأَحْسِبُهُ قَالَ : وَالسُّلْتُ أَيْضًا يُضَمُّ بَعْضُ تِلْكَ إِلَى بَعْضٍ , فَجَعَلَ مَالِكٌ هَذِهِ الثَّلاثَةَ نَوْعًا وَاحِدًا , لأَنَّهَا قُوتُ النَّاسِ ، وَجَعَلَ الْحُبُوبَ كُلَّهَا نَوْعًا وَاحِدًا ، وَهِيَ الْقَطَانِيُّ , وَاحْتَجَّ فِي ذَلِكَ بِأَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَخَذَ مِنَ الْحِنْطَةِ الَّتِي كَانَ أَنْبَاطُ الشَّامِ يَقْدَمُونَ بِهَا الْمَدِينَةَ نِصْفَ الْعُشْرِ ، وَأَنَّهُ أَخَذَ مِنَ الْقِطْنِيَّةِ الْعُشْرَ , قَالَ : فَجَعَلَ الْقَطَانِيَّ كُلَّهَا شَيْئًا وَاحِدًا ، وَجَعَلَ الْحِنْطَةَ مِنْ غَيْرِهَا , حَدَّثَنِي بِذَلِكَ كُلِّهِ عَنْهُ , أَوْ بِأَكْثَرِهِ , يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ : وَكَانَ يَحْتَجُّ فِي ضَمِّهِ الشَّعِيرَ إِلَى الْحِنْطَةِ بِالذَّهَبِ يُضَافُ إِلَى الْفِضَّةِ فِي الزَّكَاةِ , قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : وَأَمَّا أَهْلُ الْعِرَاقِ : فَلَيْسُوا يَرَوْنَ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ صَدَقَةً ، حَتَّى يَبْلُغَ كُلُّ صِنْفٍ عَلَى حِيَالِهِ خَمْسَةَ أَوْسُقٍ فَصَاعِدًا ، وَلا يَرَوْنَ ضَمَّ شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ إِلَى غَيْرِهِ , وَهُوَ قَوْلُ الأَوْزَاعِيِّ .