حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ ، عَنْ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ , أَنَّ أَبَا بَكْرٍ , " بَعَثَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَسِيرَ حَتَّى يَنْزِلَ الْحِيرَةَ ، ثُمَّ يَمْضِي إِلَى الشَّامِ ، فَسَارَ خَالِدٌ حَتَّى نَزَلَ الْحِيرَةَ " , قَالَ الشَّعْبِيُّ : فَأَخْرَجَ إِلَيَّ ابْنُ بُقَيْلَةَ كِتَابَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ : " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ : مِنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى مَرَازِبَةِ فَارِسَ ، السَّلامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى ، فَإِنِّي أَحْمَدُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ ، أَمَّا بَعْدُ : فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّ خَدَمَتَكُمْ ، وَفَرَّقَ كَلِمَتَكُمْ ، وَوَهَّنَ بَأْسَكُمْ ، وَسَلَبَ مُلْكَكُمْ ، فَإِذَا أَتَاكُمْ كِتَابِي هَذَا , فَاعْتَقِدُوا مِنِّي الذِّمَّةِ ، وَاجْبُوا إِلَيَّ الْجِزْيَةَ ، وَابْعَثُوا إِلَيَّ بِالرَّهْنِ ، وَإِلا فَوَاللَّهِ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ لأَلْقَيَنَّكُمْ بِقَوْمٍ يُحِبُّونَ الْمَوْتَ كَمَا تُحِبُّونَ الْحَيَاةَ ، وَالسَّلامُ " , قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : فَهَذَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ عَامِلُ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , يَدْعُو أَهْلَ فَارِسَ إِلَى أَدَاءِ الْجِزْيَةِ وَهُمْ مَجُوسٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَقَدْ قَبِلَهَا مِنْهُمْ عُمَرُ بَعْدَ ذَلِكَ ، وَقَبِلَهَا عُثْمَانُ مِنَ الْبَرْبَرِ ، فَقَدْ صَحَّتِ الأَخْبَارُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالأَئِمَّةِ بَعْدَهُ أَنَّهُمْ قَبِلُوهَا مِنْهُمْ ، ثُمَّ تَكَلَّمَ النَّاسُ بَعْدُ فِي أَمْرِهِمْ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : إِنَّمَا قُبِلَتْ مِنْهُمْ , لأَنَّهُمْ كَانُوا أَهْلَ كِتَابٍ وَيُحَدِّثُونَ بِذَلِكَ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَلا أَحْسِبُ هَذَا مَحْفُوظًا عَنْهُ وَلَوْ كَانَ لَهُ أَصْلٌ , لَمَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَبَائِحَهُمْ وَمَنَاكِحَهُمْ ، وَهُوَ كَانَ أَوْلَى بِعِلْمِ ذَلِكَ ، وَلا اتَّفَقَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَهُ عَلَى كَرَاهَتِهَا ، وَقَدْ قَالَ بَعْضُهُمْ : قَبِلَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمْ حِينَ نَزَلَتْ عَلَيْهِ : لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ سورة البقرة آية 256 , وَيُحَدِّثُونَهُ عَنْ مُجَاهِدٍ ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ تَأَوَّلَ هَذِهِ الآيَةَ فِي بَعْضِ النَّصَارَى وَالرُّومِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبَا بَكْرٍ | أبو بكر الصديق / توفي في :13 | صحابي |