حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِي هِلالٍ الطَّائِيِّ ، قَالَ : " رَأَيْتُ الَّذِيَ أَعْتَقَهُ عُمَرُ وَكَانَ نَصْرَانِيًّا " , قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : فَأَرَى عُمَرَ أَنَّهُ تَأَوَّلَ هَذِهِ الآيَةَ فِي أَهْلِ الْكِتَابِ , وَهُوَ أَشْبَهُ بِالتَّأْوِيلِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، غَيْرَ أَنَّا لَمْ نَجِدْ فِي أَمْرِ الْمَجُوسِ شَيْئًا يَبْلُغُهُ عِلْمُنَا ، إِلا اتِّبَاعًا لِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالانْتِهَاءِ إِلَى أَمْرِهِ , فَالْجِزْيَةُ مَأْخُوذَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ بِالتَّنْزِيلِ ، وَمِنَ الْمَجُوسِ بِالسُّنَّةِ أَلا تَرَى أَنَّ عُمَرَ لَمَّا حَدَّثَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَنَّهُ أَخَذَهَا مِنْهُمُ انْتَهَى إِلَى ذَلِكَ وَقَبِلَهَا مِنْهُمْ ، وَقَدْ كَانَ هُوَ قَبْلَ ذَلِكَ يَقُولُ : مَا أَدْرِي مَا أَصْنَعُ بِالْمَجُوسِ , وَلَيْسُوا بِأَهْلِ الْكِتَابِ ؟ , قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : وَلا أُرَاهُ كَتَبَ إِلَى جَزْءِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بِمَا كَتَبَ مِنْ نَهْيِهِمْ ، عَنِ الزَّمْزَمَةِ , وَالتَّفْرِيقِ بَيْنَهُمْ , وَبَيْنَ حَرَائِمِهِمْ ، إِلا قَبْلَ أَنْ يُحَدِّثَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ بِالْحَدِيثِ ، فَلَمَّا وَجَدَ الأَثَرَ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اتَّبَعَهُ ، وَلَمْ يَسْأَلْ عَمَّا وَرَاءَ , ذَلِكَ حَتَّى أَخَذَهَا أَيْضًا مِنْ مَجُوسِ فَارِسَ ، وَلَمْ يَكْتُبْ فِي أَمْرِهِمْ بِتَفْرِيقٍ ، وَلا نَهَى عَنْ زَمْزَمَةٍ ، وَقَدِ احْتَجَّ بِالاتِّبَاعِ فِي أَمْرِهِمْ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |