حَدَّثَنِي حَدَّثَنِي عَفَّانُ ، حَدَّثَنِي مَسْلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ ، أَنَّ عُمَرَ كَانَ " أَوَّلَ مَنْ وَجَّهَ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى الْكُوفَةِ ، بَعْدَ قَتْلِ أَبِي عُبَيْدٍ ، فَقَالَ : هَلْ لَكَ فِي الْكُوفَةِ ، وَأُنَفِّلُكَ الثُّلُثَ بَعْدَ الْخُمُسِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَبَعَثَهُ , قَالَ عَفَّانُ : وَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، إِلا أَنِّي لِحَدِيثِ مَسْلَمَةَ أَحْفَظُ , قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : فَنَرَى أَنَّ عُمَرَ إِنَّمَا خَصَّ جَرِيرًا , وَقَوْمَهُ بِمَا أَعْطَاهُمْ لِلنَّفَلِ الْمُتَقَدِّمِ ، الَّذِي كَانَ جَعَلَهُ لَهُمْ ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ نَفَلا , مَا خَصَّهُ وَقَوْمَهُ بِالْقِسْمَةِ خَاصَّةً دُونَ النَّاسِ ، أَلا تَرَاهُ لَمْ يَقْسِمْ لأَحَدٍ سِوَاهُمْ ؟ وَإِنَّمَا اسْتَطَابَ أَنْفُسَهُمْ خَاصَّةً ، لأَنَّهُمْ قَدْ كَانُوا أَحْرَزُوا ذَلِكَ , وَمَلَكُوهُ بِالنَّفَلِ ؟ وَمِمَّا يُبَيِّنُ ذَلِكَ الْحَدِيثُ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ ، عَنْ هُشَيْمٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ , أَنَّ عُمَرَ, قَالَ لِجَرِيرٍ : لَوْلا أَنِّي قَاسِمٌ مَسْئُولٌ لَكُنْتُمْ عَلَى مَا جُعِلَ لَكُمْ , وَإِنَّمَا اخْتَلَفَ قَيْسٌ , وَالشَّعْبِيُّ فِيمَا بَيْنَ الثُّلُثِ وَالرُّبُعِ ، وَلَمْ يَخْتَلِفَا فِي الأَصْلِ ، فَقَدْ بَيَّنَ لَكَ قَوْلُهُ هَذَا أَنَّهُ قَدْ كَانَ جَعَلَهُ لَهُمْ قَبْلَ ذَلِكَ نَفَلا ، فَلا حُجَّةَ فِي هَذَا لِمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ لا بُدَّ لِلإِمَامِ مِنِ اسْتِرْضَائِهِمْ , فَكَيْفَ يَسْتَرْضِيهِمْ وَهُوَ يَدْعُو عَلَى بِلالٍ وَأَصْحَابِهِ ، وَيَقُولُ : اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ ؟ فَأَيُّ طِيبٍ نَفْسٍ هَاهُنَا ؟ وَلَيْسَ الأَمْرُ عِنْدِي , إِلا عَلَى مَا قَالَ سُفْيَانُ : إِنَّ الإِمَامَ يَتَخَيَّرُ فِي الْعَنْوَةِ بِالنَّظَرِ لِلْمُسْلِمِينَ , وَالْحَيْطَةِ عَلَيْهِمْ , بَيْنَ أَنْ يَجْعَلَهَا غَنِيمَةً ، أَوْ فَيْئًا ، وَمِمَّا يُبَيِّنُ ذَلِكَ , أَنَّ عُمَرَ نَفْسَهُ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَنَّهُ قَسَمَ خَيْبَرَ " , ثُمَّ يَقُولُ مَعَ هَذَا : لَوْلا آخِرُ النَّاسِ لَفَعَلْتُ ذَلِكَ , فَقَدْ بَيَّنَ لَكَ هَذَا أَنَّ هَذَيْنِ الْحُكْمَيْنِ جَمِيعًا إِلَيْهِ ، وَلَوْلا ذَلِكَ مَا تَعَدَّى سُنَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى غَيْرِهَا وَهُوَ يَعْرِفُهَا , وَقَدْ زَعَمَ بَعْضُ مَنْ يَقُولُ بِالرَّأْيِ , أَنَّ لِلإِمَامِ فِي الْعَنْوَةِ حُكْمًا ثَالِثًا , قَالَ : إِنْ شَاءَ لَمْ يَجْعَلْهَا غَنِيمَةً وَلا فَيْئًا ، وَرَدَّهَا عَلَى أَهْلِهَا الَّذِينَ أُخِذَتْ مِنْهُمْ , وَيَحْتَجُّ فِي ذَلِكَ بِمَا فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَهْلِ مَكَّةَ , حِينَ افْتَتَحَهَا , ثُمَّ رَدَّهَا عَلَيْهِمْ ، وَمَنْ عَلَيْهِمْ بِهَا , وَقَدْ جَاءَتِ الأَخْبَارُ بِذَلِكَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُمَرَ | عمر بن الخطاب العدوي / توفي في :23 | صحابي |