باب فرض العطاء لاهل الحاضرة وتفضيلهم على اهل البادية


تفسير

رقم الحديث : 477

حَدَّثَنِي أَبُو الْيَمَانِ ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو ، قَالَ : كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى يَزِيدَ بْنِ الْحُصَيْنِ " أَنَّ مُرْ لِلْجُنْدِ بِالْفَرِيضَةِ , وَعَلَيْكَ بِأَهْلِ الْحَاضِرَةِ , وَإِيَّاكَ وَالأَعْرَابَ , فَإِنَّهُمْ لا يَحْضُرُونَ مَحَاضِرَ الْمُسْلِمِينَ ، وَلا يَشْهَدُونَ مَشَاهِدَهُمْ " , قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : لَيْسَ وَجْهُ هَذَا عِنْدَنَا , أَنْ يَكُونُوا لَمْ يَرَوْا لَهُمْ فِي الْفَيْءِ حَقًّا ، وَلَكِنَّهُمْ أَرَادُوا أَنْ لا فَرِيضَةَ لَهُمْ رَاتِبَةً تَجْرِي عَلَيْهِمْ مِنَ الْمَالِ كَأَهْلِ الْحَاضِرَةِ الَّذِينَ يُجَامِعُونَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى أُمُورِهِمْ ، وَيُعِينُوهُمْ عَلَى عَدُوِّهِمْ بِأَبْدَانِهِمْ ، أَوْ بِأَمْوَالِهِمْ ، أَوْ بِتَكْثِيرِ سَوَادِهِمْ بِأَنْفُسِهِمْ ، وَهُمْ مَعَ هَذَا أَهْلُ الْمَعْرِفَةِ بِكِتَابِ اللَّهِ , وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالْمَعُونَةِ عَلَى إِقَامَةِ الْحُدُودِ ، وَحُضُورِ الأَعْيَادِ وَالْجُمَعِ ، وَتَعْلِيمِ الْخَيْرِ , فَكُلُّ هَذِهِ الْخِلالُ قَدْ خَصَّ اللَّهُ بِهَا أَهْلَ الْحَضَارَةِ دُونَ غَيْرِهِمْ , فَلِهَذَا نَرَى أَنَّهُمْ آثَرُوهُمْ بِالأَعْطِيَةِ الْجَارِيَةِ دُونَ مَنْ سِوَاهُمْ ، وَلأُولَئِكَ مَعَ هَذَا حُقُوقٌ فِي الْمَالِ , لا تُدْفَعُ إِذَا نَزَلَتْ وَهِيَ ثَلاثَةُ أَوْجُهٍ : أَحَدُهَا أَنْ يَظْهَرَ عَلَيْهِمْ عَدُوٌّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، فَعَلَى الإِمَامِ وَالْمُسْلِمِينَ نَصْرُهُمْ وَالدَّفْعُ عَنْهُمْ بِالأَبْدَانِ وَالأَمْوَالِ ، أَوْ تُصِيبُهُمُ الْجَوَائِحُ ، مِنْ جُدُوبَةٍ تَحِلُّ بِبِلادِهِمْ , فَيَصِيرُونَ مِنْهَا إِلَى الْحُطَمَةِ فِي الأَمْطَارِ وَالأَرْيَافِ ، فَلَهُمْ فِي الْمَالِ الْمَغُوثَةُ وَالْمُوَاسَاةُ ، أَوْ أَنْ يَقَعَ بَيْنَهُمُ الْفَتْقُ فِي سَفْكِ الدِّمَاءِ حَتَّى يَتَفَاقَمَ فِيهِ الأَمْرُ ، ثُمَّ يُقْدَرُ عَلَى رَتْقِ ذَلِكَ الْفَتْقِ , وَإِصْلاحِ ذَاتِ الْبَيْنِ وَحَمْلِ تِلْكَ الدِّمَاءِ بِالْمَالِ فَهَذَا حَقٌّ وَاجِبٌ لَهُمْ ، فَهَذِهِ الْحُقُوقُ الثَّلاثَةُ هِيَ الَّتِي تَجِبُ لَهُمْ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ : الْجَائِحَةُ ، وَالْفَتْقُ ، وَغَلَبَةُ الْعَدُوِّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، وَعَلَيْهَا كُلِّهَا شَوَاهِدُ فِي التَّنْزِيلِ وَالآثَارِ .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.