حَدَّثَنِي حَدَّثَنِي مَنْ ، سَمِعَ خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيَّ يُحَدِّثُ ، عَنِ الْكَلْبِيِّ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ جَعَلُوا لَهُ كُلَّ أَرْضٍ لا يَبْلُغُهَا الْمَاءُ , يَصْنَعُ بِهَا مَا يَشَاءُ " , قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : فَنَرَى أَنَّ الْعَقِيقَ مِنْ ذَلِكَ ، " فَقَطَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِبِلالٍ ، وَلَمْ يَكُنْ لِيُقْطِعَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدًا شَيْئًا مِمَّا أَسْلَمُوا عَلَيْهِ " , إِلا بِطِيبِ أَنْفُسِهِمْ , وَقَدْ قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ : " إِنَّمَا أَقْطَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلالَ بْنَ الْحَارِثِ الْعَقِيقَ " , لأَنَّ الْعَقِيقَ مِنْ أَرْضِ مُزَيْنَةَ ، وَلَمْ يَكُنْ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ قَطُّ ، وَأَمَّا إِقْطَاعُهُ أَبْيَضَ بْنَ حَمَّالٍ الْمَأْرِبِيَّ الْمِلْحَ الَّذِي بِمَأْرِبَ ، ثُمَّ ارْتِجَاعُهُ مِنْهُ ، فَإِنَّمَا أَقْطَعَهُ وَهُوَ عِنْدَهُ أَرْضٌ مَوَاتٌ ، يُحْيِيهَا أَبْيَضُ وَيُعَمِّرُهَا ، فَلَمَّا تَبَيَّنَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ مَاءٌ عَدَّ , وَهُوَ الَّذِي لَهُ مَادَّةٌ لا تَنْقَطِعُ ، مِثْلَ مَاءِ الْعُيُونِ وَالآبَارِ , ارْتَجَعَهُ مِنْهُ ، لأَنَّ سُنَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْكَلإِ , وَالنَّارِ , وَالْمَاءِ أَنَّ النَّاسَ جَمِيعًا فِيهِ شُرَكَاءُ ، فَكَرِهَ أَنْ يَجْعَلَهُ لِرَجُلٍ يَحُوزَهُ دُونَ النَّاسِ ، وَسَيَأْتِي هَذَا مُفَسَّرًا فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ , وَأَمَّا إِقْطَاعُ أَبِي بَكْرٍ طَلْحَةَ وَعُيَيْنَةَ ، وَمَا كَانَ مِنْ إِنْكَارِ عُمَرَ ذَلِكَ ، وَامْتِنَاعِهِ عَنِ الْخَتْمِ عَلَيْهِ ، فَلا أَعْلَمُ لِهَذَا مَذْهَبًا إِلا أَنْ يَكُونَ رَأْيُ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَوْمَئِذٍ يَكْرَهُ الإِقْطَاعَ ، وَلا يَرَاهُ ، أَلا تَسْمَعُ قَوْلَهُ : لِطَلْحَةَ : أَهَذَا لَكَ دُونَ النَّاسِ ؟ ثُمَّ رَأَى بَعْدَمَا أُفْضِيَ الأَمْرُ إِلَيْهِ غَيْرَ ذَلِكَ ، فَقَدْ عَلِمْنَا أَنَّهُ قَدْ أَقَطَعَ غَيْرَ وَاحِدٍ فِي خِلافَتِهِ ، وَهَذَا كَالرَّأْيِ يَرَاهُ الرَّجُلُ , ثُمَّ يَتَبَيَّنُ لَهُ الرُّشْدُ فِي غَيْرِهِ ، فَيَرْجِعُ إِلَيْهِ ، وَهَذَا مِنْ أَخْلاقِ الْعُلَمَاءِ قَدِيمًا وَحَدِيثًا , وَأَمَّا إِقْطَاعُ عُثْمَانَ مَنْ أَقْطَعَ مِنَ الصَّحَابَةِ وَقَبُولُهُمْ إِيَّاهُ ، فَإِنَّ قَوْمًا قَدْ تَأَوَّلُوا أَنَّ هَذَا مِنَ السَّوَادِ ، وَقَدْ سَأَلْتُ قَبِيصَةَ : هَلْ كَانَ فِيهِ ذِكْرُ السَّوَادِ ؟ فَقَالَ : لا ، فَإِنْ يَكُنْ كَمَا تَأَوَّلُوا , فَإِنَّهُ عِنْدِي مِنَ الأَصْنَافِ الَّتِي كَانَ عُمَرُ أَصْفَاهَا مِنْ أَرْضِ السَّوَادِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابْنِ عَبَّاسٍ | عبد الله بن العباس القرشي / توفي في :68 | صحابي |
أَبِي صَالِحٍ | زاذان مولى طلحة | مقبول |
الْكَلْبِيِّ | حماد بن السائب الكلبي / توفي في :146 | متهم بالكذب |
خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيَّ | خالد بن عبد الله الطحان | ثقة ثبت |
مَنْ | اسم مبهم |