باب ما جاء في الانفال وتاويلها وما يخمس منها


تفسير

رقم الحديث : 645

وَحَدَّثَنَا وَحَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، فِي هَذِهِ الآيَةِ ، قَالَ : " كَانَ هَذَا قَبْلَ أَنْ تَحِلَّ لَهُمُ الْغَنَائِمُ " وَعَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : " ثُمَّ نَزَلَتْ : فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالا طَيِّبًا سورة الأنفال آية 69 , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : وَالْحَدِيثُ فِي هَذَا كَثِيرٌ ، فَنَفْلُ اللَّهِ هَذِهِ الأُمَّةَ الْمَغَانِمَ خُصُوصِيَّةً خَصَّهُمْ بِهَا دُونَ سَائِرِ الأُمَمِ ، فَهَذَا أَصْلُ النَّفَلِ ، وَبِهِ سُمِيَّ مَا جَعَلَهُ الإِمَامُ لِلْمُقَاتِلَةٍ نَفْلٌ ، وَهُوَ تَفْضِيلُهُ بَعْضَ الْجَيْشِ عَلَى بَعْضٍ بِشَيْءٍ سِوَى سِهَامِهِمْ ، يَفْعَلُ ذَلِكَ بِهِمْ عَلَى قَدْرِ الْغَنَاءِ عَنِ الإِسْلامِ وَالنِّكَايَةِ فِي الْعَدُوِّ ، وَفِي هَذَا النَّفَلِ الَّذِي يُنَفِّلُهُ الإِمَامُ سُنَنٌ أَرْبَعٌ ، لِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ مَوْضِعٌ غَيْرُ مَوْضِعِ الأُخْرَى , فَإِحْدَاهُنَّ فِي النَّفَلِ الَّذِي لا خُمُسَ فِيهِ , وَالثَّانِيَةُ : فِي النَّفَلِ الَّذِي يَكُونُ مِنَ الْغَنِيمَةِ بَعْدَ إِخْرَاجِ الْخُمُسِ , وَالثَّالِثَةُ : فِي النَّفَلِ الَّذِي يَكُونُ مِنَ الْخُمُسِ نَفْسِهِ , وَالرَّابِعَةُ فِي النَّفَلِ مِنْ جُمْلَةِ الْغَنِيمَةِ قَبْلَ أَنْ يُخَمَّسَ مِنْهَا شَيْءٌ ، فَأَمَّا الَّذِي لا خُمُسَ فِيهِ فَإِنَّهُ السَّلَبُ ، وَذَلِكَ أَنْ يَنْفَرِدَ الرَّجُلُ بِقَتْلِ الْمُشْرِكِ ، فَيَكُونُ لَهُ سَلَبُهُ مُسْلِمًا ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يُخَمِّسَ أَوْ يُشْرِكَهُ فِيهِ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْعَسْكَرِ ، وَأَمَّا الَّذِي يَكُونُ مِنَ الْغَنِيمَةِ بَعْدَ الْخُمُسِ ، فَهُوَ أَنْ يُوَجِّهَ الإِمَامُ السَّرَايَا فِي أَرْضِ الْحَرْبِ ، فَتَأْتِي بِالْغَنَائِمِ فَيَكُونُ لِلسَّرِيَّةِ مِمَّا جَاءَتْ بِهِ الرُّبُعُ ، أَوِ الثُّلُثُ بَعْدَ الْخُمُسِ , وَأَمَّا الثَّالِثُ فَأَنْ تُحَازَ الْغَنِيمَةُ كُلُّهَا ثُمَّ تُخَمَّسُ ، فَإِذَا صَارَ الْخُمُسُ فِي يَدَيِ الإِمَامِ نَفَلَ مِنْهُ عَلَى قَدْرِ مَا يَرَى , وَأَمَّا الَّذِي يَكُونُ مِنْ جُمْلَةِ الْغَنِيمَةِ , فَمَا يُعْطِي الأَدِلاءُ عَلَى عَوْرَةِ الْعَدُوِّ ، وَرِعَاءِ الْمَاشِيَةِ وَالسُّوَّاقُ لَهَا ، وَذَلِكَ أَنَّ هَذَا مَنْفَعَةٌ لأَهْلِ الْعَسْكَرِ جَمِيعًا ، وَفِي كُلِّ ذَلِكَ أَحَادِيثُ وَاخْتِلافٌ ، وَسَتَأْتِي فِي مَوَاضِعِهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ " . .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.