وَحَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ نَافِعًا ، يَقُولُ : " لَمْ نَزَلْ نَسْمَعُ مُنْذُ قَطُّ , إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمونَ وَالْكُفَّارُ , فَقَتَلَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ رَجُلا مِنَ الْكُفَّارِ , فَإِنَّ لَهُ سَلَبَهُ ، إِلا أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ فِي مَعْمَعَةِ الْقِتَالِ , أَوْ فِي زَحْفٍ ، فَإِنَّهُ لا يُدْرَى أَحَدٌ قَتَلَ أَحَدًا " , قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : فِي قَوْلِ مَسْرُوقٍ ، وَنَافِعٍ تَفْسِيرُ الأَحَادِيثِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ : " أَنَّهُ إِنَّمَا يَكُونُ السَّلَبُ لِلْقَاتِلِ عِنْدَ الْبَرَازِ ، أَوْ إِذَا عَلِمَ أَنَّهُ قَتَلَهُ قَبْلَ اخْتِلاطِ الصُّفُوفِ ، فَيُسَلَّمُ لَهُ حِينَئِذٍ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُخَمَّسَ ، وَلا يُلْحَقُ بِالْمَغْنَمِ " , وَهَذَا هُوَ رَأْيُ الأَوْزَاعِيِّ ، كَانَ يَرَاهُ لِلْقَاتِلِ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الإِمَامُ سَمَّاهُ لَهُ قَبْلَ ذَلِكَ ، وَكَانَ السَّلَبُ عِنْدَهُ : مَا كَانَ عَلَى الْقَتِيلِ مِنْ ثِيَابٍ أَوْ سِلاحٍ ، وَكَذَلِكَ فَرَسُهُ الَّذِي قَاتَلَ عَلَيْهِ بِأَدَاتِهِ ، هُوَ عِنْدَهُ مِنَ السَّلَبِ عَلَى مَا رُوِيَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الْفَرَسِ , وَالدِّرْعِ وَالرُّمْحِ : أَنَّهُ يُجْعَلُ ذَلِكَ كُلُّهُ لاحِقًا بِالسَّلَبِ ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي أَوَّلِ هَذَا الْبَابِ , وَكَذَلِكَ يُرْوَى عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ ، أَنَّهُ نَفَلَ وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ فَرَسَ رَجُلٍ بِسَرْجِهِ كَانَ قَتَلَهُ , حَدَّثَنِيهِ أَبُو أَيُّوبَ الدِّمَشْقِيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ يَحْيَى الْخُشَنِيِّ , خُشَيْنَةَ بَطْنٍ مِنْ قُضَاعَةَ , عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ ، عَنْ بُسْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ ، عَنْ خَالِدٍ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ , فَهَذَا قَوْلُ الأَوْزَاعِيِّ ، وَعَلَيْهِ أَهْلُ الشَّامِ , فَأَمَّا أَهْلُ الْعِرَاقِ , فَيَقُولُونَ : لا يَكُونُ السَّلَبُ لِلْقَاتِلِ دُونَ سَائِرِ أَهْلِ الْعَسْكَرِ ، وَهُمْ فِيهِ أُسْوَةٌ ، يَذْهَبُونَ إِلَى أَنَّهُ إِنَّمَا قَتَلَهُ بِقُوَّتِهِمْ ، قَالُوا : إِلا أَنْ يَكُونَ الإِمَامُ نَفَلَهُمْ ذَلِكَ قَبْلَ الْقِتَالِ ، فَقَالَ : مَنْ قَتَلَ قَتِيلا فَلَهُ سَلَبُهُ ، قَالُوا : فَإِذَا قَالَ ذَلِكَ كَانُوا عَلَى مَا جُعِلَ لَهُمْ , وَيَحْتَجُّونَ فِيهِ بِحَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَوْلُهُ : السَّلَبُ مِنَ النَّفَلِ ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي أَوَّلِ الْبَابِ , قَالُوا : فَلَمْ يُسَمِّهِ ابْنُ عَبَّاسٍ نَفَلا ، إِلا وَهُوَ كَسَائِرِ الْغَنِيمَةِ , وَهَذَا مَعْرُوفٌ مِنْ رَأْيِ ابْنِ عَبَّاسٍ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |