حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ مَالِكٍ ، قَالَ : " لا يُؤْخَذُ سِنٌّ فَوْقَ سِنٍّ , إِلا ابْنُ لَبُونٍ مَكَانَ ابْنَةِ مَخَاضٍ " , قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : يَذْهَبُ مَالِكٌ فِي مَا نَرَى إِلَى أَنَّ الرُّخْصَةَ , إِنَّمَا جَاءَتْ فِي هَذَا خَاصَّةً , قَالَ مَالِكٌ : " فَأَمَّا إِذَا وَجَبَتْ فِي الْمَالِ ابْنَةُ لَبُونٍ ، أَوْ حِقَّةٌ ، أَوْ جَذَعَةٌ ، فَإِنَّ عَلَى رَبِّ الْمَالِ أَنْ يَأْتِيَ بِهَا , قَالَ : وَلا أُحِبُّ أَنْ يَأْخُذَ مِنْهُ الْمُصَدِّقُ قِيمَتَهَا , قَالَ : وَكَذَلِكَ الْبَقَرُ وَالْغَنَمُ " , قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : وَكُلٌّ قَدْ ذَهَبَ مَذْهَبًا ، فَأَمَّا سُفْيَانُ ، فَقَصَدَ إِلَى الأَثَرِ ، لَمْ يَعْدُهُ ، وَأَمَّا الأَوْزَاعِيُّ فَحُجَّتُهُ أَنْ يَقُولَ فِي مَا نَرَى : إِنَّ الأَسْنَانَ تَخْتَلِفُ ، فَيَكُونُ بَيْنَ الْفَرِيضَتَيْنِ أَكْثَرُ مِنْ قِيمَةِ دِينَارٍ ، أَوْ عَشَرَةُ دَرَاهِمَ ، وَيَكُونُ بَيْنَهُمَا أَقَلُّ مِنْ ذَلِكَ , يَقُولُ : فَأَرُدَّ ذَلِكَ إِلَى سَائِرِ الأَحْكَامِ أَنَّهُ مَنْ لَزِمَهُ ضَمَانُ شَيْءٍ مِنَ الْحَيَوَانِ أَوِ الْعُرُوضِ فَاسْتَهْلَكَهُ أَوْ لَمْ يَجِدْهُ أَنَّ عَلَيْهِ قِيمَتَهُ , وَحُجَّةُ مَالِكٍ , أَنْ يَقُولَ : إِنَّ الصَّدَقَةَ حَقٌّ مِنْ حُقُوقِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، وَلَيْسَ حُكْمُهَا كَحُقُوقِ النَّاسِ الَّتِي تَحُولُ دَيْنًا بَعْدَ أَنْ كَانَتْ عَيْنًا ، وَإِنَّمَا هِيَ مِثْلُ الصَّلاةِ الَّتِي لا يُجْرَى مَكَانَهَا غَيْرُهَا ، إِذَا وُجِدَ إِلَيْهَا سَبِيلٌ , وَهَذَا الَّذِي قَالَ مَالِكٌ مَذْهَبٌ ، لَوْلا الْمَشَقَّةُ الَّتِي فِيهِ عَلَى النَّاسِ مِنْ تَحْرِيمِ الطَّلَبِ ، وَتَكَلُّفِ مَا لَيْسَ عِنْدَهُمْ , وَقَدْ جَاءَ الثَّبْتُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَنَّهُ أَمَرَ مُعَاذًا حِينَ خَرَجَ إِلَى الْيَمَنِ بِالتَّيْسِيرِ عَلَى النَّاسِ ، وَأَنْ لا يَأْخُذَ كَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ , ثُمَّ جَاءَ مُفَسَّرًا عَنْ مُعَاذٍ فِي حَدِيثٍ لَهُ آخَرَ , أَنَّهُ قَالَ هُنَاكَ : " ائْتُونِي بِخَمِيسٍ , أَوْ لَبِيسٍ آخُذْهُ مِنْكُمْ مَكَانَ الصَّدَقَةِ , فَإِنَّهُ أَيْسَرُ عَلَيْكُمْ ، وَأَنْفَعُ لِلْمُهَاجِرِينَ بِالْمَدِينَةِ , فَالأَسْنَانُ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ أَشْبَهُ مِنَ الْعُرُوضِ بِهَا ، وَقَدْ قَبِلَهَا مُعَاذٌ " , وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ , وَعَلِيٍّ , مِثْلُهُ فِي الْجِزْيَةِ , أَنَّهُمَا كَانَا يَأْخُذَانِ مَكَانَهَا غَيْرَهَا .
الأسم | الشهرة | الرتبة |