باب الصدقة في الخيل والرقيق وما فيهما من السنة


تفسير

رقم الحديث : 987

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَبْدِ الْخَالِقِ بْنِ سَلَمَةَ الشَّيْبَانِيِّ ، قَالَ : سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ , عَنِ الصَّدَقَةِ ، فَقَالَ : " كَانَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَاعَ تَمْرٍ ، أَوْ نِصْفَ صَاعِ حِنْطَةٍ عَنْ كُلِّ رَأْسٍ " ، فَلَمَّا قَامَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرُ , كَلَّمَهُ نَاسٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ ، فَقَالُوا : إِنَّا نَرَى أَنْ نُؤَدِّيَ عَنْ أَرِقَّائِنَا عَشَرَةً عَشَرَةً كُلَّ سَنَةٍ , إِنْ رَأَيْتَ ذَلِكَ , فَقَالَ : " نَعَمْ ، مَا رَأَيْتُمْ ، وَأَنَا أَرَى أَنْ أَرْزُقَهُمْ جَرِيبَيْنِ كُلَّ شَهْرٍ " , فَكَانَ الَّذِي يُعْطِيهِمْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَفْضَلَ مِنَ الَّذِي يَأْخُذُ مِنْهُمْ , قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : يَعْنِي صَدَقَةَ الْفِطْرِ عَنِ الرَّقِيقِ : وَقَدْ كَانَ بَعْضُ الْكُوفِيِّينَ يَرَى فِي الْخَيْلِ صَدَقَةً , إِذَا كَانَتْ سَائِمَةً يَنْبَغِي مِنْهَا النَّسْلُ ، فَقَالَ : إِنْ شَاءَ أَدَّى عَنْ كُلِّ فَرَسٍ دِينَارًا ، وَإِنْ شَاءَ قَوَّمَهَا ثُمَّ زَكَّاهَا , قَالَ : وَإِنْ كَانَتْ لِلتِّجَارَةِ : فَهِيَ كَسَائِرِ أَمْوَالِ التُّجَّارِ يُزَكِّيهَا , أَمَّا قَوْلُهُ فِي التِّجَارَةِ ، فَعَلَى مَا قَالَ ، وَأَمَّا إِيجَابِيَّةُ الصَّدَقَةِ فِي السَّائِمَةِ ، فَلَيْسَ هَذَا عَلَى اتِّبَاعِ السُّنَّةِ ، وَلا عَلَى طَرِيقِ النَّظَرِ , لأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَدْ عَفَا عَنْ صَدَقَتِهَا ، وَلَمْ يَسْتَثْنِ سَائِمَةً وَلا غَيْرَهَا ، وَبِهِ عَمِلَتِ الأَئِمَّةُ وَالْعُلَمَاءُ بَعْدَهُ ، فَهَذِهِ السُّنَّةُ , وَأَمَّا فِي النَّظَرِ ، فَكَانَ لَزِمَهُ إِذَا رَأَى فِيهِ صَدَقَةً , أَنْ يَجْعَلَهَا كَالْمَاشِيَةِ تَشْبِيهًا , لأَنَّهَا سَائِمَةٌ مِثْلُهَا ، وَلَمْ يَصِرْ إِلَى وَاحِدٍ مِنَ الأَمْرَيْنِ ، عَلَى أَنَّ تَسْمِيَةَ سَائِمَتِهَا قَدْ جَاءَتْ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ التَّابِعِينَ بِإِسْقَاطِ الزَّكَاةِ مِنْهَا .

الرواه :

الأسم الرتبة
سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ

أحد العلماء الأثبات الفقهاء الكبار

عَبْدِ الْخَالِقِ بْنِ سَلَمَةَ الشَّيْبَانِيِّ

ثقة

إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ

ثقة حجة حافظ