قَالَ : حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ طَارِقٍ ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، أَنَّ رَجُلا سَأَلَهُ , فَقَالَ : جَاءَ الْخَارِصُ فَخَرَصَ ثَمَرِي ، فَنَقَصَ عَمَّا كَانَ فِيهِ ، أَوْ زَادَ ؟ فَقَالَ : " إِنَّمَا عَلَيْكَ مَا خَرَصَ ، إِنَّمَا هُوَ الْخَرَّاصُ كَاسْمِهِ " , قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : وَبِهَذَا الْقَوْلِ كَانَ يَقُولُ مَالِكٌ , قَالَ : إِذَا كَانَ الْخَارِصُ مَأْمُونًا عَالِمًا ، فَتَحَرَّى الصَّوَابَ ، فَزَادَ أَوْ نَقَصَ ، فَهُوَ جَائِزٌ عَلَى مَا خَرَصَ يَذْهَبُ مَالِكٌ إِلَى أَنَّهُ حُكْمٌ وَاقِعٌ , قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : وَإِنَّمَا وَجْهُ هَذَا عِنْدِي ، إِذَا كَانَ ذَلِكَ الْغَلَطُ مِمَّا يَتَغَابَنُ النَّاسُ فِي مِثْلِهِ ، وَيَغْلَطُونَ بِهِ ، فَإِذَا جَاءَ مِنْ ذَلِكَ مَا يَفْحُشُ ، فَإِنَّهُ يُرَدُّ إِلَى الصَّوَابِ ، وَلَيْسَ هَذَا بِالْمُفْسِدِ لأَمْرِ الْخَرْصِ , لأَنَّ مِثْلَ هَذَا الْغَلَطِ الْفَاحِشِ لَوْ وَقَعَ فِي الْكَيْلِ , لَكَانَ مَرْدُودًا أَيْضًا ، كَمَا يُرَدُّ فِي الْخَرْصِ ، إِلا أَنْ يَكُونَ مَا زَادَ أَوْ نَقَصَ بِقَدْرِ مَا يَكُونُ بَيْنَ الْكَيْلَيْنِ ، فَيَجُوزُ حِينَئِذٍ , فَإِذَا كَانَتِ الأَرْضُ الَّتِي يُحْتَاجُ إِلَى خَرْصِهَا , وَأَخْذِ صَدَقَتِهَا مَوْقُوفَةً ، وَتَكُونُ الْمَاشِيَةُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ وَقْفًا فِي السَّبِيلِ , أَوِ الصَّامِتِ مِنَ الْمَالِ ، فَإِنَّ فِي ذَلِكَ أَقْوَالا .
الأسم | الشهرة | الرتبة |