وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ ، وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ، أَنَّ رَأْيَهُمَا كَانَ : " أَنَّ النَّفَلَ إِنَّمَا هُوَ مِنَ الْخُمُسِ " , قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : وَأَمَّا الأَوْزَاعِيُّ , فَإِنَّ الْمَعْرُوفَ مِنْ رَأْيِهِ : أَنَّهُ كَانَ لا يَرَى النَّفَلَ مِنَ الْخُمُسِ ، وَيَقُولُ : إِنَّمَا الْخُمُسُ لِلأَصْنَافِ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي كِتَابِهِ ، قَوْلُهُ : وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ سورة الأنفال آية 41 , وَمِمَّا يُقَوِّي قَوْلَ الأَوْزَاعِيِّ : حَدِيثُ عُمَرَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ فِي أَوَّلِ كِتَابِ الْفَيْءِ ، حِينَ ذَكَرَ أَصْنَافَ الأَمْوَالِ ، فَقَرَأَ آيَةَ الْخُمُسِ ، فَقَالَ : هَذِهِ لِهَؤُلاءِ ، وَأَمَّا عِظَمُ الآثَارِ وَالسُّنَنُ فَعَلَى أَنَّ الْخُمُسَ مُفَوَّضٌ إِلَى الإِمَامِ يَنْفُلُ مِنْهُ إِنْ شَاءَ , وَمِنْ ذَلِكَ حَدِيثُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ فِي قَوْلِهِ : " مَا لِي مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ إِلا الْخُمُسَ ، وَالْخُمُسُ مَرْدُودٌ فِيكُمْ " , وَإِنَّمَا خَاطَبَ بِهَذَا الْكَلامِ الْمُقَاتِلَةَ مَقْفَلَهُ مِنْ حُنَيْنٍ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |