العسل والزيتون والخضر


تفسير

رقم الحديث : 718

وَحَدَّثَنَا وَحَدَّثَنَا عَفَّانُ ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ رِيَاحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُمْ أَصَابُوا قَبْرًا بِالْمَدَائِنِ ، فِيهِ رَجُلٌ عَلَيْهِ ثِيَابٌ مَنْسُوجَةٌ بِالذَّهَبِ ، وَوَجَدُوا فِيهِ مَالا ، فَأَتَوْا بِهِ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ ، فَكَتَبَ فِيهِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، فَكَتَبَ : " أَنْ أَعْطِهِمْ إِيَّاهُ , وَلا تَنْزِعْهُ مِنْهُمْ " , قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : فَهَذِهِ ثَلاثَةُ أَحْكَامٍ عَنْ عُمَرَ مُخْتَلِفَةٍ فِي الْكَنْزِ الْمَدْفُونِ , أَحَدُهَا : أَنَّهُ أَخَذَ مِنْهُ الْخُمُسَ ، وَأَعْطَى سَائِرَهُ مَنْ وَجَدَهُ , وَالثَّانِي : أَنَّهُ لَمْ يُعْطَ مِنْهُ شَيْئًا ، وَرَفَعَهُ كُلَّهُ إِلَى بَيْتِ الْمَالِ , وَالثَّالِثُ : أَنَّهُ أَعْطَاهُ كُلَّهُ الْوَاجِدَ ، وَلَمْ يَرْفَعْ مِنْهُ شَيْئًا إِلَى بَيْتِ الْمَالِ , وَلِكُلِّ حُكْمٍ مِنْ هَذَا عِنْدِي وَجْهٌ غَيْرُ وَجْهِ الآخَرِ ، فَأَمَّا الَّذِي خَمَّسَهُ , فَإِنَّهُ عَمِلَ فِيهِ بِالأَصْلِ الَّذِي هُوَ السُّنَّةُ فِي الرِّكَازِ , أَنْ يُؤْخَذَ مِنْهُ الْخُمُسُ ، وَيَكُونُ سَائِرُهُ لِوَاجِدِهِ ، وَالنَّاسُ عَلَى هَذَا , وَأَمَّا الثَّانِي الَّذِي وُجِدَ مَعَ دَانْيَالَ , فَإِنَّمَا رَفَعَهُ كُلَّهُ إِلَى بَيْتِ الْمَالِ ، وَتَرَكَ أَنْ يُعْطِيَ الَّذِينَ وَجَدُوهُ مِنْهُ شَيْئًا ، لأَنَّهُ كَانَ مَالا مَعْرُوفًا مُتَعَامَلا ، قَدْ تَدَاوَلَهُ النَّاسُ بَيْنَهُمْ بِالاسْتِقْرَاضِ عَلَى مَا ذُكِرَ فِي الْحَدِيثِ ، فَإِلَى مَنْ كَانَ يَدْفَعُهُ ، وَكُلُّهُمْ قَدْ عَرَفَهُ وَصَارُوا فِيهِ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ ؟ فَكَانَ بَيْتُ الْمَالِ أَوْلَى بِهِ ، لِيَكُونَ عَامًّا لَهُمْ ، وَإِنَّمَا الرِّكَازُ مَا كَانَ مَسْتُورًا مَجْهُولا ، حَتَّى يَظْهَرَ عَلَيْهِ وَاجِدُهُ ، فَيَكُونُ حِينَئِذٍ لَهُ ، بَعْدَ الْخُمُسِ , وَأَمَّا الثَّالِثُ الَّذِي لَمْ يُخَمِّسُهْ وَسَلَّمَهُ كُلَّهُ لأَصْحَابِهِ , فَإِنَّمَا ذَلِكَ لأَنَّ حُكْمَ الْخُمُسِ إِلَى الإِمَامِ ، يَضَعُهُ حَيْثُ يَرَى ، كَخُمُسِ الْغَنِيمَةِ ، فَرَأَى عُمَرُ أَنْ يَرُدَّهُ إِلَى الَّذِينَ أَصَابُوهُ ، وَذَلِكَ لِبَعْضِ الْوُجُوهِ الَّتِي يَسْتَحِقُّ بِهَا النَّاسُ النَّفَلَ مِنَ الأَخْمَاسِ : إِمَّا لِغَنَاءٍ مِنْهُمْ كَانَ عَنِ الْمُسْلِمِينَ ، وَإِمَّا لِنِكَايَةٍ فِي عَدُوِّهِمْ ، فَرَآهُمْ عُمَرُ مُسْتَحِقِّينَ لِذَلِكَ ، كَمَا أَنَّهُ لَوْ شَاءَ أَخَذَهُ مِنْهُمْ , ثُمَّ صَرَفَهُ إِلَى غَيْرِهِمْ , فَكَانُوا هُمْ عِنْدَهُ مَوْضِعًا لَهُ ، وَعَلَى هَذَا الْوَجْهِ أَيْضًا , مُذْهِبُ حَدِيثِ عَلِيٍّ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ ، حِينَ قَالَ لِوَاجِدِ الرِّكَازِ : وَسَأُطَيِّبُهُ لَكَ كُلَّهُ ، وَكَذَلِكَ تَأْوِيلُ فِعْلِ عُمَرَ فِي الْفَضْلَةِ الَّتِي فَضَلَتْ مِنَ الْخُمُسِ ، فَرَدَّهَا إِلَى صَاحِبِهَا فِي الْحَدِيثِ الأَوَّلِ ، وَعَلَى هَذَا يُوَجَّهَ إِعْطَاؤُهُ مَمْلُوكًا مِنْ رِكَازٍ وَجَدَهُ .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.