قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الأَسْوَدِ ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ أَبِي كُلَيْبٍ الْعَامِرِيِّ ، عَنْ أَبِي سَلامٍ الْحَبَشِيِّ ، عَنْ سَهْلِ ابْنِ الْحَنْظَلِيَّةِ الأَنْصَارِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ سَأَلَ مَسْأَلَةً يَسْتَكْثِرَنَّ بِهَا عَنْ غِنًى ، فَقَدِ اسْتَكْثَرَ النَّارَ " , فَقَالَ رَجُلٌ : مَا الْغِنَى ؟ , قَالَ : " غَدَاءٌ , أَوْ عَشَاءٌ " , قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : أَرَى الأَحَادِيثَ قَدْ جَاءَتْ فِي الْفَصْلِ بَيْنَ الْغِنَى , وَالْفَقْرِ بِأَوْقَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ ، فَفِي بَعْضِهَا : أَنَّهُ السِّدَادُ ، أَوِ الْقِوَامُ مِنَ الْعَيْشِ ، وَفِي آخَرَ : أَنَّهُ مَبْلَغُ خَمْسِينَ دِرْهَمًا ، وَفِي الثَّالِثِ : أَنَّهُ الأُوقِيَّةُ ، وَفِي الرَّابِعِ : أَنَّهُ الْغَدَاءُ أَوِ الْعَشَاءُ ، وَكُلُّ هَذِهِ الأَقْوَالِ قَدْ ذَهَبَ إِلَيْهَا قَوْمٌ ، وَأَخَذُوا بِهَا , فَأَمَّا حَدِيثُ قَبِيصَةَ بْنِ الْمُخَارِقِ , فِي السِّدَادِ وَالْقِوَامِ ، فَهُوَ أَوْسَعُهَا جَمِيعًا ، غَيْرَ أَنَّهُ لا حَدَّ لَهُ يُوقَفُ عَلَيْهِ ، وَلا مَبْلَغَ مِنَ الزَّمَانِ يَنْتَهِي إِلَيْهِ سِدَادُهُ وَقِوَامُهُ , وَقَدْ تَأَوَّلَهُ الَّذِي يَأْخُذُ بِهِ عَلَى أَنْ يَكُونَ لَهُ عُقْدَةٌ ، تَكُونُ غَلَّتُهَا تُقِيمُهُ وَعِيَالَهُ سَنَتَهُمْ , يَقُولُ : فَإِذَا مَلَكَ تِلْكَ الْعُقْدَةَ ، فَهُنَاكَ تَحْرُمُ عَلَيْهِ الصَّدَقَةُ ، وَهِيَ تَحِلُّ لَهُ فِي مَا دُونَ ذَلِكَ , قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : وَلا أُحِبُّ هَذَا الْقَوْلَ , لأَنَّهُ لَيْسَ مَذْهَبَ الْعُلَمَاءِ , وَأَمَّا حَدِيثُ سَهْلِ بْنِ الْحَنْظَلِيَّةِ , فِي الْغَدَاءِ , وَالْعَشَاءِ ، فَإِنَّهُ أَضْيَقُهَا جَمِيعًا ، وَلَيْسَ وَجْهُهُ عِنْدِي وَاللَّهُ أَعْلَمُ , أَنْ يَقُولَ : مَنْ مَلَكَ غَدَاءً أَوْ عَشَاءً ، وَلا يَمْلِكُ مِنَ الدُّنْيَا شَيْئًا غَيْرَهُ ، فَالصَّدَقَةُ مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِ , وَلَوْ كَانَ كَذَلِكَ ، ثُمَّ أَعْطَاهُ رَجُلٌ زَكَاةَ مَالِهِ ، وَهُوَ يَمْلِكُ أَكْثَرَ مِنْ غَدَاءٍ , أَوْ عَشَاءٍ ، مَا أَجْزَتِ الْمُعْطِيَ , لأَنَّهُ أَعْطَى غَنِيًّا ، وَلَكِنَّ مَعْنَاهُ فِي مَا نَرَى عَلَى مَا هُوَ مُبَيَّنٌ فِي الْحَدِيثِ نَفْسِهِ , أَنَّهُ مَنْ سَأَلَ مَسْأَلَةً لِيَسْتَكْثِرَ بِهَا , يَقُولُ : فَإِذَا لَمْ يَكُنْ شَأْنُ هَذَا مِنْ مَسْأَلَتِهِ أَنْ يَنَالَ مِنْهَا قَدْرَ مَا يَكُفُّهُ , وَيَعُفُّهُ ، ثُمَّ يُمْسِكَ ، وَلَكِنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَجْعَلَهَا إِزَادَتَهُ , وَطُعْمَتَهُ أَبَدًا ، فَإِنَّهُ يَسْتَكْثِرُ جَهَنَّمَ ، وَإِنْ كَانَ مُعْدَمًا لا يَمْلِكُ إِلا قَدْرَ مَا يُغَدِّيهِ , أَوْ يُعَشِّيهِ ، أَلا تَرَاهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِ اشْتَرَطَ الاسْتِكْثَارَ فِي الْمَسْأَلَةِ ؟ وَهَذَا كَالأَحَادِيثِ الأُخَرِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
سَهْلِ ابْنِ الْحَنْظَلِيَّةِ الأَنْصَارِيِّ | سهل بن الحنظلية الأنصاري | صحابي |
أَبِي سَلامٍ الْحَبَشِيِّ | ذو مخبر الحبشي | صحابي |
أَبِي كُلَيْبٍ الْعَامِرِيِّ | أبو كليب العامري | مجهول الحال |
يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ | يزيد بن قيس الأزدي / ولد في :53 / توفي في :128 | ثقة فقيه وكان يرسل |
ابْنِ لَهِيعَةَ | عبد الله بن لهيعة الحضرمي / ولد في :97 / توفي في :174 | ضعيف الحديث |
أَبُو الأَسْوَدِ | النضر بن عبد الجبار المرادي / ولد في :145 / توفي في :219 | ثقة |