باب اعطاء اهل الذمة من الصدقة وما يجزى من ذلك مما لا يجزى


تفسير

رقم الحديث : 1257

قَالَ : حَدَّثَنَا قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لَهِيعَةَ ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , أَنَّهُ سَمِعَ عُمَيْرَ بْنَ سَلَمَةَ الدُّؤَلِيَّ ، يَذْكُرُ أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , أَوْ أَخْبَرَ عُمَيْرًا مَنْ كَانَ مَعَ عُمَرَ , قَالَ : مَعَ أَنَّ عُمَيْرًا قَدْ كَانَ شَيْخًا قَدِيمًا , قَالَ : بَيْنَا عُمَرُ نِصْفَ النَّهَارِ قَائِلٌ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ ، وَإِذَا أَعْرَابِيَّةٌ ، فَتَوَسَّمَتِ النَّاسَ فَجَاءَتْهُ ، فَقَالَتْ : إِنِّي امْرَأَةٌ مِسْكِينَةٌ ، وَلِي بَنُونَ ، وَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ , كَانَ بَعَثَ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ سَاعِيًا ، فَلَمْ يُعْطِنَا ، فَلَعَلَّكَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ أَنْ تَشْفَعَ لَنَا إِلَيْهِ , قَالَ : فَصَاحَ بِيَرْفَأَ : أَنِ ادْعُ لِي مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ , فَقَالَتْ : إِنَّهُ أَنْجَحُ لِحَاجَتِي أَنْ تَقُومَ مَعِي إِلَيْهِ , فَقَالَ : إِنَّهُ سَيَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ , فَجَاءَهُ يَرْفَأُ ، فَقَالَ : أَجِبْ , فَجَاءَ ، فَقَالَ : السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , فَاسْتَحْيَتِ الْمَرْأَةُ ، فَقَالَ عُمَرُ : " وَاللَّهِ مَا آلُو أَنْ أَخْتَارَ خِيَارَكُمْ ، كَيْفَ أَنْتَ قَائِلٌ إِذَا سَأَلَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْ هَذِهِ ؟ " , فَدَمَعَتْ عَيْنَا مُحَمَّدٍ , ثُمَّ قَالَ عُمَرُ : إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ إِلَيْنَا نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَصَدَّقْنَاهُ , وَاتَّبَعْنَاهُ ، فَعَمِلَ بِمَا أَمَرَهُ اللَّهُ بِهِ ، فَجَعَلَ الصَّدَقَةَ لأَهْلِهَا مِنَ الْمَسَاكِينِ ، حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ ، ثُمَّ اسْتَخْلَفَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ ، فَعَمِلَ بِسُنَّتِهِ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ ، ثُمَّ اسْتَخْلَفَنِي ، فَلَمْ آلُ أَنْ أَخْتَارَ خِيَارَكُمْ ، إِنْ بَعَثْتُكَ فَأَدِّ إِلَيْهَا صَدَقَةَ الْعَامِ وَعَامَ أَوَّلَ ، وَمَا أَدْرِي لَعَلِّي لا أَبْعَثُكَ , ثُمَّ دَعَا بِجَمَلٍ , فَأَعْطَاهَا دَقِيقًا وَزَيْتًا ، وَقَالَ : خُذِي هَذَا حَتَّى تَلْحَقِينَا بِخَيْبَرَ ، فَإِنَّا نُرِيدُهَا , فَأَتَتْهُ بِخَيْبَرَ ، فَدَعَا لَهَا بِجَمَلَيْنِ آخَرَيْنَ ، وَقَالَ : خُذِي هَذَا ، فَإِنَّ فِيهِ بَلاغًا حَتَّى يَأْتِيَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ ، فَقَدْ أَمَرْتُهُ أَنْ يُعْطِيَكِ حَقَّكِ لِلْعَامِ , وَعَامَ أَوَّلَ " , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، مِثْلَ هَذَا الْحَدِيثِ ، أَوْ نَحْوَهُ ، إِلا أَنَّهُ قَالَ : " نَظَرَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى رَجُلٍ نَائِمٍ تَحْتَ شَجَرَةٍ ، فَأَخَذَتْ بِبَعْضِ أَصَابِعِ قَدَمَيْهِ ، فَاسْتَيْقَظَ بِهَا ، فَقَالَ : مَا لَكِ ؟ فَقَصَّتْ عَلَيْهِ قِصَّةَ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ ، فَقَالَ : اذْهَبِي إِلَيْهِ ، فَقُولِي لَهُ : هَذَا الرَّجُلُ يَدْعُوكَ , فَقَالَتْ لَهُ : لَيْسَ هَكَذَا يَقُولُ الشَّفِيعُ , فَقَالَ : اذْهَبِي إِلَيْهِ ، فَقُولِي كَمَا أَقُولُ لَكَ ، فَإِنَّهُ سَيَأْتِي , قَالَ : فَتَخَلَّلَتِ الْقَوْمَ حَتَّى لَقِيَتْهُ ، فَقَالَتْ لَهُ ذَلِكَ ، فَوَثَبَ , وَاتَّبَعَتْهُ حَتَّى وَقَفَ عَلَى عُمَرَ " , ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ , قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : وَقَدْ جَاءَتْ مَعَ هَذَا أَحَادِيثُ فِيهَا دَلائِلُ عَلَى الرُّخْصَةِ فِي حَمْلِهَا مِنْ بَلَدِهَا إِلَى غَيْرِهِ ، كَحَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , حِينَ قَالَ لِقَبِيصَةَ بْنِ الْمُخَارِقِ فِي الْحَمَالَةِ : " أَقِمْ حَتَّى تَأْتِيَنَا الصَّدَقَةُ ، فَإِمَّا أَنْ نُعِينَكَ عَلَيْهَا ، وَإِمَّا أَنْ نَحْمِلَهَا عَنْكَ " , فَرَأَى إِعْطَاءَهُ إِيَّاهَا مِنْ صَدَقَاتِ الْحِجَازِ ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ ، وَرَأَى حَمْلَهَا مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ إِلَى أَهْلِ الْحِجَازِ , وَكَذَلِكَ حَدِيثُ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ , حِينَ حَمَلَ صَدَقَاتِ قَوْمِهِ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فِي أَيَّامِ الرِّدَّةِ , وَمِثْلُهُ حَدِيثُ عُمَرَ , حِينَ قَالَ : لابْنِ أَبِي ذُبَابٍ , وَبَعْثَهُ بَعْدَ عَامِ الرَّمَادَةِ ، فَقَالَ : " اعْقِلْ عَلَيْهِمْ عِقَالَيْنِ ، فَاقْسِمْ فِيهِمْ أَحَدَهُمَا ، وَائْتِنِي بِالآخَرِ " , وَكَذَلِكُ حَدِيثُ مُعَاذٍ , حِينَ قَالَ لأَهْلِ الْيَمَنِ : " ائْتُونِي بِخَمِيسٍ , أَوْ لَبِيسٍ آخُذْهُ مِنْكُمْ مَكَانَ الصَّدَقَةِ ، فَإِنَّهُ أَهْوَ عَلَيْكُمْ ، وَأَنْفَعُ لِلْمُهَاجِرِينَ بِالْمَدِينَةِ " , وَلَيْسَ لِهَذِهِ الأَشْيَاءِ مَحْمَلٌ إِلا أَنْ تَكُونَ فَضْلا عَنْ حَاجَتِهِمْ ، وَبَعْدَ اسْتِغْنَائِهِمْ عَنْهَا ، كَالَّذِي ذَكَرْنَاهُ عَنْ عُمَرَ ، وَمُعَاذٍ .

الرواه :

الأسم الرتبة
عُمَرُ

صحابي

عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.