قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ ، عَنِ اللَّيْثِ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : " هُمْ مَنْ يُفْرَضُ لَهُ مِنْ أَمْدَادِ النَّاسِ مِنْ أَوَّلِ عَطَاءٍ يُعْطَوْنَهُ ، وَمَنْ يَغْزُو مُشْتَرِطًا لا عَطَاءَ لَهُ ، وَهُمْ فُقَرَاءُ ، وَلا يَسْأَلُونَ النَّاسَ " , قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : وَالْمَعْرُوفُ عِنْدَ الْعَامَّةِ فِي تَأْوِيلِ هَذِهِ الآيَةِ , مَا قَالَ الْحَسَنُ ، وَابْنُ جُرَيْجٍ : أَنَّهُمْ كَانُوا يُتَأَلَّفُونَ بِالْعَطِيَّةِ ، وَلا حِسْبَةَ لَهُمْ فِي الإِسْلامِ , ثُمَّ اخْتَلَفَتِ النَّاسُ بَعْدُ فِيمَنْ كَانَ بِمِثْلِ حَالِهِمُ الْيَوْمَ , فَقَالَ بَعْضُهُمْ : قَدْ ذَهَبَ أَهْلُ هَذِهِ الآيَةِ ، وَإِنَّمَا كَانَ فِي دَهْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَأَمَّا مَا قَالَ الْحَسَنُ ، وَابْنُ شِهَابٍ ، فَعَلَى أَنَّ الأَمْرَ مَاضٍ أَبَدًا , وَهَذَا هُوَ الْقَوْلُ عِنْدِي , لأَنَّ الآيَةَ مُحْكَمَةٌ ، لا نَعْلَمُ لَهَا نَاسِخًا مِنْ كِتَابٍ , وَلا سُنَّةٍ , فَإِذَا كَانَ قَوْمٌ هَذِهِ حَالُهُمْ ، لا رَغْبَةَ لَهُمْ فِي الإِسْلامِ إِلا لِلنَّيْلِ ، وَكَانَ فِي رِدَّتِهِمْ وَمُحَارَبَتِهِمْ , إِنِ ارْتَدُّوا ضَرَرٌ عَلَى الإِسْلامِ ، لِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِزِّ وَالأَنَفَةِ ، فَرَأَى الإِمَامُ أَنْ يُرْضَخَ لَهُمْ مِنَ الصَّدَقَةِ ، فَعَلَ ذَلِكَ لِخِلالٍ ثَلاثٍ : إِحْدَاهُنَّ الأَخْذُ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ، وَالثَّانِيَةُ الْبُقْيَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ ، وَالثَّالِثَةُ أَنَّهُ لَيْسَ بِيَائِسٍ مِنْهُمْ إِنْ تَمَادَى بِهِمُ الإِسْلامُ أَنْ يَفْقَهُوهُ ، وَتَحْسُنَ فِيهِ رَغْبَتُهُمْ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |