راى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يفتح على امته من بعده فسر بذلك فانزل الله عز وجل...


تفسير

رقم الحديث : 397

قَوْلُهُ تَعَالَى : قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ سورة الفلق آية 1 إِلَى آخِرِ السورة ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى : قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ سورة الناس آية 1 إِلَى آخِرِ السورة ، قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : كَانَ غُلامٌ مِنَ الْيَهُودِ يَخْدِمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَدَنَتْ إِلَيْهِ الْيَهُودُ وَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى أَخَذَ مُشَاطَةَ رَأْسِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَعِدَّةَ أَسْنَانٍ مِنْ مِشْطِهِ ، فَأَعْطَاهَا الْيَهُودَ ، فَسَحَرُوهُ فِيهَا ، وَكَانَ الَّذِي تَوَلَّى ذَلِكَ لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ الْيَهُودِيُّ ، ثُمَّ دَسَّهَا فِي بِئْرٍ لِبَنِي زُرَيْقٍ يُقَالُ لَهَا : ذَرْوَانُ ، فَمَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَانْتَثَرَ شَعْرُ رَأْسِهِ ، وَلَبِثَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ يَرَى أَنَّهُ يَأْتِي نِسَاءَهُ وَلا يَأْتِيهِنَّ ، وَجَعَلَ يَذُوبُ ، وَلا يَدْرِي مَا عَرَاهُ ، فَبَيْنَمَا هُوَ نَائِمٌ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ أَتَاهُ مَلَكَانِ ، فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِهِ ، وَالآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ ، فَقَالَ الَّذِي عِنْدَ رَأْسِهِ : مَا بَالُ الرَّجُلُ ؟ قَالَ : طُبَّ ، قَالَ : وَمَا الطُّبُّ ؟ قَالَ : سُحِرَ ، قَالَ : وَمَنْ سَحَرَهُ ؟ قَالَ : لَبِيدُ بْنُ أَعْصَمَ الْيَهُودِيُّ ، قَالَ : وَبِمَ طَبَّهُ ؟ قَالَ : بِمِشْطٍ وَمُشَاطَةٌ ، قَالَ : وَأَيْنَ هُوَ ؟ قَالَ : فِي جُفِّ طَلْعَةٍ تَحْتَ رَاعُوفَةٍ فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ ، وَالجُّفُّ : قِشْرُ الطَّلْعِ ، وَالرَّاعُوفَةُ : حَجَرٌ فِي أَسْفَلِ الْبِئْرِ يَقُومُ عَلَيْهِ الْمَاتِحُ ، فَانْتَبَهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا عَائِشَةُ ، مَا شَعَرْتُ أَنَّ اللَّهَ أَخْبَرَنِي بِدَائِي ، ثُمَّ بَعَثَ عَلِيًّا ، وَالزُّبَيْرَ ، وَعَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ فَنَزَحُوا مَاءَ تِلْكَ الْبِئْرِ كَأَنَّهُ نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ ، ثُمَّ رَفَعُوا الصَّخْرَةَ ، وَأَخْرَجُوا الْجُفَّ ، فَإِذَا فِيهِ مُشَاطَةُ رَأْسِهِ ، وَأَسْنَانُ مِشْطِهِ ، وَإِذَا فِيهِ وَتَرٌ مَعْقُودٌ فِيهِ إِحْدَى عَشْرَةَ عُقْدَةً مَغْرُوزَةٌ بِالإِبِرِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى سُورَتَيِّ الْمُعَوِّذَتَيْنِ ، فَجَعَلَ كُلَّمَا قَرَأَ آيَةً انْحَلَّتْ عُقْدَةً ، وَوَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خِفَّةً حَتَّى انْحَلَّتِ الْعُقْدَةُ الأَخِيرَةُ ، فَقَامَ كَأَنَّمَا نَشِطَ مِنْ عِقَالٍ ، وَجَعَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ يَقُولُ : بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ ، وَمِنْ حَاسِدٍ وَعَيْنٍ ، اللَّهُ يَشْفِيكَ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولُ اللَّهِ ، أَوْ لا نَؤُمُّ الْخَبِيثَ فَنَقْتُلُهُ ؟ فَقَالَ : " أَمَّا أَنَا فَقَدْ شَفَانِي اللَّهُ ، وَأَكْرَهُ أَنْ أُثِيرَ عَلَى النَّاسِ شَرًّا " ، فَهَذَا مِنْ حِلْمِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَر ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَروَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحِيرِيّ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَوْصِلِيُّ ، أَخْبَرَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى ، أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : سُحِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَنَّهُ لَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ فَعَلَ الشَّيْءَ وَمَا فَعَلَ حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ وَهُوَ عِنْدِي دَعَا اللَّهَ وَدَعَا ، ثُمَّ قَالَ : " أَشَعَرْتِ يَا عَائِشَةُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ ؟ " قُلْتُ : وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " أَتَانِي مَلَكَانِ " ، وَذَكَرَ الْقِصَّةَ بِطُولِهَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ إِسْمَاعِيل ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ ، وَلِهَذَا الْحَدِيثِ طُرُقٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.