أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ , بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حِبَّانَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَحْطَبَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ صَالِحٍ الْأَحْمَرُ ، عَن عُثْمَانَ بن عَطَاءٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ الْأَلْهَانِيِّ ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ ، قَالَ : " سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَنْ مُعَانَقَةِ الرِّجَالِ إِذَا لَقِيَهُ ، فَقَالَ : كَانَتْ تَحِيَّةَ الْأُمَمِ ، وَخَالِصَ وُدِّهِمْ ، وَإِنَّ أَوَّلُ مَنْ عَانَقَ خَلِيلَ الرَّحْمَنِ ، وَذَلِكَ أَنَّهُ خَرَجَ يَرْتَادُ لِمَاشِيَتِهِ مِنْ جَبَلٍ مِنْ جِبَالِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ , فَسَمِعَ صَوْتَ مُقَدِّسٍ يُقَدِّسُ اللَّهَ ، فَذُهِلَ عَمَّا كَانَ يَطْلُبُ ، وَقَصَدَ قَصْدَ الصَّوْتِ ، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ طُولُهُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا أَهْلَبَ ، وَالْأَهْلَبُ كَثِيرُ الشَّعْرِ ، فَقَالَ لَهُ مَنْ رَبُّكَ يَا شَيْخُ ؟ ، قَالَ : رَبُّ السَّمَاءُ ، قَالَ : فَمَنْ رَبُّ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ؟ ، قَالَ : رَبُّ السَّمَاءِ ، قَالَ : فَهَلْ لَهُمَا رَبٌّ غَيْرُهُ ؟ ، قَالَ : لَا ، هُوَ رَبُّهُمَا ، وَرَبُّ مَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَهُمَا ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ ، قَالَ : فَأَيْنَ قِبْلَتُكَ يَا شَيْخُ ؟ فَأَشَارَ إِلَى الْكَعْبَةِ ، فَقَالَ لَهُ : هَلْ بَقِيَ مِنْ قَوْمِكَ غَيْرَكَ ؟ قَالَ : مَا بَقِيَ مِنْهُمْ أَحَدٌ غيَرْيِ ، قَالَ لَهُ : فَمِنْ أَيْنَ مَعِيشَتُكَ ؟ قَالَ : أَجْمَعُ مِنَ التَّمْرِ فِي الصَّيْفِ مَا آكُلُهُ فِي الشِّتَاءِ ، قَالَ لَهُ : فَأَيْنَ مَنْزِلُكَ ؟ قَالَ : فِي تِلْكَ الْمَغَارَةِ ، قَالَ : فَانْطَلِقْ بِنَا إِلَى مَنْزِلِكَ ، قَالَ : إِنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ وَادِيًا لَا يُخَاضُ ، قَالَ : فَمِنْ أَيْنَ تَعْبُرُ أَنْتَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : أَمْشِي عَلَيْهِ ذَاهِبًا وَأَمْشِي عَلَيْهِ جَائيًا ، فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ : فَانْطَلِقْ بِنَا فَلَعَلَّ الَّذِي ذَلَّلَهُ لَكَ أَنْ يُذَلِّلَهُ لِي ، قَالَ : فَانْطَلَقَا فَمَشِيَا عَلَى الْمَاءِ وَجَعَلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَعْجَبُ مِمَّا أُوتِيَ صَاحِبُهُ حَتَّى انْتَهَيَا إِلَى الْمَغَارَةِ فَدَخَلَاهَا فَإِذَا قِبْلَةُ الشَّيْخُ قِبْلَةُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ : يَا شَيْخُ أَيَّ يَوْمٍ خَلَقَ اللَّهُ أَشَدَّ ؟ قَالَ : يَوْمَ الدِّينِ يَوْمَ يَضَعُ اللَّهُ كُرْسِيَّهُ لِلْقَضَاءِ ، ثُمَّ يَأْمُرُ جَهَنَّمَ فَتَزْفِرُ زَفْرَةً لَا يَبْقَى مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ إِلَّا خَرَّ عَلَى وَجْهِهِ ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ : فَادْعُ اللَّهَ يُؤَمِّنِّي وَإِيَّاكَ مِنْ هَوْلِ ذَلِكَ الْيَوْمِ ، فَقَالَ الشَّيْخُ : وَمَا تَصْنَعُ بِدُعَائِي إِنَّ لِي دَعْوَةً مُحْتَبِسَةً فِي السَّمَاءِ مُنْذُ ثَلَاثِينَ سَنَةً ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ : أَفَلَا أُخْبِرُكَ أَيُّهَا الشَّيْخُ مَا الَّذِي احْتَبَسَ ؟ قَالَ : بَلَى ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا احْتَبَسَ دَعْوَتَهُ لِحُبِّهِ لِصَوْتِهِ ، ثُمَّ ذَخَرَ لَهُ عَلَى ذَلِكَ مَا لَا يَخْطُرُ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ، وَإِذَا بَغَضَ عَبْدًا عَجَّلَ لَهُ دَعْوَتَهُ لِبُغْضِهِ لِصَوْتِهِ وَأَلْقَى الْأَيَاسَ فِي قَلْبِهِ ، فَمَا دَعْوَتُكَ أَيُّهَا الشَّيْخُ الَّتِي هِيَ مُحْتَبِسَةٌ فِي السَّمَاءِ مُنْذُ ثَلَاثِينَ سَنَةً قَالَ لِي : مَرَّ بِي شَابٌّ فِي رَأْسِهِ ذُؤَابَةٌ مَعَهُ غَنَمٌ كَأَنَّهَا حُشِيَتْ ، وَبَقَرٌ كَأَنَّهَا دُهِنَتْ ، فَقُلْتُ لِمَنْ هَذِهِ ؟ فَقَالَ لِإِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ ، فَقُلْتُ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ لَكَ فِي الْأَرْضِ خَلِيلٌ فَأَرِينِيهِ قَبْلَ الْمَوْتِ ، فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ : فَقَدِ اسْتُجِيبَتْ دَعْوَتُكَ أَيُّهَا الشَّيْخُ ، فَاعْتَنَقَا فَمُذْ يَوْمِئِذٍ كَانَتِ الْمُعَانَقَةُ وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ السُّجُودُ ، هَذَا لِهَذَا ، ثُمَّ جَاءَ اللَّهُ بِالْمُصَافَحَةِ مَعَ الْإِسْلَامِ فَلَمْ يَسْجُدُوا ، وَلَمْ يُعَانِقُوا ، فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَضَعَ عَنَّا الْآصَارَ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
تَمِيمٍ الدَّارِيِّ | تميم بن أوس الدارى | صحابي |
أَبِي سُفْيَانَ الْأَلْهَانِيِّ | محمد بن زياد الألهاني | ثقة |
أَبِيهِ | عطاء بن أبي مسلم الخراساني / ولد في :50 / توفي في :133 | صدوق حسن الحديث |
عُثْمَانَ بن عَطَاءٍ | عثمان بن عطاء الخراساني / توفي في :155 | ضعيف الحديث |
سَلَمَةُ بْنُ صَالِحٍ الْأَحْمَرُ | سلمة بن صالح الأحمر | متروك الحديث |
مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ | محمد بن الصباح الجرجرائي / توفي في :240 | صدوق حسن الحديث |
أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَحْطَبَةَ | عبد الله بن قحطبة الصلحي | ثقة |
أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حِبَّانَ | عبد الله بن محمد الأصبهاني / ولد في :274 / توفي في :369 | ثقة حافظ |
أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ | محمد بن أحمد الأصبهاني / ولد في :363 / توفي في :445 | ثقة |