في ذم الاقتصار على الدنيا وجمع المال وما يتصل بذلك


تفسير

رقم الحديث : 1649

أَخْبَرَنَا الشَّرِيفَانِ أَخْبَرَنَا الشَّرِيفَانِ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحُسَيْنُ , وَأَبُو طَاهِرٍ إِبْرَاهِيمُ ابْنَا الشَّرِيفِ الْجَلِيلِ أَبِي الْحَسَنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ يَحْيَى الْحُسَيْنِيِّ الزَّيْدِيِّ الْكُوفِيِّ ، قَالَا : حَدَّثَنَا أَبُو الْمُفَضَّلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الشَّيْبَانِيُّ , قِرَاءَةً عَلَيْهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزَّرَّارُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ نُوحِ بْنِ دَرَّاجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا بَشَّارُ بْنُ ذِرَاعٍ ، عَنْ أَخِيهِ بَشَّارٍ ، عَنْ حُمْرَانَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : بَيْنَمَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ أَنَا فِيهِمْ ، إِذْ ذَكَرُوا الدَّنْيَا وَتَصَرُّمَهَا بِأَهْلِهَا ، فَذَمَّهَا رَجُلٌ ، فَذَهَبَ فِي ذَمِّهَا كُلَّ مَذْهَبٍ ، فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : " أَيُّهَا الذَّامُّ لِلدُّنْيَا أَنْتَ الْمُجْتَرِمُ عَلَيْهِا أَمْ هِيَ الْمُجْتَرِمَةُ عَلَيْكَ ؟ فَقَالَ : بَلْ أَنَا الْمُجْتَرِمُ عَلَيْهَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، قَالَ : فِيمَ تَذُمُّهَا ؟ أَلَيْسَتْ مَنْزِلَ صِدْقٍ لِمَنْ صَدَقَهَا ، وَدَارَ غِنًى لِمَنْ تَزَوَّدَ مِنْهَا ، وَدَارَ عَاقِبَةٍ لِمَنْ فَهِمَ عَنْهُا ؟ مَسَاجِدُ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ وَمَهْبِطُ وَحْيِهِ وَمُصَلَّى مَلَائِكَتِهِ ، مَتْجَرُ أَوْلِيَائِهِ ، اكْتَسَبُوا فِيهَا الرَّحْمَةَ ، وَرَبِحُوا فِيهَا الْجَنَّةَ ، فَمَنْ ذَا يَذُمُّهَا ، وَقَدْ آذَنَتْ بَيْنَهَا ، وَنَادَتْ بِانْقِطَاعِهَا ، وَنَعَتَتْ نَفْسَهَا وَأَهْلَهَا ، فَمُثِّلَتْ بِبَلَائِهَا الْبِلَى ، وَشُوِّقَتْ بِسُرُورِهَا إِلَى السُّرُورِ تَخْوِيفًا وَتَرْغِيبًا ، وَابْتَكَرَتْ بِعَافِيَةٍ وَرَاحَتْ بِفَجِيعَةٍ . فَذَمَّهَا رِجَالٌ فَرَّطُوا غَدَاةَ النَّدَامَةِ ، وَحَمِدَهَا آخَرُونَ اكْتَسَبُوا فِيهَا الْخَيْرَ الْكَثِيرَ ، فَيَأَيُّهَا الذَّامُّ لِلدُّنْيَا الْمُغْتَرُّ بِغُرُورِهَا مَتَى اسْتَذَمَّتْ إِلَيْكَ ؟ أَمْ مَتَى غَرَّتْكَ ؟ أَبِمَضَاجِعِ آبَائِكَ مِنَ الْبِلَى ؟ أَمْ بِمَصَارِعِ أُمَّهَاتِكَ تَحْتَ الثَّرَى ؟ كَمْ مَرِضْتَ بِيَدَيْكَ وَعَالَجْتَ بِكَفَّيْكَ ؟ تَلْتَمِسُ لَهُمُ الشِّفَاءَ وَتَسْتَوْصِفُ لَهُمُ الْأَطِبَّاءَ ، لَمْ تَنْفَعْهُمْ بِشَفَاعَتِكَ ، وَلَمْ تُسْعِفْهُمْ فِي طِلْبَتِكَ ، مَثَّلَتْ لَكَ وَيْحَكَ الدُّنْيَا بِمَصْرَعِهِمْ مَصْرَعَكَ ، وَبُمَضْجَعِهِمْ مَضْجَعَكَ ، حِينَ لَا يُغْنِي بُكَاؤُكَ ، وَلَا يَنْفَعُكَ أَحِبَّاؤُكَ ، ثُمَّ الْتَفَتَ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى أَهْلِ الْمَقَابِرِ فَقَالَ : يَا أَهْلَ التُّرْبَةِ ، وَيَا أَهْلَ الْغُرْبَةِ ، أَمَّا الْمَنَازِلُ فَقَدْ سَكَتَتْ ، وَأَمَّا الْأَمْوَالُ فَقَدِ اقْتُسِمَتْ ، وَأَمَّا الْأَزْوَاجُ فَقَدْ نُكِحَتْ ، هَذَا خَبَرُ مَا عِنْدَنَا فَمَا خَبَرُ مَا عِنْدَكُمْ ؟ ثُمَّ قَالَ : أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ : وَاللَّهِ لَوْ أُذِنَ لَهُمْ فِي الْكَلَامِ لَأَخْبَرُوكُمْ أَنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى " .

الرواه :

Whoops, looks like something went wrong.