في ذكر الموت واختلاف الموتى وذكر عذاب القبر وثوابه وما يتصل بذلك


تفسير

رقم الحديث : 2215

أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُؤِدِّبُ الْمَكْفُوفُ , بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدً بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حِبَّانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، كَتَبَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ هِشَامٍ الدِّمَشْقِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو صَفْوَانَ الْقَاسِمُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَوَانَةَ ، عَنِ ابْنِ حَرْبٍ ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ ؛ أَنَّ عَلِيًّا عَلَيْهِ السَّلَامُ شَيَّعَ جِنَازَةً , فَلَمَّا وُضِعَتْ فِي لَحْدِهَا , عَجَّ أَهْلُهَا , وَبَكَوْا ، فَقَالَ : " مَا يَبْكُونَ ؟ أَمَا وَاللَّهِ لَوْ عَايَنُوا مَا عَايَنَ مَيِّتُهُمْ , لَأَذْهَلَتْهُمْ مُعَايَنَتُهُمْ عَنْ مَيِّتِهِمْ ، وَإِنَّ لَهُ فِيهِمْ لَعَوْدَةً , ثُمَّ عَوْدَةً , حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْهُمْ أَحَدٌ ، ثُمَّ قَامَ , فَقَالَ : أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِتَقْوَى اللَّهِ الَّذِي ضَرَبَ لَكُمُ الْأَمْثَالَ ، وَوَقَّتَ لَكُمُ الْآجَالَ ، وَجَعَلَ لَكُمْ أَسْمَاعًا تَعِي مَا عَنَاهَا ، وَأَبْصَارًا تَنْجَى عَنْ غَشَاهَا أَظُنُّهُ تَتَجَافَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، وَأَفْئِدَةٌ تَفْهَمُ مَا دَهَاهَا ، فِي تَرْكِيبِ صُوَرِهَا وَمَا أَعْمَرَهَا ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَخْلُقْكُمْ عَبَثًا ، وَلَمْ يَضْرِبْ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا ، بَلْ أَكْرَمَكُمْ بِالنِّعَمِ السَّوَابِغِ ، وَأَرْدَفَكُمْ بِالرَّفْدِ وَالرَّوَافِدِ ، وَأَحَاطَ بِكُمُ الْإِحْصَاءَ ، وَأَرْصَدَ لَكُمُ الْجَزَاءَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ ، فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ , وَجِدُّوا فِي الطَّلَبِ ، وَبَادِرُوا بِالْعَمَلِ مُقَطِّعَ النَّهَمَاتِ ، وَهاذِمَ اللَّذَّاتِ ، فَإِنَّ الدُّنْيَا لَا يَدُومُ نَعِيمُهَا ، وَلَا تُؤْمَنُ فَجَائِعُهَا ، غُرُورٌ خَاتِلٌ ، وَسُنْحٌ قَافِلٌ ، وَسَناءٌ مَائِلٌ ، يَمْضِي مُسْتَطْرَقُهَا ، وَيُرْوَى مُسْتَرْدِيًا . . . شَهَوَاتِهَا , . . . بِضَرْعِهَا . اتَّعِظُوا عِبَادَ اللَّهِ بِالْعِبَرِ ، وَاعْتَبِرُوا بِالْأَثَرِ ، وَازْدَجِرُوا بِالنُّذُرِ ، وَانْفَعُوا بِالْمَوَاعِظِ ، فَكَانَ قَدْ عَلِقَتْكُمْ مَخَالِيبُ الْمَنِيَّةِ ، وَضَمِنْتُمْ بَيْتَ التُّرَابِ ، وَدَهِمَتْكُمْ مُقَطَّعَاتُ الْأُمُورِ بِنَفْخَةِ الصُّورِ ، وَبُعْثِرَتِ الْقُبُورُ ، وَسِيَاقَةُ الْمَحْشَرِ ، وَمَوْقِفُ الْحِسَابِ بِإِحَاطَةِ قُدْرَةِ الْجَبَّارِ ، كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ سورة ق آية 21 ، سَائِقٌ يَسُوقُهَا لِمَحْشَرِهَا ، وَشَهِيدٌ يَشْهَدُ عَلَيْهِا بِعَمَلِهَا ، وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ شُهَدَاءَ , وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ , وَهُمْلَا يُظْلَمُونَ ، فَارْتَجَّتْ لِذَلِكَ الْيَوْمِ الْبِلَادُ ، وَنَادَى الْمُنَادِي ، وَكَانَ يَوْمُ التَّلَاقِ ، وَكُشِفَ عَنْ سَاقٍ ، وَكَسَفَتِ الشَّمْسُ وَحُشِرَتِ الْوُحُوشُ ، وَكَانَ مَوَاطِنَ الْحَشْرِ ، وَبَدَتِ الْأَسْرَارُ ، وَهُتِكَتِ الْأَسْتَارُ ، وَارْتَجَّتِ الْأَفْئِدَةُ ، وَنَزَلَ بِأَهْلِ النَّارِ مِنَ اللَّهِ سَطْوَةً حَمِيجَةً ، وَعُقُوبَةً مَسِيحَةً ، وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لَهَا كُلُبٌ وَلُجُبٌ ، وَقَصْفٌ وَرَعْدٌ ، وَتَغَيُّطٌ وَوَعِيدٌ ، وَتَأَجُّجٌ مِنْ جَحِيمِهَا ، وَغَلَى حَمِيمُهَا ، وَتَوَقَّدَ سَمْومُهَا ، وَلَا يُنْفَسُ خَالِدُهَا ، وَلَا يُسْتَقَالُّ عَثَرَاتُهَا ، وَلَا تَنْقَطِعُ حَسَرَاتُهَا ، وَلَا تَنْفَصِمُ كَبَوَاتُهَا ، مَعَهُمْ مَلَائِكَةٌ يُبَشِّرُونَهُمْ بِنُزُلٍ مِنْ حَمِيمٍ ، وَتَصْلِيَةِ جَحِيمٍ ، فَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَحْجُوبُونَ ، وَلِأَوْلِيَائِهِ مُفَارِقُونَ ، وإِلَى النَّارِ مُنْطَلِقُونَ ، حَتَّى إِذَا أَتَوْا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ تَسْتَجِيرُ بِاللَّهِ مِنْهُمْ وَمِمَّا قَرُبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ ، قَالُوا : فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ { 100 } وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ سورة الصافات آية 100-101 ، وَجَهَنَّمُ تَرْمِيهِمْ بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ ، وَتُنَادِيهِمْ , وَهِيَ مُشْرِفَةٌ عَلَيْهِمْ : إِلَيَّ يَا أَهْلِي ، وَعِزَّةِ رَبِّي لَأَنْتَقِمَنَّ الْيَوْمَ مِنْ أَعْدَائِهِ ، قَالَ : ثُمَّ يَأْتِيهِمْ مَلَكٌ مِنَ الزَّبَانِيَةِ مَعَهُ سِلْسِلَةٌ مِنْ نَارٍ وَعَمُودٍ مِنْ نَارٍ ، فَيَجْمَعُ الْأُمَّةَ مِنَ الْأُمَمِ فَيَطْعَنُ بِهِمْ أَكْتَافَهُمْ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ صُدُورِهِمْ ، ثُمَّ يُدْخِلُ السِّلْسِلَةِ إِلَى مَكَانِ النَّقْبِ ، حَتَّى إِذَا جَمَعَهُمْ جَمِيعًا وَلَّى بِهِمْ ظَهْرُهُ ثُمَّ يَنْثُرُهُمْ نَثْرَةً ، صَوَابُهُ يَنْتُرُهُمْ بِالتَّاءِ ، لَا يَبْقَى عُضْوٌ مِنْ أَعْضَائِهِمْ إِلَّا انْفَصَلَ عَنْ كُلِّ عُضْوٍ مِنْ أَعْضَائِهِمْ عَنْ مَوْضِعِهِ ، ثُمَّ يَسْحَبُهُمْ حَتَّى يلْقِيَهُمْ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ، وَيَقُولُ : ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ . عِبَادَ اللَّهِ ، اتَّقُوا اللَّهَ تَقِيَّةَ مَنْ كَنَعَ , فَخَنَعَ , وَأَوْجَلَ فَوَجِلَ ، وَحَذِرَ فَأَبْصَرَ ، وَوَعَظَ فَازْدَجَرَ ، فَاحْتَثَّ طَلَبًا ، وَنَجَا هَرَبًا ، وَقَدِمَ لِلْمَعَادِ ، وَاسْتَظْهَرَ بِالزَّادِ وَكَفَى بِاللَّهِ مُنْتَقِمًا وَنَصِيرًا ، وَكَفَى بِالْكِتَابِ حَجِيجًا , وَخَصِيمَا ، وَكَفِى بِالْجَنَّة ثَوَابًا ، وَكَفَى بِالنَّارِ عِقابًا وَوَبَالًا ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ .

الرواه :

الأسم الرتبة
عَلِيًّا

صحابي

جَدِّهِ

مجهول

ابْنِ حَرْبٍ

ثقة

أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُؤِدِّبُ الْمَكْفُوفُ , بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا

مقبول

Whoops, looks like something went wrong.