أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيُّ نَزِيلُ الْبَصْرَةِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي جَامِعِ بَنِي حَرَامٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ الْعَسْكَرِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الصَّابُونِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الْأَرْمِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ السَّيِّدُ : وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الْقَاضِي ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ ، قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ التَّمِيمِيُّ الْحَنْظَلِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ وَكَانَ رَاوِيَةُ الْجَاحِظِ وَإِلَيْهِ أَوْصَى ، قَالَ : أَخْبَرَنِي الْجَاحِظُ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ عَبْدَ الْكَرِيمِ بْنَ رَوْحٍ الْعَقَدِيَّ ، قَالَ : سَمِعَ الشَّجَرِيَّ ، يَقُولُ : سَأَلَ رَجُلٌ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ ، فَقَالَ : مَا الْبَلَاغَةُ ؟ قَالَ : مَا بَلَغَ بِكَ الْجَنَّةَ وَعَدَلَ بِكَ عَنِ النَّارِ ، وَبَصَّرَكَ مَوَاقِعَ رُشْدِكَ وَعَوَاقِبَ غَيِّكَ . قَالَ السَّائِلُ : لَيْسَ هَذَا أُرِيدُ ؟ فَقَالَ عَمْرُو : مَنْ لَمْ يُحْسِنْ أَنْ يَسْكُتَ لَمْ يُحْسِنْ أَنْ يَسْمَعَ ، وَمَنْ لَمْ يَخْشَ الِاسْتِمَاعَ لَمْ يَخْشَ الْقَوْلَ ، قَالَ : لَيْسَ هَذَا أُرِيدُ ؟ قَالَ عَمْرُو : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّا مَعْشَرَ الْأَنْبِيَاءِ نَكْرَهُ اللَّسْنَ " ، وَكَانُوا يَكْرَهُونَ أَنْ يَزِيدَ مَنْطِقُ الْإِنْسَانُ عَلَى عَقْلِهِ ، قَالَ السَّائِلُ : لَيْسَ هَذَا أُرِيدُ ؟ قَالَ عَمْرُو : وَكَانُوا يَخَافُونَ مِنْ فِتْنَةِ الْقَوْلِ وَمَنْ سَقَاطَةِ الْكَلَامِ مَا لَا تَخَافُونَ مِنْ فِتْنَةِ السُّكُوتِ وَالصَّمْتِ ، قَالَ السَّائِلُ : لَيْسَ هَذَا أُرِيدُ ؟ قَالَ عَمْرُو : فَكَأَنَّكَ إِنَّمَا تُرِيدُ تَحْبِيرَ الْأَلْفَاظِ فِي حُسْنِ إِفْهَامٍ ، قَالَ : نَعَمْ قَالَ عَمْرُو : إِنَّكَ إِنْ أَرَدْتَ تَقْرِيرَ حُجَّةِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى عُقُولِ الْمُكَلَّفِينَ وَتَخْفِيفَ الْمُؤْنَةِ عَنِ الْمُسْتَمِعِينَ ، وَتَزْيِينَ تِلْكَ الْمَعَانِي فِي قُلُوبِ الْمُرِيدِينَ بِالْأَلْفَاظِ الْمَسْتَحْسَنَةِ فِي الْآذَانِ ، الْمَقْبُولَةِ عَنِ الْأَذْهَانِ ، رَغْبَةً فِي سَرْعَةِ إِجَابَتِهِمْ ، وَنَفْيِ الشَّوَاغِلِ ، عَنْ قُلُوبِهِمْ ، بِالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى وَالسُّنَّةِ ، كُنْتَ قَدْ أُوتِيتَ فَصْلَ الْخِطَابِ ، وَاسْتَوْجَبْتَ عَلَى اللَّهِ جَزِيلَ الثَّوَابِ ، قَالَ الْجَاحِظُ : فَقُلْتُ لِعَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ رَوْحٍ : مَنْ هَذَا الَّذِي صَبَرَ لَهُ عَمْرُو هَذَا الصَّبْرَ ؟ قَالَ : قَدْ سَأَلْتَ ، عَنْ ذَلِكَ أَبَا حَفْصٍ فَقَالَ : مَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ هَذِهِ الْجَرْأَةَ إِلَّا حَفْصُ بْنُ سَالِمٍ ، وَكَانَ عَمْرُو لَا يَكَادُ يَتَكَلَّمُ ، فَإِنْ تَكَلَّمَ لَمْ يُطِلْ ، قَالَ : وَكَانَ قَوْلَ الْأَخِيرِ فِي الْمُتَكَلِّمِ إِذَا كَانَ كَلَامُهُ لِمَنْ شَهِدَ دُونَ نَفْسِهِ ، وَإِذَا طَالَ الْكَلَامُ عَرَضَتِ الْمُتَكَلِّمَ أَسبَابُ التَّكْلِيفَ ، وَلَا خَيْرَ فِي شَيْءٍ يَأْتِيكَ بِهِ التَّكْلِيفُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبُو أَحْمَدَ ، قَالَ : وَحَدَّثَنَا | الحسن بن عبد الله العسكري | ثقة |
عَبْدُ الْعَزِيزِ الْقَاضِي ، قَالَ : أَخْبَرَنَا | عبد العزيز بن جعفر الفارسي / ولد في :320 / توفي في :412 | ثقة |
أَبُو أَحْمَدَ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ الْعَسْكَرِيُّ | الحسن بن عبد الله العسكري | ثقة |
أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيُّ | عبد العزيز بن جعفر الفارسي / ولد في :320 / توفي في :412 | ثقة |