أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ التَّوَّزِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو الْفَرَجِ الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى بْنِ حُمَيْدٍ الطَّبَرِيُّ ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ دُرَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْعُكْلِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : ذَكَرَ ابْنٌ وَأَبٌ ، قَالَ : ذَكَرَ عَوَانَةُ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، " أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَقَدْ سَارَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى الْعِرَاقِ فَإِذَا هُوَ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَقَدِ اسْتَعْلَاهُمْ بِالْكَلَامِ ، فَجَاءَ ابْنُ عَبَّاسٍ حَتَّى ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى عَضُدِ ابْنِ الزُّبَيْرِ ، فَقَالَ : أَصْبَحْتَ وَاللَّهِ كَمَا قَالَ الْأَوَّلُ : يَا لَكِ مِنْ قُنْبُرَةٍ بِمَعْمَرٍ خَلَا لَكِ الْجَوُّ فَبِيضِي وَاصْفِرِي وَنَقِّرِي مَا شِئْتِ أَنْ تُنَقِّرِي خَلَتْ وَاللَّهِ يَابْنَ الزُّبَيْرِ الْحِجَازُ مِنَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ، فَأَقْبَلْتَ تَهْدِرُ فِي جَوَانِبِهَا فَغَضِبَ ابْنُ الزُّبَيْرِ وَقَالَ : وَاللَّهِ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ ، إِنَّكَ لَتَرَى أَنَّكَ أَحَقُّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنِّي ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : يَا ابْنَ الزُّبَيْرِ إِنَّمَا يَرَى مَنْ كَانَ فِي شَكٍّ وَأَنَا مِنْ ذَلِكَ عَلَى يَقِينٍ ، قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ : بِأَيِّ شَيْءٍ اسْتَحَقَّ عِنْدَكَ أَنَّكُمْ أَحَقُّ بِهَذَا الشَّأْنِ مِنِّي ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : لَأَنَا أَحَقُّ بِحَقِّ مَنْ تُدْلِي بِحَقِّهِ ، وَبِأَيِّ شَيْءٍ اسْتَحَقَّ عِنْدَكَ أَنَّكَ أَحَقُّ بِهَذَا مِنْ سَائِرِ الْعَرَبِ ، وَقَدْ سَقَطَ شَيْءٌ مِنَ الْأَصْلِ إِلَّا بِنَا ، قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ : اسْتَحَقَّ عِنْدِي أَنِّي أَحَقُّ بِهَا مِنْهُمْ لِشَرَفِي عَلَيْهِمْ قَدِيمًا وَحَدِيثًا لَا يُنْكِرُونَ ذَلِكَ ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَأَنْتَ أَشْرَفُ ، أَوْ مَنْ شَرُفْتُ بِهِ ، فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ : مَنْ شَرُفْتَ بِهِ زَادَنِي شَرَفًا إِلَى شَرَفٍ قَدْ كَانَ لِي قَدِيمًا ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : يَا ابْنَ الزُّبَيْرِ ، فَالزِّيَادَةُ أَشْرَفُ أَمِ الْمَزِيدُ عَلَيْهِ فَالزِّيَادَةُ مِنِّي ، أَوْ مِنْكَ ؟ فَأَطْرَقَ ، ثُمَّ قَالَ : مِنْكَ وَلَمْ أَبْعُدْ ، قَالَ : صَدَّقْتَ يَا ابْنَ الزُّبَيْرِ ، قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ : دَعْنِي مِنْ لِسَانِكَ يَابْنَ عَبَّاسٍ هَذَا الَّذِي تُقَلِّبُهُ كَيْفَ شِئْتَ ، وَاللَّهِ لَا تَحِبُّونَا يَا بَنِي هَاشِمٍ أَبَدًا ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : صَدَقْتَ نَحْنُ أَهْلَ بَيْتٍ مَعَ اللَّهِ لَا نُحِبُّ مَنْ أَبْغَضَهُ اللَّهُ أَبَدًا ، وَكَانَ مُحَمَّدٌ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ ابْنِ أَخِيهِ فَنَازَعَ ابْنَ عَبَّاسٍ ، فَأَخَذَ ابْنُ الزُّبَيْرِ نَعْلَهُ فَعَلَا بِهَا رَأْسَ ابْنَ أَخِيهِ ، وَقَالَ : مَا أَنْتَ وَالكْلَامُ لَا أُمَّ لَكَ أَلِابْنِ عَبَّاسٍ تُنَازِعُ ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : لَمْ يَسْتَحِقَّ الضَّرْبَ مَنْ صَدَقَ وَإِنَّمَا يَسْتَحِقُّهُ مَنْ مَرَقَ وَمَزَقَ ، فقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ : يَابْنَ عَبَّاسٍ أَمَا يَنْبَغِي أَنْ تَصْفَحَ عَنْ كَلِمَةٍ كَأَنَّكَ قَدْ أَعْدَدْتَ لَهَا جَوَابًا فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : إِنَّمَا الصَّفْحُ عَمَّنْ أَقَرَّ ، وَأَمَّا عَمَّنْ هَرَّ فَلَا ، فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ : فَأَيْنَ الْفَضْلُ ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : عِنْدَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ لِا نَصْرِفُهُ عَنْ أَهْلِهِ وَلَا نَضَعُهُ فِي غَيْرِهِمْ ، فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ : أَوَلَسْتَ مِنْ أَهْلِهِ ؟ قَالَ : بَلَى إِنْ نَبَذْتَ الْجَسَدَ وَلَزِمْتَ الْجُدَدَ ، ثُمَّ تَفَرَّقَا " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ | عبد الله بن العباس القرشي / توفي في :68 | صحابي |
الشَّعْبِيِّ | عامر الشعبي / ولد في :20 | ثقة |
عَوَانَةُ | عوانة بن الحكم الإخباري / توفي في :158 | ضعيف الحديث |
أَبُو الْفَرَجِ الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى بْنِ حُمَيْدٍ الطَّبَرِيُّ | المعافى بن زكريا الجريري / ولد في :305 / توفي في :390 | ثقة ثبت |