أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْخَطِيبُ ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، إِمْلَاءً ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَخْلَدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِمْرَانَ ، يَرْفَعُهُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ : " أَنَّ فِيمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَكَتَبَهُ لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ : يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ، إِنْ كُنْتُمْ عَلَى الْيَقِينِ مِنْ لِقَاءِ رَبِّكُمْ فَمَا بَالُكُمْ تَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ ، وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى الْيَقِينِ مِنْ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَعِقَابِهَا فَمَا بَالُكُمْ تَغْسِلُونَ ثِيَابَكُمْ وَتُوَسِّخُونَ قُلُوبَكُمْ ، وَتُعَمِّرُونَ دُنْيَاكُمْ وَتُخْرِبُونَ آخِرَتَكُمْ ، وَتَتْرُكُونَ مَا أُمِرْتُمْ بِهِ ، وَتَرْكَبُونَ مَا نُهِيتُمْ عَنْهُ ، كَأَنَّ الَّذِي قَدْ نُهِيتُمْ عَنْهُ قَدْ أُمِرْتُمْ بِهِ ، وَكَأَنَّ الَّذِي قَدْ أُمِرْتُمْ بِهِ نُهِيتُمْ عَنْهُ ، مَهْلًا مَهْلًا ، انْظُرُوا إِلَى الَّذِينَ كَانُوا قَبْلَكُمْ ، كَيْفَ تَرَكُوا مَا جَمَعُوا لِغَيْرِهِمْ ! وَحُوسِبُوا بِهِ ، وَصَارُوا إِلَى النَّارِ إِذْ لَمْ يُؤَدُّوا الْحَقَّ فِيمَا جَمَعُوا ، وَيَقُولُ أَحَدُكُمْ : لَيْتَ شِعْرِي كَيْفَ يَصْنَعُ أَهْلِي وَوَلَدِي إِذَا أَنَا مِتُّ ؟ لِمَ تَسْأَلْ ! وَقَدْ رَأَيْتَ مِنْ آبَائِكَ وَالْأُمَّهَاتِ وَالْأَزْوَاجِ وَالْأَوْلَادِ وَغَيْرِهِمْ ، فَكَمَا نَسِيتَهُمْ ، عَنْ قَلِيلٍ يَنْسَوْنَكَ ، وَهَذَا دَأْبُ النَّاسِ فَخَيْرُهُمْ مَنْ قَدَّمَ لِنَفْسِهِ ، وَعَمِلَ لِيَوْمِ فَقْرِهِ وَحَاجَتِهِ ، فَتَزَوَّدُوا مِنْ أَمْوَالِكُمْ فَإِنَّمَا هِيَ لَكُمْ مَا دُمْتُمْ أَحْيَاءَ ، فَإِذَا مِتُّمْ صَارَ إِلَى الْوَارِثِ ، فَاعْقِلْ هَذَا وَاتَّقِ رَبَّكَ وَاحْذَرْ دَارَ الْغُرُورِ ، فَقَدْ غَرَّتِ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ ، مَا رَفَعَهَا قَوْمٌ إِلَّا وَضَعَتْهُمْ أَقْبَحَ الْوَضْعِ ، وَلَا أَعَزَّهَا قَوْمٌ إِلَّا أَذَلَّتْهُمْ أَقْبَحَ الذُّلِّ ، وَلَوْ أَحَبَّهَا اللَّهُ تَعَالَى مَا كَتَبَ عَلَيْهَا الْفَنَاءَ ، وَلَوْ رَضِيَهَا لِأَوْلِيَائِهِ مَا أَمَاتَهُمْ عَنْهَا ، وَلَكِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَتَعَالَى خَلَقَهَا لِلْفَنَاءِ وَجَعَلَهَا دَارَ بَلْوَى ، فَمَنِ اتَّقَى اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى تَفَكَّرَ فِيهَا وَاعْتَبَرَ وَحَذِرَهَا وَتَزَوَّدَ مِنْهَا بِخَيْرٍ مِمَّا يَمْلِكُ مِنْ نَفْسِهِ وَمَالِهِ ، وَمَنْ جَهِلَ ذَلِكَ فَقَدْ بَيَّنَ اللَّهُ تَعَالَى أَمْرَهَا فَأَعْذَرَهُ ، وَبَيَّنَ إِلَيْهِ لِاتِّخَاذِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِ ، وَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ ، وَلَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ | عبد الله بن سلام الخزرجي / توفي في :43 | صحابي |
أَبِي جَعْفَرٍ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِمْرَانَ | أحمد بن عبد الله المروزي | ثقة |
أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْخَطِيبُ | الخطيب البغدادي | ثقة حجة |