ثُمَّ قَالَ : يَا ابْنَ مَسْعُودٍ ، قُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : تَدْرِي أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ ؟ ، قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : " إِنَّ أَعْلَمَ النَّاسِ أَنْصَرُهُمْ لِلْحَقِّ إِذَا اخْتَلَفَ النَّاسُ ، وَإِنْ كَانَ مُقَصِّرًا فِي الْعَمَلِ ، وَإِنْ كَانَ يَزْحَفُ عَلَى اسْتِهِ زَحْفًا ، وَاخْتَلَفَ مَنْ كَانَ قَبْلِي عَلَى اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً ، نَجَا مِنْهَا ثَلَاثَةٌ وَهَلَكَ سَائِرُهُنَّ : فِرْقَةٌ آذَتِ الْمُلُوكَ وَقَاتَلُوهُمْ عَلَى دِينِهِمْ وَدِينِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَأَخَذُوهُمْ فَقَتَلُوهُمْ وَقَطَّعُوهُمْ بِالْمَنَاشِيرِ ، وَفِرْقَةٌ لَمْ يَكُنْ لَهَا طَاقَةٌ بِمُوَارَاةِ الْمُلُوكِ ، وَلَا بِأَنْ يُقِيمُوا بَيْنَ ظَهْرَانِيهِمْ يَدْعُونَهُمْ إِلَى دِينِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَدِينِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ , فَسَلَكُوا فِي الْبِلَادِ , وَتَرَهَّبُوا ، قَالَ : وَهُمُ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ سورة الحديد آية 27 ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : مَنْ آمَنَ بِي وَصَدَّقَنِي ، وَاتَّبَعَنِي , فَقَدْ رَعَاهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا ، وَمَنْ لَمْ يَتَّبِعْنِي فَأُولَئِكَ هُمُ الْهَالِكُونَ " . قَالَ السَّيِّدُ : هَذَا عُقَيْلٌ الْجَعْدِيُّ ، وَعُقَيْلُ بْنُ جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ ، وَرَوَى عَنْهُ مُوسَى بْنُ عُمَيْرٍ مَوْلَاهُمْ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |