أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ التَّنُوخِيُّ , قِرَاءَةً عَلَيْهِ ، وأَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأبَنُوسِيُّ الصَّيْرَفِيُّ , بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ ، وَأَبُو الْفَرَجِ أَحْمَدُ بْنُ مَرْحَبٍ الْفَارِسِيُّ الصَّيْرَفِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ ، وَأَبُو طَاهِرٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْحَبٍ الْفَارِسِيُّ , بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ وَجَمَاعَةٌ ، قَالُوا : أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ عِيسَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ عِيسَى بْنُ سَالِمٍ الشَّاشِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ الْخَرَّازُ ، قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ : وَاسْمُهُ خَالِدُ بْنُ حِبَّانَ ، قَالَ السَّيِّدُ : هُوَ الرِّقِّيُّ ، وَهُوَ جَدُّ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى خَالِدِ بْنِ حِبَّانَ ، كَانَ مِنْ سَاكِنِي مِصْرَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ مِنَ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ إِذَا رَأَيْتُمُ النَّاسَ أَمَاتُوا الصَّلَاةَ , وَأَضَاعُوا الْأَمَانَةَ ، وَاسْتَحْلَوُا الْكَبَائِرَ ، وَأَكَلَوا الرِّبَا ، وَأَخَذُوا الرِّشَا ، وَشَيَّدُوا الْبِنَاءَ ، وَاتَّبَعُوا الْهَوَى ، وَبَاعُوا الدِّينَ بِالدُّنْيَا ، وَاتَّخَذُوا الْقُرْآنَ مَزَامِيرَ ، وَاتَّخَذُوا جُلُودَ السِّبَاعِ صُفُوفًا ، وَالْمَسَاجِدَ طُرُقًا ، وَالْحَرِيرَ لِبَاسًا ، وَكَثُرَ الْجَوْرُ ، وَفَشَا الزِّنَا ، وَتَهَاوَنُوا بِالطَّلَاقِ ، وَأْتُمِنَ الْخَائِنُ ، وَخُوِّنَ الْأَمِينُ ، وَصَارَ الْمَطَرُ قَيْظًا ، وَالْوَلَدُ غَيْظًا ، وَأُمَرَاءُ فَجَرَةٌ ، وَوُزَرَاءُ كَذَبَةٌ ، وَأُمَنَاءُ خَوَنَةٌ ، وَعُرَفَاءُ ظَلَمَةٌ ، وَقَلَّتِ الْعُلَمَاءُ ، وَكَثُرَتِ الْمَصَاحِفُ وَالْقُرَّاءُ ، وَقَلَّتِ الْفُقَهَاءَ ، وَحُلِّيَتِ الْمَصَاحِفُ ، وَزُخْرِفَتِ الْمَسَاجِدُ ، وَطولَتِ النَّارُ ، وَفَسَدَتِ الْقُلُوبُ ، وَاتَّخَذُوا الْقِيَانَ ، وَاسْتُحِلَّتِ الْمَعَازِفُ ، وَشُرِبَتِ الْخُمُورُ ، وَعُطِّلَتِ الْحُدُودُ ، وَنَقُصَتِ الشُّهُودُ ، وَنُقِضَتِ الْمَوَاثِيقُ ، وَشَارَكَتِ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا ، وَرَكَبَ النِّسَاءُ الْبَرَاذِينَ ، وَتَشَبَّهَتِ النِّسَاءُ بِالرِّجَالِ وَالرِّجَالُ بِالنِّسَاءِ ، وَحُلِفَ بِغَيْرِ اللَّهِ وَشَهِدَ الرَّجُلُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُسْتَشْهَدَ ، وَكَانَتِ الزَّكَاةُ مَغْرَمًا وَالْأَمَانَةُ مَغْنَمًا ، وَأَطَاعَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ وَعَقَّ أُمَّهُ ، وَأَقْصَى أَبَاهُ ، وَصَارَتِ الْإمَارَةُ مَوَارِيثَ ، وَسَبَّ آخِرُ الْأُمَّةِ أَوَّلَهَا ، وَأُكْرِمَ الرَّجُلُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ ، وَكَثُرَتِ الشُّرْطُ ، وَصَعَدَتِ الْحِمْلَانُ الْمَثَابِرَ ، وَلَبِسَ الرِّجَالُ الشِّيحَانَ ، وَضُيِّقَتِ الطُّرُقَاتُ ، وَشُيِّدَ الْبِنَاءُ وَاسْتَغْنَى الرِّجَالُ بِالرِّجَالِ ، وَاسْتَغْنَى النِّسَاءُ بِالنِّسَاءِ ، وَصَارَتْ خِلَافَتُكُمْ فِي صِبْيَانِكُمْ ، وَكَثُرْ خُطَبَاءُ مَنَابِرِكُمْ ، وَرَكَنَ عُلَمَاؤُكُمْ إِلَى وُلَاتِكُمْ , فَأَحَلُّوا لَهُمُ الْحَرَامَ , وَحَرَّمُوا عَلَيْهِمُ الْحَلَالَ ، وَأَفْتَوْهُمْ بِمَا يَشْتَهُونَ ، وَتَعَلَّمَ عُلَمَاؤُكُمُ الْعِلْمَ لِيَجْلِبُوا بِهِ دَنَانِيرَكُمْ وَدَرَاهِمَكُمْ ، وَاتَّخَذْتُمُ الْقُرْآنَ تِجَارَةً ، وَضَيَّعْتُمْ حَقَّ اللَّهِ فِي أَمْوَالِكُمْ ، وَصَارَتْ أَمْوَالُكُمْ عِنْدَ شِرَارِكُمْ ، وَقَطَعْتُمْ أَرْحَامَكُمْ ، وَشَرِبْتُمِ الْخُمُورَ فِي نَادِيكُمْ ، وَلَعِبْتُمْ بِالْمَيْسِرِ ، وَضَرَبْتُمْ بالْكَبْرِ , وَالْمَعَازِفِ وَالْمَزَامِيرِ ، وَمَنَعْتُمْ مَحَاوِيجَكُمْ زَكَاتَكُمْ ، وَرَأَيْتُمُوهَا مَغْرَمًا ، وَقُتِلَ الْبَرِيءُ , . . . الْعَامَّة بِقَتْلِهِ ، وَاخْتَلَفَتْ أَهْوَاؤُكُمْ ، وَصَارَ الْعَطَاءُ فِي الْعَبِيدِ وَالسِّقَاطِ ، وَطُفِّفَتِ الْمَكَايِيلُ وَالْمَوَازِينُ ، وَوَلَّيْتُمْ أَمْرَكُمُ السُّفَهَاءَ " .