أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ التَّوْزِيُّ , بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي مَنْزِلِهِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْفَرَجِ الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى الْجَرِيرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْكَوْكَبِيُّ أَبُو الزِّنْبَاعِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَبَّادٍ ، عَنِ ابْنِ عُيَنْيَةَ ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْأَوْدِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ ، أَنَّهُ أَخْرَجَ إِلَيْهِمْ كِتَابًا , وَقَالَ : هَذِهِ وَاللَّهِ رِسَالَةُ عُمَرَ إِلَى جَدِّي أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ : " أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ الْقَضَاءَ فَرِيضَةٌ مُحْكَمَةٌ وَسُنَّةٌ مُتَّبَعَةٌ ، فَافْهَمْ ، إِذَا أُدْلِيَ إِلَيْكَ , فَإِنَّهُ لَا يَنْفَعْ تكُلُّمٌ بِحَقٍّ لَا نَفَادَ لَهُ ، سَوِّ بَيْنَ النَّاسِ فِي مَجْلِسِكَ , وَوَجْهِكَ وَعَدْلِكَ ، حَتَّى لَا يَطْمَعَ شَرِيفٌ فِي حَيْفِكَ ، وَلَا يَيْأَسَ ضَعِيفٌ مِنْ عَدْلِكَ ، الْفَهْمَ الْفَهْمَ فِيمَا يَخْتَلِجُ فِي نَفْسِكَ مِمَّا لَيْسَ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ . قِسِ الْأُمُورَ بَعْضَهَا بِبَعْضٍ وَانْظُرْ أَشْبَهَهَا بِالْحَقِّ ، وَأَحَبَّهَا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَاعْمَلْ بِهَا ، لَا يَمْنعُكَ قَضَاءُ قَضِيَّةٍ الْيَوْمَ رَاجَعْتَ فِيهِ نَفْسَكَ ، وَهُدِيتَ فِيهِ لِرُشْدِكَ أَنْ تُرَاجِعَ فِيهِ الْحَقَّ ، فَإِنَّ الْحَقَّ جَدِيدٌ لَا يَبْلَى ، وَمُرَاجَعَةُ الْحَقِّ خَيْرٌ مِنَ التَّمَادِي فِي الْبَاطِلِ ، وَاجْعَلْ لِمَنْ يَدَّعِي حَقًّا بِبَيِّنَةٍ غَائِبَةٍ أَمَدًا يُنْتَهَى إِلَيْهِ ، فَإِنْ أَحْضَرَ بَيِّنَتَهُ أَخَذْتَ لَهُ بِحَقِّهِ ، وَإِلَّا أَمْضَيْتَ عَلَيْهِ الْقَضَاءَ فَإِنَّهُ أَبْلَغُ لِلْعُذْرِ وَأَجْلَى لِلْمُعَمَّي ، الْبَيِّنَةُ عَلَى مَنِ ادَّعَى ، وَالْيَمِينُ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ ، وَالصُّلْحُ جَائِزٌ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ ، إِلَّا صُلْحًا حَرَّمَ حَلَالًا وَحَلَّلَ حَرَامًا ، ارْدُدِ الْخُصُومَ كَيْ يَصْطَلِحُوا ، فَإِنَّ فَصْلَ الْقَضَاءِ يُورِثُ الضَّغَائِنَ ، وَالْمُسْلِمُونَ عُدُولٌ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا مَجْلُودًا فِي حَدٍّ ، أَوْ مُجَرَّبًا عَلَيْهِ شَهَادَةُ زُورٍ ، أَوْ ظَنِينًا فِي وَلَاءٍ أَوْ نَسَبٍ ، إِيَّاكَ وَالْقَلَقَ وَالضَّجَرَ وَالتَّأَذِّي مِنَ النَّاسِ عِنْدَ الْخُصُومَةِ ، فَإِنَّ الْقَضَاءَ فِي مَوَاطِنِ الْحَقَّ يُوجِبُ اللَّهُ الْأَجْرَ فِيهِ ، وَيُخْلِصُ فِيهِ الدِّينَ ، فَمَنْ خَلُصَتْ نِيَّتُهُ وَلَوْ عَلَى نَفْسِهِ كَفَاهُ اللَّهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ ، وَمَنْ تَزَيَّنَ لِلنَّاسِ بِمَا لَيْسَ فِي قَلْبِهِ , شَانَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَقْبَلُ مِنْ عَبْدٍ , إِلَّا مَا كَانَ خَالِصًا لَهُ , فَمَا ظَنُّكَ بِثَوَابٍ عِنْدَ اللَّهِ فِي عَاجِلِ رِزْقِهِ وَآجِلِ رَحْمَتِهِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُمَرَ | عمر بن الخطاب العدوي / توفي في :23 | صحابي |
سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ | سعيد بن أبي بردة الأشعري | ثقة ثبت |
أَبِي إِدْرِيسَ الْأَوْدِيِّ | أبو إدريس الأزدي | مقبول |
أَبُو الْفَرَجِ الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى الْجَرِيرِيُّ | المعافى بن زكريا الجريري / ولد في :305 / توفي في :390 | ثقة ثبت |