أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْجِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمُفِيدُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُوسَى يَعْنِي بْنَ هَارُونَ الْجَمَّالَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ الْجُحْدُرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ثَابِتٌ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : " خَطَبَ أَبُو طَلْحَةَ أُمَّ سَلِيمٍ ، فَقَالَتْ : مَا مِثْلُكَ يَا أَبَا طَلْحَةَ يُرَدُّ ، وَلَكِنِّي امْرَأَةٌ مُسْلِمَةٌ , وَأَنْتَ رَجُلٌ كَافِرٌ , فَلَا يَحِلّ لِي أَنْ أَتَزَوَّجَكَ ، فَإِنَّ تَسْلَمْ فَذَاكَ مَهْرِي لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ ، فَأَسْلَمَ فَتَزَوَّجَهَا ، فَدَخَلَ بِهَا , فَحَمَلَتْ فَوَلَدَتْ غُلَامًا صَبِيحًا ، فَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ يُحِبُّهُ حُبَّا شَدِيدًا ، فَعَاشَ , حَتَّى تَحَرَّكَ , فَمَرِضَ الصَّبِيُّ فَحَزِنَ عَلَيْهِ أَبُو طَلْحَةَ ، حُزْنًا شَدِيدًا حَتَّى تَضَعْضَعَ لِذَلِكَ ، وَأَبُو طَلْحَةَ يَغْدُو عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَيَرُوحُ ، فَرَاحَ رَوْحَةً وَمَاتَ الصَّبِيُّ ، فَعَمِدَتْ إِلَيْهِ أُمُّ سَلِيمٍ , فَطَيَّبَتْهُ , وَنَطَّقَتْهُ , وَجَعَلَتْهُ فِي مِخْدَعِهَا ، فَجَاءَ أَبُو طَلْحَةَ فَقَالَ : كَيْفَ أَمْسَى ابْنِي ؟ قَالَتْ : خَيْرَ مَا كَانَ مُنْذُ اشْتَكَى أَسْكَنَ مِنْهَ اللَّيْلَةَ ، قَالَ مُوسَى : وَأَخَافُ أَنْ أَكُونَ لَمْ أَفْهَمْ مِنَ الصَّلْتِ قَوْلَهُ أَسْكَنَ مِنْهَ ُهَذِهِ الْكَلِمَةَ وَحْدَهَا فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ , وَسُرَّ بِذَلِكَ ، وَقَدَّمَتْ لَهُ عَشَاءَهُ , فَتَعَشَّى ثُمَّ مَسَّتَ شَيْئًا مِنْ طِيبٍ ثُمَّ تَعَرَّضَتْ لَهُ حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهِا ، فَلَمَّا تَعَشَّى وَأَصَابَ مِنْ أَهْلِهِ ، قَالَتْ : يَا أَبَا طَلْحَةَ أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ جَارًا لَكَ أَعَارَكَ عَارِيَةً فَاسْتَمْتَعْتَ بِهَا ، ثُمَّ أَرَادَ أَخْذَهَا مِنْكَ أَكُنْتَ تَرُدُّهَا إِلَيْهِ ؟ قَالَ : إِي وَاللَّهِ لَرَادُّهَا إِلَيْهِ ، قَالَتْ : طَيِّبَةٌ بِهَا نَفْسُكَ ؟ قَالَ : طَيِّبَةٌ بِهَا نَفْسِي ، قَالَتْ : فَإِنَّ اللَّهَ أَعَارَكَ فُلَانًا وَمَتَّعَكَ بِهِ مَا شَاءَ ثُمَّ قَبَضَهُ فَاصْبِرْ وَاحْتَسِبْ ، قَالَ : فَاسْتَرْجَعَ أَبُو طَلْحَةَ وَصَبَرَ وَأَصْبَحَ غَادِيًا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَحَدَّثَهُ حَدِيَثَ أُمِّ سَلِيمٍ كَيْفَ صَنَعَتْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ : بَارَكَ اللَّهُ لَكُمَا فِي لَيْلَتِكُمَا ، قَالَ : وَحَمَلَتْ مِنْ تِلْكَ الْوَقْعَةِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي طَلْحَةَ : إِذَا وَلَدَتْ أُمُّ سَلِيمٍ فَجِئْنِي بِوَلَدِهَا ، فَوَلَدَتْ غُلَامًا ، فَحَمَلَهُ أَبُو طَلْحَةَ فِي خِرْقَةٍ فَجَاءَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَمْرَةً فِي فِيهِ ، وَفِي الْحَدِيثِ : فَمَضَغَهَا , ثُمَّ مَجَّهَا فِي فِيهِ ، فَجَعَلَ الصَّبِيَّ يَتَلَمَّظُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : حَبَّ الْأَنْصَارُ التَّمْرَ ، فَحَنَّكَهُ , وَسَمَتَ عَلَيْهِ وَدَعَا لَهُ وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللَّهِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَنَسٍ | أنس بن مالك الأنصاري | صحابي |
ثَابِتٌ | ثابت بن أسلم البناني | ثقة |
جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ | جعفر بن سليمان الضبعي | صدوق يتشيع |
الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ الْجُحْدُرِيُّ | الصلت بن مسعود الجحدري | ثقة |
مُوسَى يَعْنِي بْنَ هَارُونَ الْجَمَّالَ | موسى بن هارون البغدادي / ولد في :214 / توفي في :294 | ثقة حافظ |
أَبُو بَكْرٍ الْمُفِيدُ | محمد بن أحمد الجرجرائي / ولد في :284 / توفي في :378 | متهم بالوضع |
أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْجِيُّ | عبد العزيز بن علي الوراق / ولد في :356 / توفي في :444 | ثقة |