باب سؤر الكلب وما فيه من الكراهة والنجاسة والتغليظ


تفسير

رقم الحديث : 172

ثنا هُشَيْمٌ ، عَنْ مُغِيرَةَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : " كُلُّ شَيْءٍ لَيْسَتْ لَهُ نَفْسٌ سَائِلَةٌ فَإِنَّهُ لا يُنَجِّسُ الْمَاءَ إِذَا مَاتَ فِيهِ " , كَذَلِكَ قَالَ هُشَيْمٌ أَوْ كَلامٌ هَذَا مَعْنَاهُ , إِنَّمَا كَتَبْتُهُ عَلَى الْحِفْظِ ، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَتَأْوِيلُ قَوْلِ إِبْرَاهِيمَ فِي النَّفْسِ أَنَّهَا الدَّمُ , قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَهَذِهِ الأَحَادِيثُ كُلُّهَا هِيَ الَّتِي عَلَيْهَا أَهْلُ الْعِرَاقِ فِي الرُّخْصَةِ فِي كُلِّ مَا ذَكَرْنَا مِنْ هَذِهِ الْهَوَامِّ , وَمَا كَانَ مُشَابِهًا لَهَا مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ , تَمُوتُ فِي قَلِيلِ الْمَاءِ وَكَثِيرِهِ , وَلا أَعْلَمُهُ إِلا قَوْلَ أَهْلِ الْحِجَازِ أَيْضًا , وَهُوَ الْمَعْمُولُ بِهِ عِنْدَنَا , وَلا أَحْسَبُ الْعُلَمَاءَ تَوَسَّعُوا فِي هَذِهِ دُونَ غَيْرِهَا مِنْ ذَوَاتِ الأَرْوَاحِ , إِلا أَنَّ هَذِهِ لا نُزُوحَ فِي مَوْتِهَا , وَلا تُنْتِنُ كَغَيْرِهَا , لأَنَّهُ لا دَمَ لَهَا , فَاسْتَوَتْ حَيَاتُهَا وَمَوْتُهَا , وَكَذَلِكَ مَا كَانَ مِنْ نَحْوِهَا كَالْجَنَادِبِ وَالصَّرَاصِيرِ وَالْعَنَاكِبِ , وَالْعَقَارِبِ , وَجَمْعُ هَوَامِ الأَرْضِ : هِيَ عِنْدِي مِثْلُ تِلْكَ الأُولَى , فَأَمَّا دَوَابُّ الْمَاءِ الَّذِي تَمُوتُ فِيهِ مِثْلُ السَّمَكِ , وَالضَّفَادِعِ , وَالسَّلاحِفِ , وَالسَّرَاطِينِ وَنَحْوِ هَذِهِ : وَلا أَحْسَبُ الرُّخْصَةَ فِيهَا جَاءَتْ مِنْ جِهَةِ تِلْكَ , لأَنَّ هَذِهِ قَدْ تَكُونُ لِبَعْضِهَا دَمٌ , وَلَكِنَّ ذَاكَ عِنْدِي لأَنَّ مَسَاكِنُهَا الْمَاءَ وَبِهِ قِوَامُهَا فَكَيْفَ تُنَجِّسُهُ وَهِيَ مِنْهُ وَلَهُ ؟ فَلِهَذَا أَجْمَعَ النَّاسُ عَلَى السِّعَةِ فِيهَا , وَكَذَلِكَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ قَوْلُ الْعُلَمَاءِ فِي الْجَرَادِ , بَلْ هُوَ أَكْثَرُ مِنْهَا فِي هَذَا الْمَعْنَى مِنْ جِهَتَيْنِ , أَحَدُهُمَا أَنَّ بَعْضَهُمْ تَجْعَلُهُ فِي صَيْدِ الْبَحْرِ فَيَقُولُ : هُوَ بَثْرَةُ حُوتٍ , وَالأُخْرَى أَنَّهُ لَيْسَ بِذِي دَمٍ وَالشَّاهِدُ عَلَى ذَلِكَ أَنَّهُ لا زَكَاةَ لَهُ , وَكَذَلِكَ السَّمَكُ لا يُنَجِّسُ مَوْتُهُ الْمَاءَ , وَإِنْ ظَهْرَ لَهُ لَوْنُ الدَّمِ , فَإِنَّهُ لا يُعَدُّ دَمًا , وَمِنْ أَجْلِ فَقْدِ الدَّمِ سَقَطَتْ عَنْهُ الزَّكَاةُ , قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : وَمَعَ هَذَا كُلِّهِ إِنَّهُ لَوْلا الاتِّبَاعُ لَكَانَ اجْتِنَابُ هَذِهِ كُلِّهَا , وَإِتْيَانُ الْمَاءِ الَّذِي لا يُخَالِطُهُ مِنَ الَّتِي وَصَفْنَا شَيْءٌ أَطْيَبُ لِلنَّفْسِ , وَأَبْرَأُ لِلصَّدْرِ , وَلَكِنَّا لَهُمْ , فِي كُلِّ مَا اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ مُتَّبِعُونَ , فَلا نَرَى شَيْئًا مِنْ هَذِهِ كُلِّهَا يُفْسِدُ عَلَى الرَّجُلِ طَهُورَهُ وَلا صَلاتَهُ وَأَمَّا الْحَيَّاتُ وَالأَوْزَاغُ فَإِنَّهَا عِنْدَنَا مُفَارِقَةٌ لِكُلِّ مَا سَمَّيْنَا , وَذَلِكَ لأَنَّ لَهَا دَمًا فِي رُءُوسِهَا , فَإِذَا مَاتَتْ فِي الْمَاءِ الَّذِي يَكُونُ دُونَ الْقُلَّتَيْنِ فَإِنَّهَا تُنَجِّسُهُ مِنْ عِنْدِ آخِرِهِ لِمَا أَعْلَمْتُكَ فِي الدَّمِ , وَأَحْسِبُ الْعَظَايَةَ مِثْلَهَا عَلَى أَنِّي لَمْ أَرَ مِثْلَهَا مَقْتُولا فَأَعْرِفُ مَا فِيهِ مِنَ الدَّمِ .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.