باب فضل علم ناسخ القران ومنسوخه وتاويل النسخ في التنزيل والاثار


تفسير

رقم الحديث : 13

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَارِيِّ , وَشَيْبَةَ بْنِ نَصَّاحٍ , وَنَافِعِ بْنِ أَبِي نُعَيْمٍ , " أَنَّهُمْ قَرَءُوهَا : أَوْ نُنْسِهَا " . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : وَكَذَلِكَ قَرَأَ الْكُوفِيُّونَ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : وَالْمَعْنَى فِي قِرَاءَةِ هَؤُلاءِ ، إِنَّمَا هُوَ مَأْخُوذٌ مِنَ النِّسْيَانِ . قَالَ : وَإِنْ كَانَ بَعْضُهُمْ أَضَافَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَعْضُهُمْ أَخْبَرَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَعَلَ ذَلِكَ بِهِ ، وَلَيْسَ بَيْنَ الْقَوْلَيْنِ اخْتِلافٌ ؛ لأَنَّهُ لَيْسَ يَفْعَلُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا مَا وَفَقَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ ، فَإِذَا أَنْسَاهُ نَسِيَ ، إِلا أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ خَاصَّةً أَرَادَ بِالنِّسْيَانِ التَّرْكَ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : أَوْ نُنْسِهَا قَالَ : نَتْرُكْهَا فَلا نُبَدِّلْهَا ، فَكَأَنَّهُ جَعَلَهُ مِثْلَ قَوْلِهِ : كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تَنْسَى ، وَكَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ هُوَ فِي التَّفْسِيرِ التَّرْكُ ؛ لأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لا يَضِلَّ وَلا يَنْسَى ، فَهَذَا فَصْلُ مَا بَيْنَ التَّأْوِيلَيْنِ وَالْقِرَاءَتَيْنِ فِي النَّسْءِ وَالنِّسْيَانِ . وَأَمَّا النَّسْخُ : فَإِنَّ لَهُ ثَلاثَةَ مَوَاضِعَ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ، وَلِكُلِّهَا شَوَاهِدُ وَدَلائِلُ ، فَأَحَدُهَا : نَسْخُ الْقُرْآنِ مِمَّا يُعْمَلُ بِهِ ، وَهُوَ عِلْمُ النَّاسِخِ مِنَ الْمَنْسُوخِ ، وَالشَّاهِدُ عَلَيْهِ مَا فَسَّرَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي حَدِيثِهِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ : أَنَّهُ إِبْدَالُ الآيَةِ مَكَانَ الآيَةِ ، ثُمَّ أَوْضَحَهُ مُجَاهِدٌ ، فَقَالَ : يُثْبِتُ خَطَّهَا وَيُبَدِّلُ حُكْمَهَا ، فَهَذَا هُوَ الْمَعْرُوفُ عِنْدَ الْعَالِمِ أَنَّ الآيَةَ النَّاسِخَةَ وَالْمَنْسُوخَةَ جَمِيعًا ثَابِتَتَانِ فِي التِّلاوَةِ وَفِي خَطِّ الْمُصْحَفِ ، إِلا أَنَّ الْمَنْسُوخَةَ مِنْهُمَا غَيْرُ مَعْمُولٍ بِهَا ، وَالنَّاسِخَةُ هِيَ الَّتِي أَوْجَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى النَّاسِ اتِّبَاعَهَا وَالأَخْذَ بِهَا وَأَمَّا النَّسْخُ الثَّانِي : فَأَنْ تُرْفَعَ الآيَةُ الْمَنْسُوخَةُ بَعْدَ نُزُولِهَا ، فَتَكُونُ خَارِجَةً مِنْ قُلُوبِ الرِّجَالِ ، وَمِنْ ثُبُوتِ الْخَطِّ وَالشَّاهِدُ عَلَيْهِ أَحَادِيثُ عِدَّةٌ .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.