أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ الشُّرَيْحِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الثَّعْلَبِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَامِدٍ الأَصْفَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْعُبَيْدِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُجِدَّةَ بْنِ الْعُرْيَانِ ، حَدَّثَنَا الْحِمَّانِيُّ ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ ، عَنِ الأَجْلَحِ ، عَنِ الذَّيَّالِ بْنِ حَرْمَلَةَ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : قَالَ الْمَلأُ مِنْ قُرَيْشٍ ، وَأَبُو جَهْلٍ : قَدِ الْتَبَسَ عَلَيْنَا أَمْرُ مُحَمَّدٍ ، فَلَوِ الْتَمَسْتُمْ رَجُلا عَالِمًا بِالشِّعْرِ ، وَالْكَهَانَةِ ، وَالسِّحْرِ ، فَأَتَاهُ فَكَلَّمَهُ ، ثُمَّ أَتَانَا بِبَيَانٍ مِنْ أَمْرِهِ ، فَقَالَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ : وَاللَّهِ ، لَقَدْ سَمِعْتُ الشِّعْرَ ، وَالْكَهَانَةَ ، وَالسِّحْرِ ، وَعَلِمْتُ مِنْ ذَلِكَ عِلْمًا ، وَمَا يَخْفَى عَلَيَّ إِنْ كَانَ كَذَلِكَ أَوْ لا ، فَأَتَاهُ فَلَمَّا خَرَجَ إِلَيْهِ ، قَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، أَنْتَ خَيْرٌ أَمْ هَاشِمٌ ؟ أَنْتَ خَيْرٌ أَمْ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ ؟ أَنْتَ خَيْرٌ أَمْ عَبْدُ اللَّهِ ؟ فَبِمَ تَشْتِمُ آلِهَتَنَا ، وَتُضَلِّلُ آبَاءَنَا ؟ فَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الرِّيَاسَةَ عَقَدْنَا لَكَ أَلْوِيَتَنَا ، فَكُنْتَ رَأْسًا مَا بَقِيتَ ؟ وَإِنْ كَانَ بِكَ الْبَاءَةُ زَوَّجْنَاكَ عَشْرَ نِسْوَةٍ تَخْتَارُ مِنْ أَيِّ بَنَاتِ قُرَيْشٍ ؟ وَإِنْ كَانَ بِكَ الْمَالُ جَمَعْنَا لَكَ مَا تَسْتَغْنِي أَنْتَ وَعَقِبُكَ مِنْ بَعْدِكَ ؟ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاكِتٌ لا يَتَكَلَّمُ ، فَلَمَّا فَرَغَ ، قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . حم { 1 } تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ { 2 } كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ سورة فصلت آية 1-3 إِلَى قَوْلِهِ : فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ سورة فصلت آية 13 " الآيَةَ ، فَأَمْسَكَ عُتْبَةُ عَلَى فِيهِ ، وَنَاشَدَهُ بِالرَّحِمِ ، وَرَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ ، وَلَمْ يَخْرُجْ إِلَى قُرَيْشٍ ، فَاحْتَبَسَ عَنْهُمْ ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، وَاللَّهِ مَا نَرَى عُتْبَةَ إِلا قَدْ صَبَأَ إِلَى دِينِ مُحَمَّدٍ ، وَقَدْ أَعْجَبَهُ طَعَامَهُ ، وَمَا ذَاكَ إِلا مِنْ حَاجَةٍ أَصَابَتْهُ ، فَانْطَلِقُوا بِنَا إِلَيْهِ ، فَانْطَلَقُوا إِلَيْهِ ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ : وَاللَّهِ يَا عُتْبَةُ ، مَا حَبَسَكَ عَنَّا إِلا أَنَّكَ صَبَوْتَ إِلَى دِينِ مُحَمَّدٍ ، وَأَعْجَبَكَ طَعَامُهَ ، قَالَ : فَإِنْ كَانَتْ بِكَ حَاجَةٌ جَمَعْنَا لَكَ مِنْ أَمْوَالِنَا مَا يُغْنِيكَ عَنْ طَعَامِ مُحَمَّدٍ . فَغَضِبَ عُتْبَةُ وَأَقْسَمَ أَنْ لا يُكَلِّمَ مُحَمَّدًا أَبَدًا ، وَقَالَ : وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي مِنْ أَكْثَرِ قُرَيْشٍ مَالا ، وَلَكِنِّي أَتَيْتُهُ وَقَصَصْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ فَأَجَابَنِي بِشَيْءٍ ، وَاللَّهِ مَا هُوَ بِشِعْرٍ ، وَلا كَهَانَةٍ ، وَلا سِحْرٍ ، وَقَرَأَ السُّورَةَ إِلَى قَوْلِهِ : فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ سورة فصلت آية 13 الآيَةَ ، فَأَمْسَكْتُ بِفِيهِ وَنَاشَدْتُهُ بِالرَّحِمِ أَنْ يَكُفَّ ، وَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ مُحَمَّدًا إِذَا قَالَ شَيْئًا لَمْ يَكْذِبْ ، فَخِفْتُ أَنْ يَنْزِلَ بِكُمُ الْعَذَابُ . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ : حُدِّثْتُ أَنَّ عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ كَانَ سَيِّدًا حَلِيمًا ، قَالَ يَوْمًا وَهُوَ جَالِسٌ فِي نَادِي قُرَيْشٍ ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ وَحْدَهُ فِي الْمَسْجِدِ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، أَلا أَقُومُ إِلَى مُحَمَّدٍ وَأُكَلِّمُهُ ، وَأَعْرِضُ عَلَيْهِ أُمُورًا لَعَلَّهُ يَقْبَلُ مِنَّا بَعْضَهَا ، فَنُعْطِيهِ وَيَكُفَّ عَنَّا . وَذَلِكَ حِينَ أَسْلَمَ حَمْزَةُ ، وَرَأُوا أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزِيدُونَ وَيَكْثُرُونَ ، فَقَالُوا : بَلَى يَا أَبَا الْوَلِيدِ ، فَقُمْ إِلَيْهِ فَكَلِّمْهُ . فَقَامَ عُتْبَةُ حَتَّى جَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَابْنَ أَخِي إِنَّكَ مِنَّا حَيْثُ عَلِمْتَ مِنَ الْبَسْطَةِ فِي الْعَشِيرَةِ ، وَالْمَكَانِ فِي النَّسَبِ ، وَإِنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ قَوْمَكَ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ ، فَرَّقْتَ جَمَاعَتَهُمْ ، وَسَفَّهْتَ أَحْلامَهُمْ ، وَعِبْتَ آلِهَتَهُمْ ، وَكَفَّرْتَ مَنْ مَضَى مِنْ آبَائِهِمْ ، فَاسْمَعْ مِنِّي أَعْرِضُ عَلَيْكَ أُمُورًا تَنْظُرُ فِيهَا . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " قُلْ يَا أَبَا الْوَلِيدِ " . فَقَالَ : يَابْنَ أَخِي ، إِنْ كُنْتَ إِنَّمَا تُرِيدُ بِمَا جِئْتَ بِهِ مَالا جَمَعْنَا لَكَ مِنْ أَمْوَالِنَا حَتَّى تَكُونَ أَكْثَرُنَا مَالا ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ شَرَفًا سَوَّدْنَاكَ عَلَيْنَا ، وَإِنْ كَانَ هَذَا الَّذِي بِكَ رِئِيًّا تَرَاهُ لا تَسْتَطِيعُ رَدَّهُ طَلَبْنَا لَكَ الطِّبَّ ، وَلَعَلَّ هَذَا شِعْرٌ جَاشَ فِي صَدْرِكَ ، فَإِنَّكُمْ لَعَمْرِي بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَقْدِرُونَ عَلَى ذَلِكَ مَا لا يَقْدِرُ عَلَيْهِ غَيْرُكُمْ . حَتَّى إِذَا فَرَّغَ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَوَقَدْ فَرِغْتَ يَا أَبَا الْوَلِيدِ " ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : " فَاسْتَمِعْ مِنِّي " . قَالَ : أَفْعَلُ . فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ حم { 1 } تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ { 2 } كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا سورة فصلت آية 1-3 " ثُمَّ مَضَى فِيهَا يَقْرَأُ ، فَلَمَّا سَمِعَهَا عُتْبَةُ أَنْصَتَ لَهُ ، وَأَلْقَى يَدَيْهِ خَلْفَ ظَهْرِهِ مُعْتَمِدًا عَلَيْهِمَا يَسْتَمِعُ مِنْهُ ، حَتَّى انْتَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى السَّجْدَةِ فَسَجَدَ ، ثُمَّ قَالَ : " قَدْ سَمِعْتَ يَا أَبَا الْوَلِيدِ فَأَنْتَ وَذَاكَ " . فَقَامَ عُتْبَةُ إِلَى أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : نَحْلِفُ بِاللَّهِ لَقَدْ جَاءَكُمْ أَبُو الْوَلِيدِ بِغَيْرِ الْوَجْهِ الَّذِي ذَهَبَ بِهِ . فَلَمَّا جَلَسَ إِلَيْهِمْ ، قَالُوا : مَا وَرَاءَكَ يَا أَبَا الْوَلِيدِ ؟ فَقَالَ : وَرَائِي أَنِّي قَدْ سَمِعْتُ قَوْلا وَاللَّهِ مَا سَمِعْتُ بِمِثْلِهِ قَطُّ ، مَا هُوَ بِالشَّعْرِ ، وَلا السِّحْرِ ، وَلا الْكَهَانَةِ ، يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، أَطِيعُونِي ، خَلُّوا مَا بَيْنَ هَذَا الرَّجُلِ وَبَيْنَ مَا هُوَ فِيهِ ، وَاعْتَزِلُوهُ ، فَوَاللَّهِ لَيَكُونَنَّ لِقَوْلِهِ الَّذِي سَمِعْتُ نَبَأٌ ، فَإِنْ تُصِبْهُ الْعَرَبُ ، فَقَدْ كَفَيْتُمُوهُ بِغَيْرِكُمْ ، وَإِنْ يَظْهَرْ عَلَى الْعَرَبِ فَمُلْكُهُ مُلْكُكُمْ ، وَعِزُّهُ عِزُّكُمْ ، فَأَنْتُمْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِهِ . فَقَالُوا : سَحَرَكَ وَاللَّهِ يَا أَبَا الْوَلِيدِ بِلِسَانِهِ . قَالَ : هَذَا رَأْيِي لَكُمْ ، فَاصْنَعُوا مَا بَدَا لَكُمْ . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ | جابر بن عبد الله الأنصاري | صحابي |
الذَّيَّالِ بْنِ حَرْمَلَةَ | الذيال بن حرملة البكري | مقبول |
الأَجْلَحِ | أجلح بن عبد الله الكندي | مقبول |
ابْنُ فُضَيْلٍ | محمد بن الفضيل الضبي / توفي في :195 | صدوق عارف رمي بالتشيع |
الْحِمَّانِيُّ | يحيى بن عبد الحميد الحماني / توفي في :228 | ضعيف الحديث |
أَحْمَدُ بْنُ مُجِدَّةَ بْنِ الْعُرْيَانِ | أحمد بن نجدة الهروي | مجهول الحال |
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْعُبَيْدِيُّ | أحمد بن محمد القصار | صدوق حسن الحديث |
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَامِدٍ الأَصْفَهَانِيُّ | عبد الله بن محمد بن رستم | صدوق حسن الحديث |
أَبُو إِسْحَاقَ الثَّعْلَبِيُّ | أحمد بن محمد الثعلبي | ثقة |
أَبُو سَعِيدٍ الشُّرَيْحِيُّ | أحمد بن إبراهيم الخوارزمي | مجهول الحال |