أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْقَاهِرِ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْغَافِرِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْجُلُودِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَنَفِيُّ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ، حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : خَرَجْنَا إِلَى خَيْبَرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : فَجَعَلَ عَامِرٌ يَرْتَجِزُ بِالْقَوْمِ : تَاللَّهِ لَوْلا اللَّهُ مَا اهْتَدَيْنَا وَلا تَصَدَّقْنَا وَلا صَلَّيْنَا وَنَحْنُ عَنْ فَضْلِكَ مَا اسْتَغْنَيْنَا فَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لاقَيْنَا وَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ هَذَا ؟ " فَقَالَ : أَنَا عَامِرٌ . قَالَ : " غَفَرَ لَكَ رَبُّكَ " . قَالَ : وَمَا اسْتَغْفَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لإِنْسَانٍ يَخُصُّهُ إِلا اسْتُشْهِدَ . قَالَ : فَنَادَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، وَهُوَ عَلَى جَمَلٍ لَهُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ لَوْلا مَتَّعْتَنَا بِعَامِرٍ . قَالَ : فَلَمَّا قَدِمْنَا خَيْبَرَ خَرَجَ مَلِكُهُمْ مُرَحِّبٌ ، يَخْطِرُ بِسَيْفِهِ يَقُولُ : قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ شَاكِي السِّلاحِ بَطَلٌ مُجَرِّبُ إِذَا الْحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ قَالَ : وَبَرَزَ لَهُ عَمِّي عَامِرٌ ، فَقَالَ : قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي عَامِرٌ شَاكِي السِّلاحِ بَطَلٌ مُغَامِرُ قَالَ : فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ ، فَوَقَعَ سَيْفُ مَرْحَبٍ فِي تُرْسِ عَامِرٍ ، وَذَهَبَ عَامِرٌ يَسْفُلُ لَهُ ، فَرَجَعَ سَيْفُهُ عَلَى نَفْسِهِ فَقَطَعَ أَكْحَلَهُ ، وَكَانَتْ فِيهَا نَفْسُهُ . قَالَ سَلَمَةُ : فَخَرَجْتُ فَإِذَا نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُونَ : بَطَلَ عَمَلُ عَامِرٍ ، قَتَلَ نَفْسَهُ . قَالَ : فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَبْكِي ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بَطَلَ عَمَلُ عَامِرٍ قَتَلَ نَفْسَهُ . قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ قَالَ ذَلِكَ ؟ " قُلْتُ : نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِكَ . قَالَ : " كَذَبَ مَنْ قَالَ ذَلِكَ ، بَلْ لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ " . ثُمَّ أَرْسَلَنِي إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَهُوَ أَرْمَدُ ، فَقَالَ : " لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ " . قَالَ : فَأَتَيْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَجِئْتُ بِهِ أَقُودُهُ ، وَهُوَ أَرْمَدُ ، حَتَّى أَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَبَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ فَبَرَأَ وَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ ، وَخَرَجَ مَرْحَبٌ ، فَقَالَ : قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ شَاكِي السِّلاحِ بَطَلٌ مُجَرِّبُ إِذَا الْحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَنَا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَةْ كَلَيْثِ غَابَاتٍ كَرِيهِ الْمَنْظَرَةْ أُوفِيهِمْ بِالصَّاعِ كَيْلَ السَّنْدَرَةْ قَالَ : فَضَرَبَ رَأْسَ مَرْحَبٍ فَقَتَلَهُ ، ثُمَّ كَانَ الْفَتْحُ عَلَى يَدَيْهِ . وَرَوَى حَدِيثَ خَيْبَرَ سَهْلُ بْنُ سَعَدٍ ، وَأَنَسٌ وَأَبُو هُرَيْرَةَ ، يَزِيدُونَ وَيَنْقُصُونَ ، وَفِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ قَدْ أَخَذَتْهُ الشَّقِيقَةُ ، فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَى النَّاسِ ، فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَايَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ نَهَضَ فَقَاتَلَ قِتَالا شَدِيدًا ، ثُمَّ رَجَعَ فَأَخَذَهَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَاتَلَ قِتَالا شَدِيدًا ، هُوَ أَشَدُّ مِنَ الْقِتَالِ الأَوَّلِ ، ثُمَّ رَجَعَ فَأَخْبَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ ، فَقَالَ : " لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، يَفْتَحِ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ " . فَدَعَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا ، وَقَالَ لَهُ : " امْشِ وَلا تَلْتَفِتْ حَتَّى يَفْتَحِ اللَّهُ عَلَيْكَ " . فَأَتَى مَدِينَةَ خَيْبَرَ ، فَخَرَجَ مَرْحَبٌ صَاحِبُ الْحِصْنِ ، وَعَلَيْهِ مِغْفَرٌ وَحَجَرٌ قَدْ ثَقَبَهُ مِثْلَ الْبَيْضَةِ عَلَى رَأْسِهِ ، وَهُوَ يَرْتَجِزُ فَبَرَزَ إِلَيْهِ عَلِيٌّ فَضَرَبَهُ ، فَقَدَّ الْحَجَرَ وَالْبَيْضَةَ وَالْمِغْفَرَ ، وَفَلَقَ رَأْسَهُ حَتَّى أَخَذَ السَّيْفُ فِي الأَضْرَاسِ ، ثُمَّ خَرَجَ بَعْدَ مَرْحَبٍ أَخُوهُ يَاسِرٌ يَرْتَجِزُ ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ ، فَقَالَتْ أُمُّهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ : أَيُقْتَلُ ابْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " بَلِ ابْنُكِ يَقْتُلُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ " . ثُمَّ الْتَقَيَا ، فَقَتَلَهُ الزُّبَيْرُ ، ثُمَّ لَمْ يَزَلِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْتَحِ الْحُصُونَ وَيَقْتُلُ الْمُقَاتِلَةَ ، وَيُسْبِي الذُّرِّيَّةَ ، وَيَحُوزُ الأَمْوَالَ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ : وَكَانَ أَوَّلَ حُصُونِهِمُ افْتُتِحَ حِصْنُ نَاعِمٍ ، وَعِنْدَهُ قُتِلَ مَحْمُودُ بْنُ سَلَمَةَ ، أَلْقَتْ عَلَيْهِ الْيَهُودُ حَجَرًا فَقَتَلَهُ ، ثُمَّ فَتَحَ الْعَمُوصَ ، حِصْنَ ابْنِ أَبِي الْحَقِيقِ ، فَأَصَابَ مِنْهَا سَبَايَا مِنْهُمْ : صَفِيَّةُ بِنْتُ حَيِّ بْنِ أَخْطَبَ ، جَاءَ بِلالٌ بِهَا وَبِأُخْرَى مَعَهَا ، فَمَرَّ بِهِمَا عَلَى قَتْلَى يَهُودٍ ، فَلَمَّا رَأَتْهُمُ الَّتِي مَعَ صَفِيَّةَ صَاحَتْ ، وَصَكَّتْ وَجْهَهَا ، وَحَثَتِ التُّرَابَ عَلَى رَأْسِهَا ، فَلَمَّا رَآهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " اعْزِبُوا عَنِّي هَذِهِ الشَّيْطَانَةَ " . وَأَمَرَ بِصَفِيَّةَ فَحِيزَتْ خَلْفَهُ ، وَأَلْقَى عَلَيْهَا رِدَاءً ، فَعَرَفَ الْمُسْلِمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اصْطَفَاهَا لِنَفْسِهِ ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ لِبَلالٍ لَمَّا رَأَى مِنْ تِلْكَ الْيَهُودِيَّةِ مَا رَأَى : " أَنُزِعَتْ مِنْكَ الرَّحْمَةُ يَا بِلالُ حَيْثُ تَمُرُّ بِامْرَأَتَيْنِ عَلَى قَتْلَى رِجَالِهِمَا ؟ " وَكَانَتْ صَفِيَّةُ قَدْ رَأَتْ فِي الْمَنَامِ ، وَهِيَ عَرُوسٌ بِكِنَانَةَ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَبِي الْحَقِيقِ ، أَنَّ قَمَرًا وَقَعَ فِي حِجْرِهَا ، فَعَرَضَتْ رُؤْيَاهَا عَلَى زَوْجِهَا فَقَالَ : مَا هَذَا إِلا أَنَّكِ تَتَمَنِّينَ مَلِكَ الْحِجَازِ مُحَمَّدًا ؟ فَلَطَمَ وَجْهَهَا لَطْمَةً اخْضَرَّتْ عَيْنُهَا مِنْهَا ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَا ، وَبِهَا أَثَرٌ مِنْهَا ، فَسَأَلَهَا مَا هُوَ ؟ فَأَخْبَرَتْهُ هَذَا الْخَبَرَ ، وَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِزَوْجِهَا كِنَانَةَ بْنِ الرَّبِيعِ ، وَكَانَ عِنْدَهُ كَنْزُ بَنِي النَّضِيرِ ، فَسَأَلَهُ فَجَحَدَهُ أَنْ يَكُونَ يَعْلَمَ مَكَانَهُ ، فَأَتَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ ، فَقَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ كِنَانَةَ يَطُوفُ بِهَذِهِ الْخَرِبَةِ كُلَّ غَدَاةٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِكِنَانَةَ : " أَرَأَيْتَ إِنْ وَجَدْنَاهُ عِنْدَكَ أَنَقْتُلَكَ ؟ " قَالَ : نَعَمْ . فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْخَرِبَةِ فَحُفِرَتْ فَأُخْرِجَ مِنْهَا بَعْضُ كَنْزِهِمْ ، ثُمَّ سَأَلَهُ مَا بَقِيَ ، فَأَبَى أَنْ يُؤَدِّيَهُ ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ ، فَقَالَ : عَذِّبْهُ حَتَّى تَسْتَأْصِلَ مَا عِنْدَهُ ، فَكَانَ الزُّبَيْرُ يَقْدَحُ بِزِنْدِهِ فِي صَدْرَهُ حَتَّى أَشْرَفَ عَلَى نَفْسِهِ ، ثُمَّ دَفَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ ، فَضَرَبَ عُنُقَهُ بِأَخِيهِ مَحْمُودِ بْنِ سَلَمَةَ . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبِي | سلمة بن الأكوع الأسلمي | صحابي |
إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ | إياس بن سلمة الأسلمي | ثقة |
عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ | عكرمة بن عمار العجلي / توفي في :159 | صدوق يغلط |
أَبُو عَلِيٍّ الْحَنَفِيُّ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ | عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي / توفي في :209 | ثقة |
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ | عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي / ولد في :180 / توفي في :255 | ثقة فاضل متقن حافظ |
مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ | مسلم بن الحجاج القشيري / ولد في :204 / توفي في :261 | ثقة حافظ إمام |
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُفْيَانَ | إبراهيم بن محمد الفقيه | ثقة محدث |
مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْجُلُودِيُّ | محمد بن عيسى الجلودي / ولد في :288 / توفي في :368 | ثقة |
عَبْدُ الْغَافِرِ بْنُ مُحَمَّدٍ | عبد الغافر بن محمد الفارسي / ولد في :352 / توفي في :448 | ثقة أمين |
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْقَاهِرِ | إسماعيل بن عبد القاهر الجرجاني | مجهول الحال |