تفسير

رقم الحديث : 1356

أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ الشُّرَيْحِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الثَّعْلَبِيُّ ، أَخْبَرَنَا ابْنُ فَنْجَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلُّوَيْهِ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عِيسَى ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ ، عَنِ ابْنِ سَمْعَانَ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " أَنَّ فِرْعَوْنَ إِنَّمَا سُمِّيَ : ذَا الأَوْتَادِ ، لأَنَّهُ كَانَتْ لَهُ امْرَأَةٌ ، وَهِيَ امْرَأَةُ خَازِنِ فِرْعَوْنَ حِزْبِيلَ ، وَكَانَ مُؤْمِنًا كَتَمَ إِيمَانَهُ مِائَةَ سَنَةٍ ، وَكَانَتِ امْرَأَتُهُ مَاشِطَةً تَمْشُطُ بِنْتَ فِرْعَوْنَ ، فَبَيْنَمَا هِيَ ذَاتَ يَوْمٍ تَمْشُطُ رَأْسَ بِنْتِ فِرْعَوْنَ إِذْ سَقَطَ الْمُشْطُ مِنْ يَدِهَا ، فَقَالَتْ : تَعِسَ مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ . فَقَالَتْ بِنْتُ فِرْعَوْنَ : وَهَلْ لَكِ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُ أَبِي ؟ فَقَالَتْ : إِلَهِي وَإِلَهُ أَبِيكِ ، وَإِلَهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاحِدٌ لا شَرِيكَ لَهُ . فَقَامَتْ فَدَخَلَتْ عَلَى أَبِيهَا وَهِيَ تَبْكِي ، فَقَالَ : مَا يُبْكِيكِ ؟ قَالَتْ : الْمَاشِطَةُ امْرَأَةُ خَازِنِكَ تَزْعَمُ أَنَّ إِلَهَكَ وَإِلَهَهَا وَإِلَهَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاحِدٌ لا شَرِيكَ لَهُ . فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا ، فَسَأَلَهَا عَنْ ذَلِكَ ، فَقَالَتْ : صَدَقَتْ . فَقَالَ لَهَا : وَيْحَكِ ، اكْفُرِي بِإِلَهِكِ ، وَأَقِرِّي بِأَنِّي إِلَهُكِ . قَالَتْ : لا أَفْعَلُ . فَمَدَّهَا بَيْنَ أَرْبَعَةِ أَوْتَادٍ ، ثُمَّ أَرْسَلَ عَلَيْهَا الْحَيَّاتِ ، وَالْعَقَارِبَ ، وَقَالَ لَهَا اكْفُرِي بِاللَّهِ ، وَإِلا عَذَّبْتُكُ بِهَذَا الْعَذَابِ شَهْرَيْنِ . فَقَالَتْ لَهُ : وَلْو عَذَّبْتَنِي سَبْعِينَ شَهْرًا مَا كَفَرْتُ بِاللَّهِ . وَكَانَ لَهَا ابْنَتَانِ فَجَاءَ بِابْنَتِهَا الْكُبْرَى فَذَبَحَهَا عَلَى قُرْبٍ مِنْهَا ، وَقَالَ لَهَا : اكْفُرِي بِاللَّهِ ، وَإِلا ذَبَحْتُ الصُّغْرَى عَلَى قَلْبِكِ . وَكَانَتْ رَضِيعًا ، فَقَالَتْ : لَوْ ذَبَحْتَ مَنْ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ عَلَى فِيَّ مَا كَفَرْتُ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَأَتَى بِابْنَتِهَا الصُّغْرَى فَلَمَّا اضْطَجَعَتْ عَلَى صَدْرِهَا وَأَرَادَ ذَبْحَهَا ، جَزَعَتِ الْمَرْأَةُ ، فَأَطْلَقَ اللَّهُ لِسَانَ ابْنَتِهَا فَتَكَلَّمَتْ ، وَهِيَ مِنَ الأَرْبَعَةِ الَّذِينَ تَكَلَّمُوا أَطْفَالا ، فَقَالَتْ : يَا أُمَّاهُ لا تَجْزَعِي فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ بَنَى لَكِ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ ، اصْبِرِي فَإِنَّكِ تُفْضِينَ إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ وَكَرَامَتِهِ . فَذُبِحَتْ ، فَلَمْ تَلْبَثْ أَنْ مَاتَتْ ، فَأَسْكَنَهَا اللَّهُ الْجَنَّةَ . قَالَ : وَبَعَثَ فِي طَلَبِ زَوْجِهَا حِزْبِيلَ فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ ، فَقِيلَ لِفَرْعَوْنَ : إِنَّهُ قَدْ رُئِيَ فِي مَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا ، فِي جَبَلِ كَذَا ، فَبَعَثَ رَجُلَيْنِ فِي طَلَبِهِ فَانْتَهَيَا إِلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي ، وَيَلِيهِ صُفُوفٌ مِنَ الْوَحْشِ خَلْفَهُ يُصَلُّونَ ، فَلَمَّا رَأَيَا ذَلِكَ انْصَرَفَا ، فَقَالَ حِزْبِيلُ : اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي كَتَمْتُ إِيمَانِي مِائَةَ سَنَةٍ وَلَمْ يَظْهَرْ عَلَيَّ أَحَدٌ ، فَأَيُّمَا هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ كَتَمَ عَلَيَّ فَاهْدِهِ إِلَى دِينِكَ ، وَأَعْطِهِ مِنَ الدُّنْيَا سُؤْلَهُ ، وَأَيُّمَا هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ أَظْهَرَ عَلَيَّ فَعَجِّلْ عُقُوبَتَهُ فِي الدُّنْيَا ، وَاجْعَلْ مَصِيرَهُ فِي الآخِرَةِ إِلَى النَّارِ ، فَانْصَرَفَ الرَّجُلانِ إِلَى فِرْعَوْنَ ، فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَاعْتَبَرَ وَآمَنَ ، وَأَمَّا الآخَرُ فَأَخْبَرَ فِرْعَوْنَ بِالْقِصَّةِ عَلَى رُءُوسِ الْمَلأِ ، فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ : وَهَلْ كَانَ مَعَكَ غَيْرُكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فُلانٌ . فَدَعَا بِهِ ، فَقَالَ : أَحَقٌّ مَا يَقُولُ هَذَا ؟ قَالَ : لا ، مَا رَأَيْتُ مِمَّا قَالَ شَيْئًا ، فَأَعْطَاهُ فِرْعَوْنُ وَأَجْزَلَ ، وَأَمَّا الآخَرُ فَقَتَلَهُ ثُمَّ صَلَبَهُ . قَالَ : وَكَانَ فِرْعَوْنُ قَدْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ نِسَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، يُقَالُ لَهَا : آسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ ، فَرَأَتْ مَا صَنَعَ فِرْعَوْنُ بِالْمَاشِطَةِ ، فَقَالَتْ : وَكَيْفَ يَسَعُنِي أَنْ أَصْبِرَ عَلَى مَا يَأْتِي فِرْعَوْنُ ، وَأَنَا مُسْلِمَةٌ ، وَهُوَ كَافِرٌ ؟ فَبَيْنَمَا هِيَ كَذَلِكَ تُؤَامِرُ نَفْسَهَا إِذْ دَخَلَ عَلَيْهَا فِرْعَوْنُ ، فَجَلَسَ قَرِيبًا مِنْهَا ، فَقَالَتْ : يَا فِرْعَوْنُ ، أَنْتَ شَرُّ الْخَلْقِ وَأَخْبَثُهُمْ ، عَمَدْتَ إِلَى الْمَاشِطَةِ فَقَتَلْتَهَا . قَالَ : فَلَعَلَّ بِكِ الْجُنُونَ الَّذِي كَانَ بِهَا ؟ قَالَتْ : مَا بِي مِنْ جُنُونٍ ، وَإِنَّ إِلَهِي وَإِلهَهَا ، وَإِلَهَكَ ، وَإِلَهَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاحِدٌ لا شَرِيكَ لَهُ . فَمَزَّقَ عَلَيْهَا ثِيَابَهَا وَضَرَبَهَا ، وَأَرْسَلَ إِلَى أَبَوْيَهَا فَدَعَاهُمَا ، فَقَالَ لَهُمَا : أَلا تَرَيَانِ أَنَّ الْجُنُونَ الَّذِي كَانَ بِالْمَاشِطَةِ أَصَابَهَا ؟ قَالَتْ : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ ، إِنِّي أَشْهَدُ أَنَّ رَبِّي وَرَبَّكَ وَرَبَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاحِدٌ لا شَرِيكَ لَهُ ، فَقَالَ لَهَا أَبُوهَا : يَا آسِيَةُ ، أَلَسْتِ مِنْ خَيْرِ نِسَاءِ الْعَمَالِيقِ ، وَزَوْجُكِ إِلَهُ الْعَمَالِيقِ ؟ قَالَتْ : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ ، إِنْ كَانَ مَا يَقُولُ حَقًّا ، فَقُولا لَهُ : أَنْ يُتَوِّجَنِي تَاجًا تَكُونُ الشَّمْسُ أَمَامَهُ ، وَالْقَمَرُ خَلْفَهُ ، وَالْكَوَاكِبُ حَوْلَهُ . فَقَالَ لَهُمَا فِرْعَوْنُ : اخْرُجَا عَنِّي . فَمَدَّهَا بَيْنَ أَرْبَعَةِ أَوْتَادٍ يُعَذِّبُهَا ، فَفَتَحَ اللَّهُ لَهَا بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ لِيُهَوِّنَ عَلَيْهَا مَا يَصْنَعُ بِهَا فِرْعَوْنُ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ ، قَالَت : رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ سورة التحريم آية 11 . فَقَبَضَ اللَّهُ رُوحَهَا ، وَأَسْكَنَهَا الْجَنَّةَ . .

الرواه :

الأسم الرتبة
ابْنِ عَبَّاسٍ

صحابي

ابْنِ سَمْعَانَ

متروك متهم بالكذب

مَخْلَدُ بْنُ جَعْفَرٍ

مقبول

أَبُو إِسْحَاقَ الثَّعْلَبِيُّ

ثقة

أَبُو سَعِيدٍ الشُّرَيْحِيُّ

مجهول الحال

Whoops, looks like something went wrong.