تفسير

رقم الحديث : 1078

أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ الشُّرَيْحِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الثَّعْلَبِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْفَنْجَوِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْمُقْرِيُ ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَصْرِيُّ ، حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبْذِيُّ ، أَخْبَرَنِي يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ قَالَ : " مَا مِنْ عَبْدٍ إِلا لَهُ فِي السَّمَاءِ بَابَانِ : بَابٌ يَخْرُجُ مِنْهُ رِزْقُهُ ، وَبَابٌ يَدْخُلُ فِيهِ عَمَلُهُ ، فَإِذَا مَاتَ فَقَدَاهُ وَبَكَيَا عَلَيْهِ " . ثُمَّ تَلا : فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ سورة الدخان آية 29 . قَالَ عَطَاءٌ : بُكَاءُ السَّمَاءِ حُمْرَةُ أَطْرَافِهَا . قَالَ السُّدِّيُّ : لَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ بَكَتْ عَلَيْهِ السَّمَاءُ ، وَبُكَاؤُهَا حُمْرَتُهَا . وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ سورة الدخان آية 29 لَمْ يَنْظُرُوا حِينَ أَخَذَهُمُ الْعَذَابُ لِتَوْبَةٍ وَلا لِغَيْرِهَا . وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ سورة الدخان آية 30 قَتْلِ الأَبْنَاءِ ، وَاسْتِحْيَاءِ النِّسَاءِ ، وَالتَّعَبِ فِي الْعَمَلِ . مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ { 31 } وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ سورة الدخان آية 31-32 يَعْنِي : مُؤْمِنِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، عَلَى عِلْمٍ سورة الدخان آية 32 بِهِمْ ، عَلَى الْعَالَمِينَ سورة الدخان آية 32 عَلَى عَالَمَيْ زَمَانِهِمْ . وَآتَيْنَاهُمْ مِنَ الآيَاتِ مَا فِيهِ بَلاءٌ مُبِينٌ سورة الدخان آية 33 قَالَ قَتَادَةُ : نِعْمَةٌ بَيِّنَةٌ مِنْ فَلْقِ الْبَحْرِ ، وَتَظْلِيلِ الْغَمَامِ ، وَإِنْزَالِ الْمَنِّ وَالسَّلْوَى ، وَالنِّعَمِ الَّتِي أَنْعَمَهَا عَلَيْهِمْ . وَقَالَ ابْنُ زَيْدٍ : ابْتَلاهُمْ بِالرَّخَاءِ وَالشِّدَّةِ . وَقَرَأَ : كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ سورة الأنبياء آية 35 . إِنَّ هَؤُلاءِ لَيَقُولُونَ { 34 } إِنْ هِيَ إِلا مَوْتَتُنَا الأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ { 35 } فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ { 36 } أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ { 37 } سورة الدخان آية 34-37 . إِنَّ هَؤُلاءِ سورة الدخان آية 34 يَعْنِي : مُشْرِكِي مَكَّةَ ، لَيَقُولُونَ { 34 } إِنْ هِيَ إِلا مَوْتَتُنَا الأُولَى سورة الدخان آية 34-35 أَيْ : لا مَوْتَةَ إِلا هَذِهِ الَّتِي نَمُوتُهَا فِي الدُّنْيَا ، ثُمَّ لا بَعْثَ بَعْدَهَا . وَهُوَ قَوْلُهُ : وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ سورة الدخان آية 35 بِمَبْعُوثِينَ بَعْدَ مَوْتَتِنَا . فَأْتُوا بِآبَائِنَا سورة الدخان آية 36 الَّذِينَ مَاتُوا ، إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ سورة الدخان آية 36 ، أَنَّا نُبْعَثُ أَحْيَاءً بَعْدَ الْمَوْتِ ، ثُمَّ خَوَفَّهُمْ مَثَلَ عَذَابِ الأُمَمِ الْخَالِيَةِ ، فَقَالَ : أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ سورة الدخان آية 37 أَيْ : لَيْسُوا خَيْرًا مِنْهُمْ ، يَعْنِي : أَقْوَى وَأَشَدَّ وَأَكْثَرَ مِنْ قَوْمِ تُبَّعٍ ، قَالَ قَتَادَةُ : هُوَ تُبَّعٌ الْحِمْيَرِيُّ ، وَكَانَ سَارَ بِالْجُيُوشِ حَتَّى حِيَرَ الْحِيرَةِ ، وَبَنِي سَمَرْقَنْدَ ، وَكَانَ مِنْ مُلُوكِ الْيَمَنِ ، سُمِّيَ تُبَّعًا لِكَثْرَةِ أَتْبَاعِهِ ، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يُسَمَّى تَبِعًا لأَنَّهُ يَتْبَعُ صَاحِبَهُ ، وَكَانَ هَذَا يَعْبُدُ النَّارَ ، فَأَسْلَمَ وَدَعَا قَوْمَهُ إِلَى الإِسْلامِ ، وَهُمْ حِمْيَرٌ فَكَذَّبُوهُ ، وَكَانَ مِنْ خَبَرِهِ مَا ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، وَغَيْرُهُ . وَذَكَرَ عِكْرِمَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالُوا : كَانَ تُبَّعٌ الآخَرُ ، وَهُوَ أَبُو كَرْبِ أسعد بن بْنُ مُلَيْكٍ جَاءَ بِكَرْبٍ حِينَ أَقْبَلَ مِنَ الْمَشْرِقِ ، وَجَعَلَ طَرِيقَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ ، وَقَدْ كَانَ حِينَ مَرَّ بِهَا خَلَّفَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمُ ابْنًا لَهُ فَقُتِلَ غِيلَةً ، فَقَدِمَهَا وَهُوَ مُجْمِعٌ عَلَى خَرَابِهَا وَاسْتِئْصَالِ أَهْلِهَا ، فَجَمَعَ لَهُ هَذَا الْحَيُّ مِنَ الأَنْصَارِ حِينَ سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْ أَمْرِهِ فَخَرَجُوا لِقِتَالِهِ ، وَكَانَ الأَنْصَارُ يُقَاتِلُونَهُ بِالنَّهَارِ ، وَيَقْرُونَهُ بِاللَّيْلِ ، فَأَعْجَبَهُ ذَلِكَ ، وَقَالَ : إِنَّ هَؤُلاءِ لَكِرَامٌ ، إِذْ جَاءَهُ حَبْرَانِ اسْمُهُمَا : كَعْبٌ وَأَسَدٌ مِنْ أَحْبَارِ بَنِي قُرَيْظَةَ ، عَالِمَانِ ، وَكَانَا ابْنَيْ عَمٍّ حِينَ سَمِعَا مَا يُرِيدُ مِنْ إِهْلاكِ الْمَدِينَةِ وَأَهْلِهَا ، فَقَالا لَهُ : أَيُّهَا الْمَلِكُ ، لا تَفْعَلْ فَإِنَّكَ إِنْ أَبَيْتَ إِلا مَا تُرِيدُ حِيلَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا ، وَلَمْ نَأْمَنْ عَلَيْكَ عَاجِلَ الْعُقُوبَةِ ، فَإِنَّهَا مُهَاجَرُ نَبِيٍّ يَخْرُجُ مِنْ هَذَا الْحَيِّ مِنْ قُرَيْشٍ اسْمُهُ مُحَمَّدٌ ، مَوْلِدُهُ مَكَّةَ ، وَهَذِهِ دَارُ هِجْرَتِهِ ، وَمَنْزِلُكَ الَّذِي أَنْتَ بِهِ يَكُونُ بِهِ مِنَ الْقَتْلِ وَالْجِرَاحِ أَمْرٌ كَبِيرٌ فِي أَصْحَابِهِ ، وَفِي عَدُوِّهِمْ . قَالَ تُبَّعٌ : مَنْ يُقَاتِلُهُ وَهُوَ نَبِيٌّ ؟ قَالا : يَسِيرُ إِلَيْهِ قَوْمُهُ فَيَقْتَلُونَ هَهُنَا . فَتَنَاهَى لِقَوْلِهِمَا عَمَّا كَانَ يُرِيدُ بِالْمَدِينَةِ ، ثُمَّ إِنَّهُمَا دَعَوَاهُ إِلَى دِينِهِمَا فَأَجَابَهُمَا ، وَاتَّبَعَهُمَا عَلَى دِينِهِمَا ، وَأَكْرَمَهُمَا ، وَانْصَرَفَ عَنِ الْمَدِينَةِ ، وَخَرَجَ بِهِمَا ، وَنَفَرٌ مِنَ الْيَهُودِ عَامِدِينَ إِلَى الْيَمَنِ ، فَأَتَاهُ فِي الطَّرِيقِ نَفَرٌ مِنْ هُذَيْلٍ ، وَقَالُوا : إِنَّا نَدُلُّكَ عَلَى بَيْتٍ فِيهِ كَنْزٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ وَزَبَرْجَدٍ وَفِضَّةٍ ، قَالَ : أَيُّ بَيْتٍ ؟ قَالُوا بَيْتٌ بِمَكَّةَ ، وَإِنَّمَا تُرِيدُ هُذَيْلٌ هَلاكَهُ لأَنَّهُمْ عَرَفُوا أَنَّهُ لَمْ يَرُدَّهُ أَحَدٌ قَطُّ بِسُوءٍ إِلا هَلَكَ . فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلأَحْبَارِ ، فَقَالُوا : مَا نَعْلَمُ لِلَّهِ فِي الأَرْضِ بَيْتًا غَيْرَ هَذَا الْبَيْتِ ، فَاتِّخِذْهُ مَسْجِدًا ، وَانْسِكْ عِنْدَهُ ، وَانْحَرْ وَاحْلِقْ رَأْسَكَ ، وَمَا أَرَادَ الْقَوْمُ إِلا هَلاكَكَ لأَنَّهُ مَا نَاوَأَهُمْ أَحَدٌ قَطُّ إِلا أُهْلِكَ ، فَأَكْرِمْهُ وَاصْنَعْ عِنْدَهُ مَا يَصْنَعُ أَهْلُهُ . فَلَمَّا قَالُوا لَهُ ذَلِكَ : أَخَذَ النَّفَرَ مِنْ هُذَيْلٍ فَقَطَعَ أَيْدِيهِمْ ، وَأَرْجُلَهُمْ ، وَسَمَلَ أَعْيُنَهُمْ ، ثُمَّ صَلَبَهُمْ ، فَلَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ نَزَلَ الشُّعَبَ ، شُعَبَ الْبَطَائِحِ ، وَكَسَا الْبَيْتَ الْوَصَائِلَ ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ كَسَا الْبَيْتَ ، وَنَحَرَ بِالشُّعَبِ سِتَّةَ آلافِ بَدَنَةٍ ، وَأَقَامَ بِهِ سِتَّةَ أَيَّامٍ ، وَطَافَ بِهِ ، وَحَلَقَ ، وَانْصَرَفَ ، فَلَّمَا دَنَا مِنَ الْيَمَنِ لِيَدْخُلَهَا حَالَتْ حِمْيَرٌ بَيْنَ ذَلِكَ وَبَيْنَهُ ، قَالُوا : لا تَدْخُلُ عَلَيْنَا وَقَدْ فَارَقْتَ دِينَنَا . فَدَعَاهُمْ إِلَى دِينِهِ ، وَقَالَ : إِنَّهُ دِينٌ خَيْرٌ مِنْ دِينِكُمْ . قَالُوا : فَحَاكِمْنَا إِلَى النَّارِ . وَكَانَتْ بِالْيَمَنِ نَارٌ فِي أَسْفَلِ جَبَلٍ يَتَحَاكَمُونَ إِلَيْهَا فِيمَا يَخْتَلِفُونَ فِيهِ ، فَتَأْكُلُ الظَّالِمَ وَلا تَضُرُّ الْمَظْلُومَ ، فَقَالَ تُبَّعٌ : أَنْصَفْتُمْ . فَخَرَجَ الْقَوْمُ بِأَوْثَانِهِمْ ، وَمَا يَتَقَرَّبُونَ بِهِ فِي دِينِهِمْ ، وَخَرَجَ الْحَبْرَانُ بِمَصَاحِفِهِمَا فِي أَعْنَاقِهِمَا حَتَّى قَعَدُوا لِلنَّارِ عِنْدَ مَخْرَجِهَا الَّذِي تَخْرُجُ مِنْهُ ، فَخَرَجَتِ النَّارُ فَأَقْبَلَتْ حَتَّى غَشِيَتْهُمْ ، فَأَكَلَتِ الأَوْثَانَ ، وَمَا قَرَّبُوا مَعَهَا ، وَمَنْ حَمَلَ ذَلِكَ مِنْ رِجَالِ حِمْيَرٍ ، وَخَرَجَ الْحَبْرَانِ بِمَصَاحِفِهِمَا فِي أَعْنَاقِهِمَا يَتْلُوَانِ التَّوْرَاةَ تَعْرَقُ جِبَاهُهُمَا لَمْ تَضُرَّهُمَا ، وَنَكَصَتِ النَّارُ حَتَّى رَجَعَتْ إِلَى مَخْرَجِهَا الَّذِي خَرَجَتْ مِنْهُ ، فَأَصْفَقَتْ عِنْدَ ذَلِكَ حِمْيَرٌ عَلَى دِينِهِمَا ، فَمِنْ هُنَالِكَ كَانَ أَصْلُ الْيَهُودِيَّةِ فِي الْيَمَنِ . وَذَكَرَ أَبُو حَاتِمٍ عَنِ الرَّقَاشِيِّ قَالَ : كَانَ أَبُو كَرْبٍ أَسْعَدُ الْحِمْيَرِيُّ مِنَ التَّبَابِعَةِ ، آمَنَ بِالنَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ بِسَبْعِ مِائَةِ سَنَةٍ . وَذُكِرَ لَنَا أَنَّ كَعْبًا كَانَ يَقُولُ : ذَمَّ اللَّهُ قَوْمَهُ ، وَلَمْ يَذُمَّهُ . وَكَانَتْ عَائِشَةُ ، تَقُولُ : " لا تَسُبُّوا تُبَّعًا ، فَإِنَّهُ كَانَ رَجُلا صَالِحًا . وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : هُوَ الَّذِي كَسَا الْبَيْتَ . .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

صحابي

يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ

ضعيف زاهد

مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبْذِيُّ

منكر الحديث

مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ

ثقة ثبت

أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَصْرِيُّ

ثقة

أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ

ثقة مأمون

أَبُو عَلِيٍّ الْمُقْرِيُ

صدوق حسن الحديث

أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْفَنْجَوِيُّ

ثقة

أَبُو إِسْحَاقَ الثَّعْلَبِيُّ

ثقة

أَبُو سَعِيدٍ الشُّرَيْحِيُّ

مجهول الحال

Whoops, looks like something went wrong.