أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ الشُّرَيْحِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الثَّعْلَبِيُّ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَامِدن الأَصْبَهَانِيُّ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الطَّبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ الْحَسَنِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَثْمَةَ ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : خَطَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخَنْدَقَ عَامَ الأَحْزَابِ ، ثُمَّ قَطَعَ لِكُلِّ عَشَرَةٍ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا ، قَالَ : فَاحْتَجَّ الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ فيِ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ ، وَكَانَ رَجُلا قَوِيًّا ، فَقَالَ الْمُهَاجِرُونَ : سَلْمَانُ مِنَّا . وَقَالَ الأَنْصَارُ : سَلْمَانُ مِنَّا . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " سَلْمَانُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ " . قَالَ عَمْرُو بْنُ عَوْفٍ : كُنْتُ أَنَا ، وَسَلْمَانُ ، وَحُذَيْفَةُ ، وَالنُّعْمَانُ بْنُ مُقَرِّنٍ الْمَازِنِيُّ ، وَسِتَّةٌ مِنَ الأَنْصَارِ فِي أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا ، فَحَفَرْنَا حَتَّى إِذَا كُنَّا تَحْتَ ذِي نَابٍ أَخْرَجَ اللَّهُ في بَطْنِ الْخَنْدَقِ صَخْرَةً مَرْوَةً ، كَسَرَتْ حَدِيدَنَا ، وَشَقَّتْ عَلَيْنَا ، فَقُلْنَا : يَا سَلْمَانُ ، ارْقَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَخْبِرْهُ خَبَرَ هَذِهِ الصَّخْرَةِ ، فَإِمَّا أَنْ يَعْدِلَ عَنْهَا ، فَإِنِ الْمَعْدِلَ قَرِيبٌ ، وَإِمَّا أَنْ يَأْمُرُنَا فِيهِ بِأَمْرِهِ ، فَإِنَّا لا نُحِبُّ أَنْ نُجَاوِزَ خَطَّهُ . قَالَ : فَرَقَى سَلْمَانُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ضَارِبٌ عَلَيْهِ قُبَّةٌ تُرْكِيَّةٌ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، خَرَجَتْ صَخْرَةٌ بَيْضَاءُ مَرْوَةٌ مِنْ بَطْنِ الْخَنْدَقِ ، فَكَسَرَتْ حَدِيدَنَا ، وَشَقَّتْ عَلَيْنَا حَتَّى مَا يَحِيكُ فِيهَا قَلِيلٌ وَلا كَثِيرٌ ، فَمُرْنَا فِيهَا بِأَمْرِكَ ، فَإِنَّا لا نُحِبُّ أَنْ نُجَاوِزَ خَطَّكَ . فَهَبَطَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ سَلْمَانَ إِلَى الْخَنْدَقِ ، وَالتِّسْعَةُ عَلَى شِقِّ الْخَنْدَقِ ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِعْوَلَ مِنْ سَلْمَانَ ، فَضَرَبَهَا ضَرْبَةً صَدَعَهَا وَبَرَقَ مِنْهَا بَرْقٌ أَضَاءَ مَا بَيْنَ لابَتَيْهَا ، يَعْنِي الْمَدِينَةَ ، حَتَّى لَكَأَنَّ مِصْبَاحًا فِي جَوْفِ بَيْتٍ مُظْلِمٍ ، فَكَبَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَكْبِيرَ فَتْحٍ ، فَكَبَّرَ الْمُسْلِمُونَ ، ثُمَّ ضَرَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الثَّانِيَةَ وَبَرَقَ مِنْهَا بَرْقٌ أَضَاءَ مَا بَيْنَ لابَتَيْهَا حَتَّى لَكَأَنَّ مِصْبَاحًا فِي جَوْفِ بَيْتٍ مُظْلِمٍ ، فَكَبَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَكْبِيرَ فَتْحٍ ، وَكَبَّرَ الْمُسْلِمُونَ ، ثُمَّ ضَرَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَسَرَهَا ، وَبَرَقَ مِنْهَا بَرْقٌ أَضَاءَ مَا بَيْنَ لابَتَيْهَا حَتَّى لَكَأَنَّ مِصْبَاحًا فِي جَوْفِ بَيْتٍ مُظْلِمٍ ، فَكَبَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَكْبِيرَ فَتْحٍ ، وَكَبَّرَ الْمُسْلِمُونَ ، فَأَخَذَ بِيَدِ سَلْمَانَ وَرَقَى ، فَقَالَ سَلْمَانُ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَقَدْ رَأَيْتُ شَيْئًا مَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ قَطُّ ، فَالْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْقَوْمِ فَقَالَ : " أَرَأَيْتُمْ مَا يَقُولُ سَلْمَانُ " ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : " ضَرَبْتُ ضَرْبَتِي الأُولَى فَبَرَقَ الَّذِي رَأَيْتُمْ ، أَضَاءَتْ لِي مِنْهَا قُصُورُ الْحِيرَةِ وَمَدَائِنُ كِسْرَى كَأَنَّهَا أَنْيَابُ الْكِلابِ ، فَأَخْبَرَنِي جِبْرِيلُ أَنَّ أُمَّتِي ظَاهِرَةٌ عَلَيْهَا ، ثُمَّ ضَرَبْتُ ضَرْبَتْيِ الثَّانِيَةَ فَبَرَقَ الَّذِي رَأَيْتُمْ ، أَضَاءَتْ لِي مِنْهَا قُصُورُ الْحِيرَةَ مِنْ أَرْضِ الرُّومِ كَأَنَّهَا أَنْيَابُ الْكِلابِ ، فَأَخْبَرَنِي جِبْرِيلُ أَنَّ أُمَّتِي ظَاهِرَةٌ عَلَيْهَا ، ثُمَّ ضَرَبْتُ ضَرْبَتِي الثَّالِثَةُ فَبَرَقَ الَّذِي رَأَيْتُمْ ، أَضَاءَتْ لِي مِنْهَا قُصُورُ صَنْعَاءَ كَأَنَّهَا أَنْيَابُ الْكِلابِ ، وَأَخْبَرَنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ أَنَّ أُمَّتِي ظَاهِرَةٌ عَلَيْهَا ، فَأَبْشِرُوا " . فَاسْتَبْشَرَ الْمُسْلِمُونَ ، وَقَالُوا : الْحَمْدُ لِلَّهِ مَوْعِدَ صِدْقٍ ، وَعَدَنَا النَّصْرَ بَعْدَ الْحَصْرَ . فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ : أَلا تَعْجَبُونَ مِنْ مُحَمَّدٍ يَعِدُكُمْ وَيُمَنِّيكُمُ الْبَاطِلَ ، وَيُخْبِرُكُمْ أَنَّهُ يُبْصِرُ مِنْ يَثْرِبَ قُصُورَ الْحِيرَةِ وَمَدَائِنَ كِسْرَى ، وَأَنَّها تُفْتَحُ لَكُمْ ، وَأَنْتُمْ إِنَّمَا تَحْفُرُونَ الْخَنْدَقَ مِنَ الْفَرَقِ لا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَبْرُزُوا ؟ قَالَ : فَنَزَلَ الْقُرْآنُ : وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلا غُرُورًا سورة الأحزاب آية 12 ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ : قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ سورة آل عمران آية 26 الآية . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبِيهِ | عمرو بن عوف المزني | صحابي |
أَبِي | عبد الله بن عمرو المزني | مقبول |
كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ | كثير بن عبد الله المزني | متروك الحديث |
مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَثْمَةَ | محمد بن عثمة البصري | صدوق حسن الحديث |
حَمَّادُ بْنُ الْحَسَنِ | حماد بن الحسن الوراق | ثقة |
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الطَّبَرِيُّ | محمد بن جعفر الرازي / توفي في :335 | ثقة مأمون |
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَامِدن الأَصْبَهَانِيُّ | عبد الله بن محمد بن رستم | صدوق حسن الحديث |
أَبُو إِسْحَاقَ الثَّعْلَبِيُّ | أحمد بن محمد الثعلبي | ثقة |
أَبُو سَعِيدٍ الشُّرَيْحِيُّ | أحمد بن إبراهيم الخوارزمي | مجهول الحال |