باب ما جاء في مثل القران وحامله والعامل به والتارك له


تفسير

رقم الحديث : 625

حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا سورة مريم آية 24 , قَالَ : " كَانَ وَاللَّهِ سَرِيًّا . يَعْنِي عِيسَى " . قَالَ : فَقَالَ لَهُ خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ : يَا أَبَا سَعِيدٍ ، أنَّ الْعَرَبَ تُسَمَّى الْجَدْوَلَ السَّرِيَّ , فَقَالَ : " صَدَقْتَ " . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : فَهَذِهِ الْأَحَادِيثُ الَّتِي فِيهَا ذِكْرُ الْقَبَائِلِ ، وَالاحْتِجَاجُ بِكَلامِ الْعَرَبِ ، تبَيَّنَ لَكَ مَعْنَى السَّبْعَةِ الْأَحْرُفِ أَنَّهَا إِنَّمَا هِيَ اللُّغَاتُ . وَقَدْ حَمَلَ بَعْضُ النَّاسِ مَعْنَاهَا عَلَى الْحَدِيثِ الآخَرِ : نَزَلَ الْقُرْآنُ فِي سَبْعٍ : حَلالٍ , وَحَرَامٍ ، وَمُحْكَمٍ ، وَمُتَشَابِهٍ ، وَخَبَرِ مَا قَبْلَكُمْ ، وَخَبَرِ مَا بَعْدَكُمْ ، وَضَرْبِ الْأَمْثَالِ " . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : وَقَدْ عَرَفْتُ هَذَا الْحَدِيثَ ، سَمِعْتُ حُجَّاجًا , يُحَدِّثُهُ عَنِ اللَّيْثِ ، عَنْ عَقِيلٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، يَرْفَعُهُ . وَلَيْسَ هَذَا مِنْ ذَلِكَ فِي شَيْءٍ ، إِنَّمَا هَذَا الْقُرْآنُ نَزَلَ فِي سَبْعٍ . وَمَعْنَاهُ : سَبْعُ خِصَالٍ ، أَوْ سَبْعُ خِلالٍ ، وَتِلْكَ الْأَحَادِيثُ إِنَّمَا هِيَ نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ . وَالأَحْرُفُ لا مَعْنَى لَهَا إِلَّا اللُّغَاتُ . مَعَ أَنَّ تَأْوِيلَ كُلِّ حَدِيثٍ مِنْهَا بَيِّنٌ فِي الْحَدِيثِ نَفْسِهِ . أَلَا تَرَى أَنَّ عُمَرَ , قَالَ : سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَأُ , فَكَذَلِكَ حَدِيثُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ حِينَ اخْتَلَفَ هُوَ وَغَيْرُهُ فِي الْقِرَاءَةِ ، وَمِنْهُ اخْتِلافُ عَبْدِ اللَّهِ مَعَ غَيْرِهِ ، وَمِثْلُهُ حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ . أَفَلَسْتَ تَرَى اخْتِلافَهُمْ إِنَّمَا كَانَ فِي الْوُجُوهِ وَالْحُرُوفِ الَّتِي تُفَرِّقُ فِيهَا الْأَلْفَاظُ ، فَأَمَّا التَّأْوِيلُ فَلَمْ يَخْتَلِفُوا فِيهِ ، وَيُبَيِّنُهُ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.