قَالَ قَالَ الْوَاقِدِيُّ حَدَّثنا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ سَلَمٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدِ بْنِ طَلْحَةَ ، " أَنَّ رَجُلًا مَرَّ عَلَى مَجْلِسٍ بِالْمَدِينَةِ ، فِيهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ عُمَرُ ، قَالَ : أَكَاهِنٌ ؟ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، هُدِيَ بِالْإِسْلَامِ كُلُّ جَاهِلٍ ، وَدُفِعَ بِالْحَقِّ كُلُّ بَاطِلٍ ، وأُقِيمَ بِالْقَرْآنِ كُلُّ مَائِلٍ ، وَأُغْنِيَ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّ عَائِلٍ ، فَقَالَ عُمَرُ : مَتَى عَهْدُكَ بِهَا ؟ يَعْنِي ، صَاحِبَتَهُ ، قَالَ : قَبْلَ الْإِسْلَامِ ، أَتَتْنِي فَصَرَخَتْ يَا سَلَّامُ يَا سَلَّامُ ، الْحَقُّ الْمُبِينُ ، وَالْخَيْرُ الدَّائِمُ ، خَيْرُ حُلْمِ نَائِمٍ ، اللَّهُ أَكْبَرُ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَنَا أُحَدِّثُكَ مِثْلَ هَذَا ، وَاللَّهِ إِنَّا لَنَسِيرُ فِي دَاوِيَةٍ مَلْسَاءِ ، لَا يُسْمَعُ فِيهَا إِلَّا الصَّدَى ، إِذْ نَظَرْنَا فَإِذَا رَاكِبُ مُقْبِلُ أَسْرَعُ مِنَ الْفَرَسِ ، حَتَّى كَانَ مِنَّا عَلَى قَدْرِ مَا يُسْمِعْنَا صَوْتَهُ ، فَقَالَ : يَا أَحْمَدُ ، يَا أَحْمَدُ ، اللَّهُ أَعْلَى وَأَمْجَدُ ، أَتَاكَ مَا وَعَدَكَ مِنَ الْخَيْرِ يَا أَحْمَدُ ، ثُمَّ ضَرَبَ رَاحِلَتَهُ حَتَّى أَتَى مِنْ وَرَائِنَا ، فَقَالَ عُمَرُ : الْحَمُدُ للَّهِ الَّذِي هَدَانَا بِالْإِسْلَامِ ، وَأَكْرَمَنَا بِهِ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ : أَنَا أُحَدِّثُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مِثْلَ هَذَا وَأَعْجَبَ ، قَالَ عُمَرُ : حَدِّثْ ، قَالَ : انْطَلَقْتُ أَنَا وَصَاحِبَانِ لِي نُرِيدُ الشَّامَ ، حَتَّى إذا كُنَّا بِقَفْرَةٍ مِنَ الْأَرْضِ ، نَزَلْنَا بِهَا ، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ لَحِقَنَا رَاكِبُ ، وَكُنَّا أَرْبَعَةً ، قَدْ أَصَابَنَا سَغَبٌ شَدِيدٌ ، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا أَنَا بِظَبْيَةٍ عَضْبَاءِ تَرْتَعُ قَرِيبًا مِنِّي ، فَوَثَبْتُ إِلَيْهَا ، فَقَالَ الرَّجُلُ الَّذِي لَحِقَنَا : خَلِّ سَبِيلَهَا ، لَا أَبَا لَكَ ، وَاللَّهِ ، لَقَدْ رَأَيْتُهَا وَنَحْنُ نَسْلُكُ هَذَا الطَّرِيقَ ، وَنَحْنُ عَشْرَةُ أَوْ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ ، فَيَخْتَطِفُ بَعْضُنَا ، فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ كَانَ هَذِهِ الظَّبْيَةُ ، فَمَا يُهَاجُ بِهَا أَحَدٌ ، فَأَبَيْتُ ، وَقُلْتُ : لَا لِعُمْرِ اللَّهِ لَا أُخَلِّيهَا ، فَارْتَحَلْنَا وَقَدْ شَدَدْتُهَا مَعِي حَتَّى إِذَا ذَهَبَ سَدَفٌ مِنَ اللَّيْلِ ، إِذَا هَاتِفُ يَهْتِفُ بِنَا ، وَيَقُولُ : يَا أَيُّهَا الرَّكْبُ السِّرَاعُ الْأَرَبْعَةُ خَلُّوا سَبِيلَ النَّافِرِ الْمُفَزَّعَةِ خَلُّوا عَنِ الْعَضْبَاءِ فِي الْوَادِي سِعَةُ لَا تَذْبَحَنَّ الظَّبْيَةَ الْمُرَوَّعَةَ فِيهَا لِأَيْتَامٍ صِغَارٍ مَنْفَعَةُ قَالَ : فَخَلَيْتُ سَبِيلَهَا ، ثُمَّ انْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا الشَّامَ ، فَقَضَيْنَا حَوَائِجَنَا ، ثُمَّ أَقْبَلْنَا حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْمَكَانِ الَّذِي كُنَّا فِيهِ ، هَتَفَ هَاتِفٌ مِنْ خَلْفِنَا : إِيَاكَ لَا تَعْجَلْ وَخُذْهَا مِنْ ثِقَةْ فَإِنَّ شَرَّ السَّيْرِ سَيْرُ الْحَقْحَقَهْ قَدْ لَاحَ نَجْمٌ فَأَضَاءَ مَشْرِقَهْ يَخْرُجُ مَنْ ظَلْمَا عَسُوفٍ مُوْبِقَهْ ذَاكَ رَسُولٌ مُفْلِحٌ مَنْ صَدَّقَهْ اللَّهُ أَعْلَى أَمْرَهُ وَحَقَّقَهْ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ | عمر بن الخطاب العدوي / توفي في :23 | صحابي |
يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدِ بْنِ طَلْحَةَ | يعقوب بن زيد القرشي | ثقة |
أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ سَلَمٍ | سليمان بن سلم الهدادي | ثقة |
الْوَاقِدِيُّ | عبد الرحمن بن واقد البصري / توفي في :247 | مقبول |