أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ ، فِي كِتَابِهِ ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الْحَافِظُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ ، عَنْ فَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَكُونُ صَوْتٌ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فِي أَوَّلِهِ ، أَوْ فِي وَسَطِهِ ، أَوْ فِي آخِرِهِ ، قَالَ : لَا ، بَلْ فِي النِّصْفِ مِنْ رَمَضَانَ إِذَا كَانَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ رَمَضَانَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ ، يَكُونُ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ ، يُصْعَقُ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا وَيَخْرَسُ سَبْعُونَ أَلْفًا ، وَيَعْمَى سَبْعُونَ أَلْفًا ، وَيُصَمُّ سَبْعُونَ أَلْفًا ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! فَمَنِ السَّالِمُ مِنْ أُمَّتِكَ ؟ ، قَالَ : مَنْ لَزِمَ بَيْتَهُ وَتَعَوَّذَ بِالسُّجُودِ ، وَجَهَرَ بِالتَّكْبِيرِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، ثُمَّ يَتْبَعُهُ صَوتٌ آخَرُ ، فَالصَّوتُ الْأَوَّلُ صَوْتُ جِبرِيلَ ، وَالصَّوْتُ الثَّانِي صَوْتُ الشَّيْطَانِ ، وَالصَّوْتُ فِي رَمَضَانَ ، وَالْمَعْمَعَةُ فِي شَوَّالٍ ، وَتَمَيُّزِ الْقَبَائِلِ فِي ذِي الْقِعْدَةِ ، يُغَارُ عَلَى الْحَاجِّ فِي ذِي الْحِجَّةِ وَفِي الْمُحَرَّمِ ، فَأَمَّا الْمُحَرَّمُ فَأَوَّلُهُ بَلَاءٌ عَلَى أُمَّتِي ، وَآخِرُهُ فَرَجٌ لِأُمَّتِي ، الرَّاحِلَةُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ بِقَتَبِهَا ، يَنْجُو عَلَيْهَا الْمُؤْمِنُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ دَسْكَرَةٍ تَغُلُّ مِائَةَ أَلْفٍ " . هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ ، وَلَهُ ثَلَاثُ عِلَلٍ : أَحَدُهَا : اخْتِلَافُ النَّاسِ فِي صُحْبَةِ فَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيِّ ، هَلْ صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَآهُ أَمْ لَا ؟ فَإِنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ السِّيَرِ وَالنَّقْلِ عَلَى أَنَّ مَقْدَمَ فَيْرُوزَ الْمَدِينَةَ بَعْدَ قَتْلِ الْأَسْوَدِ الْعَنْسِيِّ الْمُتَنَبِّيءِ بِالْيَمَنِ ، وَإِذَا كَانَ فَيْرُوزُ ، وَزَاذَوَيْهِ يُوَاطِآنِ عَلَى قَتْلِهِ ، وَائْتَمَرَا فِيهِ فَتَوَلَّى قَتْلَهُ وَجَزَّ رَأْسَهُ فَيْرُوزُ ، فَحَمَلَ رَأْسَهُ لِيَأْتِيَ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَدِمَ الْمَدِينَةِ ، وَقَدْ تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ الْمُسْتَفِيضُ . وَالثَّابِتُ : إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا رَأَى فِي مَرْضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ أَنَّ فِي يَدْيَهِ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ ، فَثَقُلَا عَلَيْهِ فَنَفَخَ فِيهِمَا ، فَطَارَا ، قَالَ : " أَوَّلْتُهُمَا كَذَّابَيْنِ يَخْرُجَانِ بَعْدِي ، أَحَدُهُمَا الْأَسْوَدُ وَالْآخَرُ مُسَيْلَمَةُ " ، فَتَبَيَّنَا بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقُتِلَا فِي أَيَّامِ أَبِي بَكْرٍ وَخِلَافَتِهِ . وَالْحَدِيثُ الَّذِي يَقُولُ فِيهِ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَأْسِ الْأَسْوَدِ ، وَسُؤَالُهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْأَعْنَابِ وَالْأَشْرِبَةِ ، وَعَنْ جَمْعِهِ بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ اللَّتَيْنِ كَانَتَا تَحْتَهُ ، فَحَدِيثٌ يَرْوِيهِ ابْنُ فَيْرُوزَ : عَبْدُ اللَّهِ وَالضَّحَّاكُ عَنْ أَبِيهِمَا ، وَعْنَهُمَا يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ وَفِيهِ مَقَالٌ . وَالْعِلَّةُ الثَّانِيَةُ : إِرْسَالُ عَبْدَةِ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ ، عَنْ فَيْرُوزَ ، وَعَبَدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ كُوفِيٌّ ، انْتَقَلَ إِلَى فِلَسْطِينَ ، كَانَ مِنَ الثِّقَاتِ الْأَثْبَاتِ ، وَهُوَ كَثِيرُ الْإِرْسَالِ عَنِ الصَّحَابَةِ ، يُرْسِلُ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ ، وَعَمَّارٍ ، وَأَبِي مُوسَى وَسُرَاقَةَ ، وَفَيْرُوزَ ، وَأُمِّ سَلَمَةَ ، كُلِّ هَؤُلَاءِ رِوَايَتُهُ عَنْهُمْ عَلَى الْإِرْسَالِ مِنْ غَيْرِ لِقًى أَوْ سَمَاعٍ ، وَقَدْ قِيلَ : إِنَّهُ لَقِيَ ابْنَ عُمَرَ ، وَاخْتَلَفَ فِيهِ ، فَأَمَّا سَمَاعُهُ إِذَا صَحَّ وَأُسْنِدَ ، وَهُوَ عَنِ التَّابِعِينَ مِثْلُ أَبِي وَائِلٍ ، وَمَسُروقٍ ، وَزِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ ، وَعَمْرِو بْنِ مَيْمُونَ ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى ، وَمُجَاهِدٍ ، وَعَطَاءٍ ، وَوَارِدٍ ، وَالْحَكَمِ ، وَنَافِعٍ ، وَغَيْرِهِمْ . وَالْعِلَّةُ الثَّالِثَةُ : رِوَايَةُ عَبْدُ الْوَهَّابُ بْنُ الضَّحَّاكِ ، وَتَفَرُّدُهُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ ، فَإِنَّ إِسْمَاعِيلَ ، وَإِنِ اخْتُلِفَ فِيهِ ، مِنْ ضَعْفٍ فِي رِوَايَتِهِ عَنِ الْحِجَازِيِّينَ وَالْعِرَاقِيِّينَ ، فَهُوَ فِي رِوَايَتِهِ عَنِ الشَّامِيِّينَ أَمْثَلُ ، وَلَهُ عِدَّةٌ أَصْحَابُهُ مِنَ الْأَعْلَامِ وَالثِّقَاتِ فَلَمْ يَرْوِ وَاحِدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ مَا تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ الْوَهَّابِ مَعَ وَهَائِهِ وَلِينِهِ ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ أَبُو الْحَارِثِ سَكَنَ سُلَيْمَةَ قَرْيَةً مِنْ قُرَى حِمْصٍ . قَالَ الْقَاضِي أَبُو أَحْمَدَ فِي تَارِيخِهِ : وَهُوَ صَاحِبُ عَجَائِبَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ لَمْ يُتَابِعْ عَلَيْهَا ، وَقَدْ رَوَى الْحَدِيثُ أَيْضًا بَعْضُ مَنْ عُرِفَ بِالسَّعْي فِي الْأَرْضِ بِالْأَكَاذِيبِ رِوَايَةً .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
فَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيِّ | فيروز الديلمي / توفي في :29 | صحابي |
عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ | عبدة بن أبي لبابة الأسدي | ثقة |
الْأَوْزَاعِيُّ | عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي / ولد في :87 / توفي في :157 | ثقة مأمون |
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ | إسماعيل بن عياش العنسي | صدوق في روايته عن أهل بلده وخلط في غيرهم |
عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ | عبد الوهاب بن الضحاك السلمي / توفي في :245 | متهم بالوضع |
عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَةَ | عبد الوهاب بن نجدة الحوطي / توفي في :232 | ثقة |
سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ | سليمان بن أحمد الطبراني | حافظ ثبت |
أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الْحَافِظُ | أحمد بن عبد الله الأصبهاني | ثقة |
الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ | الحسن بن أحمد الأصبهاني | ثقة |