أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ صَنْعَاءَ , قَالَ : أَرْسَلَ النَّجَاشِيُّ ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى جَعْفَرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ وَأَصْحَابِهِ ، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ ، وَهُوَ فِي بَيْتٍ ، عَلَيْهِ خُلْقَانٌ جَالِسٌ عَلَى التُّرَابِ ، قَالَ جَعْفَرٌ : وَأَشْفَقْنَا مِنْهُ حِينَ رَأَيْنَاهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ ، فَلَمَّا رَأَى مَا فِي وُجُوهِنَا , قَالَ : " إِنِّي أُبَشِّرُكُمْ بِمَا يَسُرُّكُمْ ، إِنَّهُ جَاءَنِي مِنْ نَحْوِ أَرْضِكُمْ عَيْنٌ لِي ، فَأَخْبَرَنِي أَنَّ اللَّهَ قَدْ نَصَرَ نَبِيَّهُ ، وَأَهْلَكَ عدُوَّهُ ، وَأَسَرَ فُلانًا وَفُلانًا ، وَقَتَلَ فُلانًا وَفُلانًا ، الْتَقَوْا بِوَادٍ يُقَالُ لَهُ بَدْرٌ كَثِيرُ الْأَرَاكِ ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ ، كُنْتُ أَرْعَى لِسَيِّدِي ، رَجُلٍ مِنْ بَنِي ضَبَّةَ إِبِلَهُ " ، قَالَ جَعْفَرٌ : مَا بَالُكَ جَالِسًا عَلَى التُّرَابِ ؟ لَيْسَ تَحْتَكَ بِسَاطٌ وَعَلَيْكَ هَذِهِ الْأَخْلاقُ , قَالَ : إِنَّمَا " نَجِدُ فِيمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى عِيسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ حَقًّا عَلَى عِبَادِ اللَّهِ أَنْ يُحْدِثُوا لِلَّهِ تَوَاضُعًا عِنْدَ كُلِّ مَا أَحْدَثَ لَهُمْ مِنْ نِعْمَةٍ ، فَلَمَّا أَحْدَثَ اللَّهُ لَنَا نَصْرَ نَبِيِّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ أَحْدَثْتُ لِلَّهِ هَذَا التَّوَاضُعَ " .