أنا الْحَكَمُ , أَوْ أَبُو الْحَكَمِ ، شَكَّ نُعَيْمٌ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ , قَالَ : قَالَ عُمَرُ لِكَعْبٍ : وَيْحَكَ يَا كَعْبُ ، حَدِّثْنَا حَدِيثًا مِنْ حَدِيثِ الآخِرَةِ ، قَالَ : نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ رُفِعَ اللَّوْحُ الْمَحْفُوظُ ، وَلَمْ يَبْقَ أَحَدٌ مِنَ الْخَلائِقِ إِلَّا وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَى عَمَلِهِ فِيهِ ، قَالَ : ثُمَّ يُؤْتَى بِالصُّحُفِ الَّتِي فِيهَا أَعْمَالُ الْعِبَادِ ، قَالَ : فَتُنْشَرُ حَوْلَ الْعَرْشِ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا سورة الكهف آية 49 , قَالَ الْأَسَدِيُّ : الصَّغِيرَةُ : مَا دُونَ الشِّرْكُ ، وَالْكَبِيرَةُ : الشِّرْكُ إِلَّا أَحْصَاهَا ، قَالَ كَعْبٌ : ثُمَّ يُدْعَى الْمُؤْمِنُ فَيُعْطَى كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ ، فَيَنْظُرُ فِيهِ فَحَسَنَاتُهُ بَادِيَاتٌ لِلنَّاسِ ، وَهُوَ يَقْرَأُ سَيِّئَاتِهِ , لِكَيْ لَا يَقُولَ : كَانَتْ لِي حَسَنَاتٌ فَلَمْ تُذْكَرْ ، فَأَحَبَّ اللَّهُ أَنْ يُرِيَهُ عَمَلَهُ كُلَّهُ ، حَتَّى إِذَا اسْتَنْقَصَ مَا فِي الْكِتَابِ وَجَدَ فِي آخِرِ ذَلِكَ كُلِّهِ أَنَّهُ مَغْفُورٌ ، وَإِنَّكَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يُقْبِلُ إِلَى أَصْحَابِهِ ، ثُمَّ يَقُولُ : هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ { 19 } إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ { 20 } سورة الحاقة آية 19-20 ، ثُمَّ يُدْعَى الْكَافِرُ فَيُعْطَى كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ ، ثُمَّ يُلَفُّ فَيُجْعَلُ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ ، وَيُلْوَى عُنُقُهُ , فَذَلِكَ قَوْلُهُ : وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ سورة الانشقاق آية 10 ، فَيَنْظُرُ فِي كِتَابِهِ ، فَسَيِّئَاتُهُ بَادِيَاتٌ لِلنَّاسِ ، وَيَنْظُرُ فِي حَسَنَاتِهِ , لِكَيْ لَا يَقُولَ : أَفَأُثَابُ عَلَى السَّيِّئَاتِ ؟ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |