أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَحْمَدَ ، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجَرْمَقَانِيُّ ، وَأَبُو عَلِيٍّ حَسْكَا بْنُ أَبِي مُسْلِمِ بْنِ أَحْمَدَ الْكُورَكِيُّ ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِمْ بِجَرْبَاذَقَانَ ، قَالُوا : أنا أَبُو عُثْمَانَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَلَّةَ الْمُحْتَسِبُ الأَصْبَهَانِيُّ بِجَرْبَاذَقَانَ ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّاجِرُ ، أنا أَبُو الْقَاسِمُ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ اللَّخْمِيُّ ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ رُمَاحِسَ الْقَيْسِيُّ بِرَمَادَةِ رَمْلَةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِئَتَيْنِ . ثنا أَبُو عَمْرٍو زِيَادُ بْنُ طَارِقٍ ، وَكَانَ أَتَتْ عَلَيْهِ عِشْرُونَ وَمِئَةُ سَنَةٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَرْوَلٍ زُهَيْرَ بْنَ صُرْدٍ الْجَشَمِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : لَمَّا أَسَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ يَوْمَ هَوَازِنَ ، وَذَهَبَ يُفَرِّقُ السَّبْيَ وَالشَّاءَ ، أَتَيْتُهُ فَأَنْشَدْتُهُ أَقُولُ هَذَا الشِّعْرَ : امْنُنْ عَلَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ فِي كَرَمٍ فَإِنَّكَ الْمَرْءُ نَرْجُوهُ وَنَنْتَظِرُ امْنُنْ عَلَى بَيْضَةٍ قَدْ عَاقَهَا قَدَرٌ مُشَتَّتٌ شَمْلُهَا فِي دَهْرِهَا غِيَرُ أَبْقَتْ لَنَا الدَّهْرَ هَتَّافًا عَلَى حَزَنٍ عَلَى قُلُوبِهِمُ الْغَمَّاءُ وَالْغُمَرُ إِنْ لَمْ تَدَارَكْهُمُ نُعْمَاءُ تَنْشُرُهَا يَا أَرْجَحَ النَّاسِ حِلْمًا حِينَ يُخْتَبَرُ امْنُنْ عَلَى نِسْوَةٍ قَدْ كُنْتَ تَرْضَعُهَا إِذْ فُوكَ يَمْلَؤُهُ مِنْ مَحْضِهَا الدَّرَرُ إِذْ أَنْتَ طِفْلٌ صَغِيرٌ كُنْتَ تَرْضَعُهَا وَإِذْ يَزِينُكَ مَا تَأْتِي وَمَا تَذَرُ لا تَجْعَلَنَّا كَمَنْ شَالَتْ نُعَامَتُهُ وَاسْتَبْقِ مِنَّا فَإِنَّا مَعْشَرٌ زُهُرُ إِنَّا لَنَشْكُرُ لِلنَّعْمَاءِ إِذْ كُفِرَتْ وَعِنْدَنَا بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ مُدَّخَرُ فَأَلْبِسِ الْعَفْوَ مَنْ قَدْ كُنْتَ تَرْضَعُهُ مِنْ أُمَّهَاتِكَ إِنَّ الْعَفْوَ مُشْتَهَرُ يَا خَيْرَ مَنْ مَرَحَتْ كُمْتُ الْجِيَادِ بِهِ عِنْدَ الْهَيَاجِ إِذَا مَا اسْتَوْقَدَ الشَّرَرُ إِنَّا نُؤَمِّلُ عَفْوًا مِنْكَ تُلْبِسُهُ هَذِي الْبَرِيَّةَ إِذْ تَعْفُو وَتَنْتَصِرُ فَاعْفُ عَفَا اللَّهُ عَمَّا أَنْتَ رَاهِبُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذْ يُهْدَى لَكَ الظَّفَرُ قَالَ : فَلَمَّا سَمِعَ هَذَا الشِّعْرَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا كَانَ لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَهُوَ لَكُمُ " ، وَقَالَتْ قُرَيْشٌ : مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ ، وَقَالَتِ الأَنْصَارُ : مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ . هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي جَرْوَلٍ ، وَيُقَالُ : أَبُو صُرْدٍ زُهَيْرُ بْنُ صُرْدٍ . تَفَرَّدَ بِهِ عَنْهُ أَبُو عَمْرٍو زِيَادِ بْنِ طَارِقٍ الْجُشَمِيُّ . وَقَدْ رَوَاهُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ رُمَاحِسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُشَمِيِّ جَمَاعَةٌ غَيْرُ سُلَيْمَانَ ، مِنْهُمْ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ الْجَعْفَرِيُّ ، وَأَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادِ بْنِ الأَعْرَابِيِّ الْبَصْرِيُّ ، وَأَبُو مَسْعُودٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عِيسَى الْمَقْدِسِيُّ ، وَهُوَ مَعْدُودٌ فِي الأَحَادِيثِ السُّبَاعِيَّاتِ .