باب سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الشام وبعوثه الاوائل وهي غزوة دومة الجندل...


تفسير

رقم الحديث : 898

أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الأَكْفَانِيُّ ، نَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْكَتَّانِيُّ ، نَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، وَأَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هَارُونَ بْنِ الْجُنْدِيِّ , قالا : نَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ أَبِي الْعَقَبِ ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيُّ ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَائِذٍ ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ ، عَنْ أَبِيهِ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : لَبِثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ خُرُوجِهِ مِنَ الطَّائِفِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ ، ثُمَّ أُمِرَ بِغَزْوَةِ تَبُوكَ . وَهِيَ الَّتِي ذَكَرَ اللَّهُ سَاعَةَ الْعُسْرَةِ ، وَذَلِكَ فِي حَرٍّ شَدِيدٍ ، وَقَدْ كَثُرَ النِّفَاقُ وَكَثُرَ أَصْحَابُ الصُّفَّةِ ، وَالصُّفَّةُ بَيْتٌ كَانَ لأَهْلِ الْفَاقَةِ يَجْتَمِعُونَ فِيهِ ، فَتَأْتِيهِمْ صَدَقَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمِينَ ، وَإِذَا حَضَرَ غَزْوٌ عَمَدَ الْمُسْلِمُونَ إِلَيْهِمْ ، فَاحْتَمَلَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ يُشْبِعُهُ . فَجَهَّزُوهُمْ وَغَزَوْا مَعَهُمْ ، وَاحْتُسِبُوا عَلَيْهِمْ . فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمُسْلِمِينَ بِالنَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْحِسْبَةِ ، فَأَنْفَقُوا احْتِسَابًا ، وَأَنْفَقَ رِجَالٌ غَيْرَ مُحْتَسِبِينَ ، وَحَمَلَ رِجَالٌ مِنْ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَبَقِيَ أُنَاسٌ . وَأَفْضَلُ مَا تَصَدَّقَ بِهِ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ تَصَدَّقَ بِمَائَتَيْ أُوقِيَّةٍ ، وَتَصَدَّقَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِمِائَةِ أُوقِيَّةٍ ، وَتَصَدَّقَ عَاصِمٌ الأَنْصَارِيُّ بَتِسْعِينَ وَسْقًا مِنْ تَمْرٍ . وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لا أَرَى عَبْدَ الرَّحْمَنِ إِلا قَدِ اخْتَرَبَ ، مَا تَرَكَ لأَهْلِهِ شَيْئًا . فَسَأَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " هَلْ تَرَكْتَ لأَهْلِكَ شَيْئًا ؟ " قَالَ : نَعَمْ ، أَكْثَرَ مِمَّا أَنْفَقْتُهُ وَأَطْيَبَ ، قَالَ : " كَمْ ؟ " قَالَ : مَا وَعَدَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنَ الرِّزْقِ وَالْخَيْرِ . وَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ ، يُقَالُ لَهُ : أَبُو عَقِيلٍ بِصَاعٍ مِنْ تَمْرٍ فَتَصَدَّقَ . وَعَمَدَ الْمُنَافِقُونَ حِينَ رَأَوُا الصَّدَقَاتِ فَإِذَا كَانَتْ صَدَقَةُ الرَّجُلِ كَثِيرَةً تَغَامَزُوا بِهِ ، وَقَالُوا : مُرَائِي ، وَإِذَا تَصَدَّقَ الرَّجُلُ بِيَسِيرٍ مِنْ طَاقَتِهِ تَمْرٍ ، قَالُوا : هَذَا أَحْوَجُ إِلَى مَا جَاءَ بِهِ . فَلَمَّا جَاءَ أَبُو عَقِيلٍ بِصَاعِهِ مِنْ تَمْرٍ ، قَالَ : بِتُّ لَيْلَتِي أَجُرُّ بَالْجَرِيرِ عَلَى صَاعَيْنِ ، وَاللَّهِ مَا كَانَ عِنْدِي مِنْ شَيْءٍ غَيْرِهِ ، وَهُوَ يَعْتَذِرُ ، هُوَ يَسْتَحِي فَأَتَيْتُ بِأَحَدِهِمَا وَتَرَكْتُ الآخَرَ لأَهْلِي ، فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ : هَذَا أَفْقَرُ إِلَى صَاعِهِ مِنْ غَيْرِهِ ، وَهُمْ فِي ذَلِكَ يَنْتَظِرُونَ يُصِيبُونَ مِنَ الصَّدَقَاتِ غَنِيُّهُمْ وَفَقِيرُهُمْ ، فَلَمَّا أَزِفَ خُرُوجُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرُوا الاسْتِئْذَانَ وَشَكَوْا شِدَّةَ الْحَرِّ ، وَخَافُوا زَعَمُوا الْفِتْنَةَ إِنْ غَزَوْا وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ عَلَى الْكَذِبِ . فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْذَنُ لَهُمْ ، لا يَدْرِي مَا فِي أَنْفُسِهِمْ ، وَبَنَى طَائِفَةٌ مَنْهُمْ مَسْجِدَ النِّفَاقِ يَرْصُدُونَ بِهِ الْفَاسِقَ أَبَا عَامِرٍ ، وَهُوَ عَنْدَ هِرَقْلَ قَدْ لَحِقَ بِهِ ، وَكِنَانَةَ بْنَ عَبْدِ يَالِيلَ ، وَعَلْقَمَةَ بْنَ عُلاثَةَ الْعَامِرِيَّ ، وَسُورَةُ بَرَاءَةٍ تَنْزِلُ فِي ذَلِكَ إِرْسَالا . وَنَزَلَتْ فِيهَا آيةٌ لَيْسَتْ فِيهَا رُخْصَةٌ لِقَاعِدٍ . فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقالا سورة التوبة آية 41 اشْتَكَى الضَّعِيفُ النَّاصِحُ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ ، وَالْمَرِيضُ والْفَقِيرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالُوا : هَذَا أَمْرٌ لا رُخْصَةَ فِيهِ . وَفِي الْمُنَافِقِينَ ذُنُوبٌ مَسْتُورَةٌ لَمْ تَظْهَرْ حَتَّى كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ ، وَتَخَلَّفَ رِجَالٌ غَيْرَ مُسْتَيْقِنِينَ وَلا ذَوِي عَلَّةٍ . وَنَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ بِالتِّبْيَانِ وَالتَفْصِيلِ فِي شَأْنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْظُرُ هُنَا بِمَنِ اتَّبَعَهُ حَتَّى بَلَغَ تَبُوكَ ، فَبَعَثَ مِنْهَا عَلْقَمَةَ بْنَ مُجَزَّزٍ الْمُدْلِجِيَّ إِلَى فِلَسْطِينَ ، وَبَعَثَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى دَوْمَةِ الْجَنْدَلِ ، فَقَالَ : أَسْرِعْ لَعَلَّكَ أَنْ تَجِدَهُ خَارِجَا يَتَقَنَّصُ فَتَأْخُذَهُ ، فَوَجَدَهُ فَأَخَذَهُ ، وَأَرْجَفَ الْمُنَافِقُونَ فِي الْمَدِينَةِ بِكُلِّ خَبَرِ سَوْءٍ ، فَإِذَا بَلَغَهُمْ أَنَّ الْمُسْلِمِينَ أَصَابَهُمْ جُهْدٌ وَبَلاءٌ تَبَاشَرُوا بِهِ وفَرِحُوا ، وَقَالُوا : قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ ذَلِكَ وَنَحْذَرُ مِنْهُ ، وَإِذَا أُخْبِرُوا بِسَلامَةٍ مِنْهُمْ وَخَيْرٍ أَصَابُوهُ حَزِنُوا . وَعَرَفَ ذَلِكَ مِنْهُمْ كُلُّ عَدُوٍّ لَهُمْ بِالْمَدِينَةِ ، فَلَمْ يَبْقَ أَحَدٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ أَعْرَابِيٌّ وَلا غَيْرُهُ إِلا اسْتَخَفَّ بِعَمَلٍ خَبِيثٍ وَمَنْزِلَةٍ خَبِيثَةٍ وَاسْتَعْلَنَ ، وَلَمْ يَبْقَ ذُو عِلَّةِ إِلا هُوَ يَنْتَظِرُ الْفَرَجَ فِيمَا يُنَزِّلُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ . وَلَمْ تَزَلْ سُورَةُ بَرَاءَةٍ تَنْزِلُ حَتَّى ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ الظُّنُونَ ، وَأَشْفَقُوا أَنْ لا تُفْلِتَ مِنْهُمْ كَبِيرَ أَحَدٍ أَذْنَبَ فِي شَأْنِ التَّوْبَةِ قَطُّ ذَنْبًا إِلا أُنْزِلَ فِيهِ أَمْرُ بَلاءٍ ، حَتَّى انْقَضَتْ وَقَدْ وَقَعَ كُلُّ عَامِلٍ تِبْيَانَ مَنْزِلِهِ مِنَ الْهُدَى وَالضَّلالَةِ .

الرواه :

الأسم الرتبة
ابْنِ عَبَّاسٍ

صحابي

عِكْرِمَةَ

ثقة

عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ

صدوق حسن الحديث

عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ

ضعيف الحديث

مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ

ثقة

مُحَمَّدُ بْنُ عَائِذٍ

ثقة

أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيُّ

صدوق حسن الحديث

أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ أَبِي الْعَقَبِ

ثقة مأمون حافظ مشهور

وَأَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هَارُونَ بْنِ الْجُنْدِيِّ

ثقة مأمون

أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي نَصْرٍ

ثقة مأمون

أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْكَتَّانِيُّ

ثقة مأمون

أَبُو مُحَمَّدٍ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الأَكْفَانِيُّ

ثقة حافظ

Whoops, looks like something went wrong.