أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ ، أنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْمُسْلِمَةِ ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ الْحَمَّامِيُّ ، أنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الصَّوَّافِ ، نَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنِ عَلِيٍّ الْقَطَّانُ ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عِيسَى الْعَطَّارُ ، حَدَّثَنِي أَبُو حُذَيْفَةَ إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ الْقُرَشِيُّ ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ : إِنَّ أَبَا بَكْرٍ لَمَّا حَدَّثَ نَفْسَهُ بِأَنْ يَغْزُوَ الرُّومَ فَلَمْ يُطْلِعْ عَلَيْهِ أَحَدًا إِذْ جَاءَهُ شُرَحْبِيلُ بْنُ حَسَنَةَ ، فَجَلَسَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ ، أَتُحَدِّثُ نَفْسَكَ أَنَّكَ تَبْعَثُ إِلَى الشَّامِ جُنْدًا ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، قَدْ حَدَّثْتُ نَفْسِي بِذَلِكَ ، وَمَا أَطْلَعْتُ عَلَيْهِ أَحَدًا ، وَمَا سَأَلْتَنِي عَنْهُ إِلا لِشَيْءٍ ، قَالَ : أَجَلْ إِنِّي رَأَيْتُ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ ، كَأَنَّكَ تَمْشِي فِي النَّاسِ فَوْقَ حُرْشُفَةٍ مِنَ الْجَبَلِ ، ثُمَّ أَقْبَلْتَ تَمْشِي حَتَّى صَعِدْتَ قَنَّةً مِنَ الْقِنَانِ الْعَالِيَةِ ، فَأَشْرَفْتَ عَلَى النَّاسِ وَمَعَكَ أَصْحَابُكَ ، ثُمَّ إِنَّكَ هَبَطْتَ مِنْ تِلْكَ الْقِنَانِ إِلَى أَرْضٍ سَهْلَةٍ دَمِثَةٍ ، فِيهَا الزَّرْعُ وَالْقُرَى والْحُصُونُ ، فَقُلْتُ لِلْمُسْلِمِينَ : شُنُّوا الْغَارَةَ عَلَى أَعْدَاءِ اللَّهِ ، وَأَنَا ضَامِنٌ لَكُمْ بِالْفَتْحِ وَالْغَنِيمَةِ ، فَشَدَّ الْمُسْلِمُونَ وَأَنَا فِيهِمْ مَعِي رَايَةً ، فَتَوَجَّهْتُ بِهَا إِلَى أَهْلِ قَرْيَةٍ فَسَأَلُونِي الأَمَانَ فَأَمَّنْتُهُمْ ، ثُمَّ جِئْتُ فَأَجِدُكَ قَدِ انْتَهَيْتَ إِلَى حِصْنٍ عَظِيمٍ فَفَتَحَ اللَّهُ لَكَ ، وَأَلْقَوْا إِلَيْكَ السَّلَمَ . وَوَضَعَ اللَّهُ لَكَ مَجْلِسًا فَجَلَسْتَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ قِيلَ لَكَ : يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيْكَ وَتُنْصَرُ ، فَاشْكُرْ رَبَّكَ وَاعْمَلْ بِطَاعَتِهِ ، ثُمَّ قَرَأَ : إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ { 1 } وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا { 2 } فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا سورة النصر آية 1-3 ثُمَّ انْتَبَهْتُ . فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ : نَامَتْ عَيْنَاكَ . خَيْرًا رَأَيْتَ ، وَخَيْرًا يَكُونُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ قَالَ : بَشَّرْتَ بِالْفَتْحِ وَنَعَيْتَ إِليَّ نَفْسِي ، ثُمَّ دَمِعَتْ عَيْنَا أَبِي بَكْرٍ ، ثُمَّ قَالَ : أَمَّا الْحُرْشُفَةُ الَّتِي رَأَيْتَنَا نَمْشِي عَلَيْهَا حَتَّى صَعِدْنَا إِلَى الْقَنَّةِ الْعَالِيَةِ فَأَشْرَفْنَا عَلَى النَّاسِ ، فَإِنَّا نُكَابِدُ مِنْ أَمْرِ هَذَا الْجُنْدِ وَالْعَدُوِّ مَشَقَةً وَيُكَابِدُونَهُ ، ثُمَّ نَعْلُوا بَعْدُ وَيَعْلُو أَمْرُنَا ، وَأَمَّا نُزُولُنَا مِنَ الْقَنَّةِ الْعَالِيَةِ إِلَى الأَرْضِ السَّهْلَةِ الدَّمِثَةِ وَالزَّرْعِ وَالْعُيُونِ والْقُرَى وَالْحُصُونِ ، فَإِنَّا نَنْزِلُ إِلَى أَمْرٍ أَسْهَلَ مِمَّا كُنَّا فِيهِ مِنَ الْخَصْبِ وَالمَعَاشِ ، وَأَمَّا قَوْلِي لِلْمُسْلِمِينَ : شُنُّوا عَلَى أَعْدَاءِ اللَّهِ الْغَارَةَ ، فَإِنِّي ضَامِنٌ لَكُمُ الْفَتْحَ وَالْغَنِيمَةَ ، فَإِنَّ ذَلِكَ دُنُوُّ الْمُسْلِمِينَ إِلَى بِلادِ الْمُشْرِكِينَ ، وَتَرْغِيبِي إِيَّاهُمْ عَلَى الْجِهَادِ وَالأَجْرِ وَالْغَنِيمَةِ الَّتِي تُقْسَمُ لَهُمْ وَقَبُولِهِمْ . وَأَمَّا الرَّايَةُ الَّتِي كَانَتْ مَعَكَ فَتَوَجَّهْتَ بِهَا إِلَى قَرْيَةٍ مِنْ قُرَاهُمْ وَدَخَلْتَهَا وَاسْتَأْمَنُوا فَأَمَّنْتَهُمْ ، فَإِنَّكَ تَكُونُ أَحَدَ أُمَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ ، وَيَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْكَ . وَأَمَّا الْحِصْنُ الَّذِي فَتَحَ اللَّهُ لِي فَهُوَ ذَلِكَ الْوَجْهُ الَّذِي يَفْتَحُ اللَّهُ لِي . وَأَمَّا الْعَرْشُ الَّذِي رَأَيْتَنِي عَلَيْهِ جَالِسًا ، فَإِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُنِي وَيَضَعُ الْمُشْرِكِينَ . وَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِيُوسُفَ : وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ سورة يوسف آية 100 ، وَأَمَّا الَّذِي أَمَرَنِي بِطَاعَةِ اللَّهِ وَقَرَأَ عَلِيَّ السُّورَةَ فَإِنَّهُ نَعَى إِلَيَّ نَفْسِي ، وَذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَى اللَّهُ إِلَيْهِ نَفْسَهُ حِينَ نَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ ، وَعَلِمَ أَنَّ نَفْسَهُ قَدْ نُعِيَتْ إِلَيْهِ . ثُمَّ سَالتَا عَيْنَاهُ ، فَقَالَ : لآمُرَنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلأَنْهَيَنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ وَلأَجْهَدَنَّ فِيمَنْ نَزَلَ أَمْرَ اللَّهِ ، وَلأُجَهِّزَنَّ الْجُنُودَ إِلَى الْعَادِلِينَ بِاللَّهِ فِي مَشَارِقِ الأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا حَتَّى يَقُولُوا : اللَّهُ أَحَدٌ أحد لا شَرِيكَ لَهُ ، أَوْ يُؤَدُّوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ . هَذَا أَمْرُ اللَّهِ وَسُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِذَا تَوَفَّانِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لا يَجِدُنِي اللَّهُ عَاجِزًا وَلا وَانِيًا ، وَلا فِي ثَوَابِ الْمُجَاهِدِينَ زَاهِدًا . فَعِنْدَ ذَلِكَ أَمَّرَ الأُمَرَاءَ ، وَبَعَثَ إِلَى الشَّامِ الْبُعُوثَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبَا بَكْرٍ | أبو بكر الصديق / توفي في :13 | صحابي |
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ | ابن إسحاق القرشي / توفي في :150 | صدوق مدلس |
أَبُو حُذَيْفَةَ إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ الْقُرَشِيُّ | إسحاق بن بشر البخاري | متهم بالكذب |
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عِيسَى الْعَطَّارُ | إسماعيل بن عيسى السلمي | ثقة |
أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنِ عَلِيٍّ الْقَطَّانُ | الحسن بن علويه القطان | ثقة |
أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الصَّوَّافِ | محمد بن أحمد البزار / توفي في :417 | ثقة |
أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ الْحَمَّامِيُّ | علي بن أحمد المقرئ / ولد في :328 / توفي في :417 | ثقة |
أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْمُسْلِمَةِ | محمد بن محمد الهاشمي / ولد في :387 / توفي في :479 | ثقة |
أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ | إسماعيل بن أحمد السمرقندي | ثقة |