باب ما روي من توقع المشركين لظهور دولة المسلمين


تفسير

رقم الحديث : 966

أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم بْن السَّمَرْقَنْدِيّ ، أنا أَبُو عَلِيّ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الْمُسْلِمَةِ ، أنا أَبُو الْحَسَن بْن الحمامي ، أنا أَبُو عَلِيّ بْن الصواف ، أنا الْحَسَن بْن عَلِيّ الْقَطَّان ، نَا إِسْمَاعِيل بْن عِيسَى الْعَطَّار ، نَا إِسْحَاق بْن بشر ، قَالَ : قَالَ ابْن إِسْحَاق : إن عَمْرو بْن العاص كتب إِلَى أَبِي بَكْر بعد قتل خَالِد بْن سَعِيد بْن العاص يستمده ، فكتب أَبُو بَكْر إِلَى خَالِد بْن الْوَلِيد وهو بالحيرة يأمره أن يمد أهل الشام بمن معه من أهل القوة ويخرج فيهم ويستعمل عَلَى ضعفة أصحابه رجلا منهم ، فلما أتى خَالِد بْن الْوَلِيد كتاب أَبِي بَكْر ، قَالَ : هذا عمل الأعيسر ابْن عم سملة ، كره أن يكون فتح العراق عَلَى يدي . فاستعمل عَلَى الضعفاء عمير بْن سعد ، واستخلف عَلَى من أسلم من العراق المثنى بْن حارثة الشيباني ، وعلى الحيرة والقرياب وخراجها ، ثم سار حتى نزل عَلَى عين التمر وأغار عَلَى أهلها ، ورابط حصونها ، وفيها مقاتلة كانت لكسرى وضعهم فيها حتى استنزلهم فضرب أعناقهم . وسبى من عين التمر بشرا كثيرا ، فبعث بهم إِلَى أَبِي بَكْر ، وذلك أول سبي قدم المدينة من ذَلِكَ السبي أَبُو عمرة أَبُو عَبْد اللَّه بْن أَبِي عمرة ، وعبيد مولى المعلى ، وأبو عبيد اللَّه مولى بني زهرة ، وخير مولى أَبِي داود ، ويسار مولى قيس بْن مخرمة. قَالَ : ونا أَبُو حُذَيْفَة ، نَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق ، قَالَ : وكان فيهم عمير بْن زيتون الذي ببيت المقدس ، ويسار مولى أَبِي بْن كعب وهو أَبُو الْحَسَن بْن أَبِي الْحَسَن البصري ، وأفلح مولى أَبِي أيوب الأنصاري ، ووجدوا فِي كنيسة اليهود صبيانا يتعلمون الكتابة فِي قرية من قرى عين التمر يقال لها : نقيرة ، وكان فيهم حمران بْن أبان مولى عثمان ، وقتل هلال بْن عطية بْن بشر النمري وصلبه .وسار ثم فوز من قراقر ، وهو ماء لكلب إِلَى سوى وهو ماء لبهراء بينهما خمس ليال ، فلم يهتد إِلَى الطريق فطلب دليلا ، فدل عَلَى رافع بْن عميرة الطائي ، فأتاه رافع فاستدل عَلَى الطريق ، فَقَالَ : أنشدك اللَّه فِي نفسك وجيشك ، فإنها مفازة خمس ليال ليس فيها ماء مع مضلتها ، وإن الراكب المنفرد يسلكها فيخاف عَلَى نفسه المهلكة ، وما يسلكها إلا مغرور . وما علمت أحدا أخذ فيها بثقل ، فَقَالَ خَالِد : إنه لا بد منه ، وقد كتب إلي الأمير بعزمه ، فأحضرنا رأيك ونصيحتك ومرنا بأمرك ، قَالَ رافع : فابغني من الإبل عشرين سمان عظام ، فأتي بهن وظمأهن حتى جهدن ، فأوردها الماء فشربن حتى تملأن ، ثم أمر بمشافرها فقطعن ثم كعمهن كيلا يجتررن ثم حل أذنابهن ، ثم قَالَ لخَالِد : تزود واحمل من أطاق أن يصر عَلَى أذن ناقته ماء فليفعل فإنها المهالك . ففعل وساروا فسار معهم ، وسار خَالِد معه بالخيول والأثقال فكلما سار يوما وليلة اقتطع منهن أربعة فأطعم لحمانها وسقى ما فِي أكراشها الخيل ، وشرب الناس ما كانوا حملوا . وبقي منزل واحد ونفدت الإبل ، وخشي خَالِد عَلَى أصحابه فِي آخر يوم ، فأرسل خَالِد إِلَى رافع أن الإبل قد نفدت فما ترى ؟ قَالَ : قد انتهيت إِلَى الري فلا بأس عليك . اطلبوا شجرة مثل قعدة الرجل فعندها الماء ، ورافع يومئذ رمد . فطلبوها فلم يصيبوها فرجعوا إِلَى رافع ، فقالوا : لم نصبها ، فَقَالَ : إنا لله وإنا إليه راجعون ، هلكتم وهلكت ، لا أبا لكم ، اطلبوها فطلبوها فأصابوها ، قد قطعت الشجرة وقد بقي منها بقية . فكبر وكبر الناس ، فَقَالَ : احتفروا فاحتفروا عينا عذبة مروية فترووا وسقوا وحملوا ، فَقَالَ رافع : إن هذه المفازة ما سلكتها قط إلا مرة واحدة مع أَبِي وأنا غلام . قَالَ ابْن إِسْحَاق : وبلغني أن خَالِدا لما نفذت الإبل خاف العطش ، قَالَ لرافع بْن عميرة وهو أرمد : ويحك ما عندك ؟ قَالَ : أدركت الري إن شاء اللَّه ، انظر هل ترى علمين كأنهما ندبان ؟ قَالَ : نعم ، فلما دنا من العلمين قَالَ : انظروا هل ترون شجرة من عوسج كقعدة الرجل ؟ قالوا : لا والله ، قَالَ : إنا لله وإنا إليه راجعون عَلَى مثل حديث الأول . فَقَالَ شاعر من المسلمين : لله عينا رافع أنى اهتدى فوز من قراقر إِلَى سوى خمسا إذا ما سارها الجبس بكى ما سارها من قبله أنس أرى ثم إن خَالِد بْن الْوَلِيد أغار عَلَى أهل سوى ، وهو ماء بهراء قبل الصبح ، وهم يشربون شرابا لهم فِي جفنة قد اجتمعوا عليها . ومغنيهم يقول : ألا عللاني قبل جيش أَبِي بَكْر لعل منايانا قريب وما ندري فزعموا أن ذَلِكَ الرجل المغني قتل تحت الغارة فسال دمه فِي الجفنة .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَبُو بَكْر

صحابي

ابْن إِسْحَاق

صدوق مدلس

إِسْحَاق بْن بشر

متهم بالكذب

إِسْمَاعِيل بْن عِيسَى الْعَطَّار

ثقة

الْحَسَن بْن عَلِيّ الْقَطَّان

صدوق حسن الحديث

أَبُو عَلِيّ بْن الصواف

ثقة

أَبُو الْحَسَن بْن الحمامي

ثقة

أَبُو عَلِيّ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الْمُسْلِمَةِ

ثقة

أَبُو الْقَاسِم بْن السَّمَرْقَنْدِيّ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.