باب كيف كان امر دمشق في الفتح وما امضاه المسلمون لاهلها من الصلح


تفسير

رقم الحديث : 1029

قَرَأْتُ عَلَى قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ الْخَضِرِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عِبْدَانَ ، عَنِ الْقَاضِي أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ ، أنا أَبُو الْمُعَمَّرِ الْمُسَدَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأُمْلُوكِيُّ ، أَنْبَأَ أَبِي ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ سَعِيدٍ الْقَاضِي ، نَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، نَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ , عَنْ عُفَيْرٍ ، عَنْ عَمِّهِ زُرْعَةَ بْنِ السَّقْرِ ، عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ ثَابِتِ ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : تَوَلَّى أَبُو عُبَيْدَةَ حِصَارَ دِمَشْقَ ، وَوَلِى خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْقِتَالَ عَلَى الْبَابِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ ، وَهُوَ الْبَابُ الشَّرْقِيُّ ، فَحَصَرَ دِمَشْقَ بَعْدَ مَوْتِ أَبِي بَكْرٍ حَوْلا كَامِلا وَأَيَّامًا ، ثُمَّ إِنَّهُ لَمَّا طَالَ عَلَى صَاحِبِ دِمَشْقَ انْتِظَارَ مَدَدِ هِرَقْلَ وَرَأَى الْمُسْلِمِينَ لا يَزْدَادُونَ إِلا كَثْرَةً وَقُوَّةً ، وَإِنَّهُمْ لا يُفَارِقُونَهُ ، أَقْبَلَ يَبْعَثُ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ يَسْأَلُهُ الصُّلْحَ . وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ أَحَّبَ إِلَى الرُّومِ وَسُكَّانِ الشَّامِ مِنْ خَالِدٍ ، وَكَانَ يَكُونُ الْكِتَابُ مِنْهُ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ . فَكَانَتْ رُسُلُ صَاحِبِ دِمَشْقَ إِنَّمَا تَأْتِي أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ ، وَخَالِدٌ يَلِجُ عَلَى أَهْلِ الْبَابِ الَّذِي يَلِيهِ ، فَأَرْسَلَ صَاحِبُ الرَّحَا إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ فَصَالَحَهُ ، وَفَتَحَ لَهُ بَابَ الْجَابِيَةِ . وَأَلَحَّ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ عَلَى الْبَابِ الشَّرْقِيِّ فَفَتَحَهُ عَنْوَةً ، فَقَالَ خَالِدٌ لأَبِي عُبَيْدَةَ : اسْبِهِمْ فَإِنِّي قَدْ فَتَحْتُهَا عَنْوَةً ، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ : إِنِّي قَدْ أَمَّنْتُهُمْ ، قَالَ أَبُو مِخْنَفٍ : فَتَمَّمَ أَبُو عُبَيْدَةَ الصُّلْحَ ، وَكَتَبَ لَهُمْ كِتَابًا ، وَهَذَا كِتَابُهُ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، هَذَا كِتَابٌ لأَبِي عُبْيَدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ مِمَّنْ أَقَامَ بِدِمَشْقَ وَأَرْضِهَا وَأَرْضِ الشَّامِ مِنَ الأَعَاجِمِ . إِنَّكَ حِينَ قَدِمْتَ بِلادَنَا سَأَلْنَاكَ الأَمَانَ عَلَى أَنْفُسِنَا وَأَهْلِ مِلَّتِنَا ، إِنَّا شَرَطْنَا لَكَ عَلَى أَنْفُسِنَا أَنْ لا نُحْدِثَ فِي مَدِينَةِ دِمَشْقَ وَلا فِيمَا حَوْلَهَا كَنِيسَةً ، وَلا دَيْرًا ، وَلا قِلايَةً وَلا صَوْمَعَةَ رَاهِبٍ ، وَلا نُجَدِّدَ مَا خَرِبَ مِنْ كَنَائِسِنَا ، وَلا شَيْئًا مِنْهَا مَا كَانَ فِي خُطَطِ الْمُسْلِمِينَ ، وَلا نَمْنَعَ كَنَائِسَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَنْزِلُوهَا فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، وَأَنْ نُوَسِّعَ أَبْوَابَهَا لِلْمَارَّةِ وَابْنِ السَّبِيلِ ، وَلا نُئْوِيَ فِيهَا وَلا فِي مَنَازِلِنَا جَاسُوسًا ، وَلا نَكْتُمَ عَلَى مَنْ غَشَّ الْمُسْلِمِينَ وَعَلَى أَنْ لا نَضْرِبَ بِنَوَاقِيسِنَا إِلا ضَرْبًا خَفِيًّا فِي جَوْفِ كَنَائِسِنَا ، وَلا نُظْهِرَ الصَّلِيبَ عَلَيْهَا ، وَلا نَرْفَعَ أَصْوَاتَنَا فِي صَلَوَاتِنَا وَقِرَاءَتِنَا فِي كَنَائِسِنَا ، وَلا نُخْرِجَ صَلِيبِنَا وَلا كِتَابنا فِي طُرُقِ الْمُسْلِمِينَ ، وَلا نُخْرِجَ بَاعُوثا وَلا شَعَانِينَ ، وَلا نَرْفَعَ أَصْوَاتَنَا مَعَ مَوْتَانَا ، وَلا نُظْهِرَ النِّيرَانَ مَعَهُمْ فِي أَسْوَاقِ الْمُسْلِمِينَ ، وَلا نُجَاوِرَهُمْ بِالْخَنَازِيرِ ، وَلا نَبِيعَ الْخُمُورَ ، وَلا نُظْهِرَ شِرْكًا فِي نَادِي الْمُسْلِمِينَ ، وَلا نُرَغِّبَ مُسْلِمًا فِي دِينِنَا ، وَلا نَدْعُوا إِلَيْهِ أَحَدًا ، وَعَلَى أَنْ لا نَتَّخِذَ شَيْئًا مِنَ الرَّقِيقِ الَّذِينَ جَرَتْ عَلَيْهِمْ سِهَامُ الْمُسْلِمِينَ ، وَلا نَمْنَعَ أَحَدًا مِنْ قَرَابَتِنَا إِنْ أَرَادُوا الدُّخُولَ فِي الإِسْلامِ ، وَأَنْ نَلْزَمَ دِينَنَا حَيْثُ مَا كُنَّا ، وَلا نَتَشَبَّهُ بِالْمُسْلِمِينَ فِي لُبْسِ قُلُنْسُوَةٍ ، وَلا عِمَامَةٍ ، وَلا نَعْلَيْنِ ، وَلا فَرْقِ شَعْرٍ ، وَلا فِي مَرَاكِبِهِمْ ، وَلا نَتَكَلَّمَ بِكَلامِهِمْ ، وَلا نَتَسِمَّى بِأَسْمَائِهِمْ ، وَأَنْ نَجِزَّ مَقَادِمَ رُءُوسِنَا ، وَنَفْرِقَ نَوَاصِينَا ، وَنَشُدَّ الزَّنَانِيرَ عَلَى أَوْسَاطِنَا ، وَلا نَنْقُشُ فِي خَوَاتِيمِنَا بِالْعَرَبِيَّةِ ، وَلا نَرْكَبَ السُّرُوجَ ، وَلا نَتَّخِذَ شَيْئًا مِنَ السِّلاحِ ، وَلا نَجْعَلَهُ فِي بُيُوتِنَا ، وَلا نَتَقَلَّدَ السُّيُوفَ ، وَأَنْ نُوَقِّرَ الْمُسْلِمِينَ فِي مَجَالِسِهِمْ ، وَنُرْشِدَهُمُ الطَّرِيقَ ، وَنَقُومَ لَهُمْ مِنَ الْمَجَالِسِ إِذَا أَرَادُوا الْمَجَالِسَ ، وَلا نَطَّلِعَ عَلَيْهِمْ فِي مَنَازِلِهِمْ ، وَلا نُعَلِّمَ أَوْلادَنَا الْقُرْآنَ ، وَلا نُشَارِكَ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلا أَنْ يَكُونَ لِلْمُسْلِمِ أَمْرُ التِّجَارَةِ ، وَأَنْ نُضِيفَ كُلُّ مُسْلِمٍ عَابِرِ سَبِيلٍ مِنْ أَوْسَطِ مَا نَجِدُ ، وَنُطْعِمَهُ فِيهَا ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ، وَعَلَى أَنْ لا نَشْتُمَ مُسْلِمًا ، وَمَنْ ضَرَبَ مُسْلِمًا فَقَدْ خَلَعَ عَهْدَهُ . ضَمِنَّا ذَلِكَ لَكَ عَلَى أَنْفُسِنَا وذَرَارِينَا وَأَرْوَاحِنَا وَمَسَاكِنِنَا ، وَإِنْ نَحْنُ غَيَّرْنَا أَوْ خَالَفْنَا عَمَّا اشْتَرَطْنَا لَكَ عَلَى أَنْفُسِنَا وَقَبِلْنَا الأَمَانَ عَلَيْهِ ، فَلا ذِمَّةَ لَنَا وَقَدْ حَلَّ لَكَ مِنَّا مَا حَلَّ مِنْ أَهْلِ الْمُعَانَدَةِ وَالشِّقَاقِ . عَلَى ذَلِكَ أُعْطِينَا الأَمَانَ لأَنْفُسِنَا وَأَهْلِ مِلَّتِنَا ، وَأَقَرُّونَا فِي بِلادِكُمُ الَّتِي أَوْرَثَكُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهَا ، شَهِدَ اللَّهُ عَلَى مَا شَرَطْنَا لَكُمْ عَلَى أَنْفُسِنَا وَكَفَى بِهِ شَهِيدًا .

الرواه :

الأسم الرتبة
عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ

ثقة

مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ ثَابِتِ

مقبول

أَبِي مِخْنَفٍ

كذاب

أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ

مجهول الحال

عَبْدُ السَّلامِ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ الزُّبَيْرِ

مجهول الحال

أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ سَعِيدٍ الْقَاضِي

ثقة

أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ

مجهول الحال

أَبِي الْقَاسِمِ الْخَضِرِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عِبْدَانَ

صدوق حسن الحديث

Whoops, looks like something went wrong.