أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْفُرَاوِيُّ ، أنا أَبُو عُثْمَانَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الصَّابُونِيُّ ، قَال : وَحَدَّثَنَا الأُسْتَاذُ أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حمشَادَ ، إِمْلاءً ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ، نا قُرَادٌ أَبُو نُوحٍ ، أنا يُونُسَ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُوسَى ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَال : خَرَجَ أَبُو طَالِبٍ إِلَى الشَّامِ ، وَخَرَجَ مَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَشْيَاخٍ مِنْ قُرَيْشٍ ، فَلَمَّا أَشْرَفُوا عَلَى الرَّاهِبِ ، هَبَطُوا وَحَلُّوا رِحَالَهُمْ فَخَرَجَ إِلَيْهِمُ الرَّاهِبُ ، وَكَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ يَمُرُّونَ وَلا يَخْرُجُ إِلَيْهِمْ وَلا يَلْتَفِتُ ، قَالَ : فَهُمْ يَحِلُّونَ رِحَالَهُمْ ، فَجَعَلَ يَتَخَلَّلُهُمْ حَتَّى جَاءَ فَأَخَذَ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : هَذَا سَيِّدُ الْعَالَمِينَ ، هَذَا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، هَذَا يَبْعَثُهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ، فَقَالَ لَهُ أَشْيَاخٌ مِنْ قُرَيْشٍ : وَمَا عِلْمُكَ ؟ قَالَ : إِنَّكُمْ حِينَ أَشْرَفْتُمْ مِنَ الْعَقَبَةِ لَمْ يَبْقَ شَجَرٌ ، وَلا حَجَرٌ إِلا خَرَّ سَاجِدًا ، وَلا يَسْجُدُونَ إِلا لَنِبِيٍّ ، وَإِنِّي لأَعْرِفُ خَاتَمَ النُّبُوَّةِ أَسْفَلَ مِنْ غُضْرُوفِ كَتِفِهِ مِثْلَ التُّفَّاحَةِ ، فَصَنَعَ لَهُمْ طَعَامًا ، فَلَمَّا أَتَاهُمْ بِهِ وَهُوَ فِي رِعْيَةِ الإِبِلِ ، فَقَالَ : أَرْسِلُوا إِلَيْهِ ، فَأَقْبَلَ وَعَلَيْهِ غَمَامَةٌ تُظِلُّهُ ، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْقَوْمِ وَجَدَهُمْ سَبَقُوا إِلَى فَيْءِ الشَّجَرَةِ ، فَلَمَّا جَلَسَ مَالَ فَيْءُ الشَّجَرَةِ عَلَيْهِ . فَقَالَ : انْظُرُوا إِلَى فَيْءِ الشَّجَرَةِ مَالَ عَلَيْهِ . قَالَ : فَبَيْنَا هُوَ قَائِمٌ وَهُوَ يُنَاشِدُهُمْ أَنْ لا يَذْهَبُوا بِهِ إِلَى الرُّومِ ، فَإِنَّ الرُّومَ إِنْ رَأَوْهُ عَرَفُوهُ بِالصِّفَةِ فَقَتَلُوهُ ، فَالْتَفَتَ فَإِذَا هُوَ بِسَبْعَةِ نَفَرٍ قَدْ أَقْبَلُوا مِنَ الرُّومِ فَاسْتَقْبَلَهُمْ ، فَقَالَ : مَا جَاءَ بِكُمْ ؟ قَالُوا : جِئْنَا إِنَّ هَذَا النَّبِيَّ خَارِجٌ فِي هَذَا الشَّهْرِ ، فَلَمْ يَبْقَ طَرِيقٌ إِلا وَبعثَ إِلَيْهِ نَاسٌ ، وَإِنَّا أخْبرنَا خبرهُ بعثنَا إِلَى طَرِيقِكَ . قَالَ : هَلْ خَلَّفْتُمْ خَلْفَكُمْ أَحَدًا هُوَ خَيْرٌ مِنْكُمْ ؟ قَالُوا : لا إِنَّمَا أخْبرنَا خبرهُ بِطَرِيقِكَ . قَال : أَفَرَأَيْتُمْ إِنْ أَرَادَ اللَّهُ أَمْرًا أَنْ يُمْضِيَهُ هَلْ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَرُدَّهُ ؟ قَالُوا : لا ، قَالَ : فَبَايَعُوهُ وَأَقَامُوا مَعَهُ ، قَالَ : فَأَتَاهُمْ ، فَقَالَ : أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ أَيُّكُمْ وَلِيُّهُ ؟ قَالُوا : أَبُو طَالِبٍ ، فَلَمْ يَزَلْ يُنَاشِدُهُ حَتَّى رَدَّهُ وَبَعَثَ مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ بِلالا ، وَزَوَّدَهُ الرَّاهِبُ مِنَ الْكَعْكِ وَالزَّيْتِ . قَالَ الأُسْتَاذُ أَبُو مَنْصُورٍ : قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ : قَالَ الْعَبَّاسُ : لَيْسَ فِي الدُّنْيَا مَخْلُوقٌ يُحَدِّثُ بِهِ غَيْرُ قُرَادٍ أَبِي نُوحٍ . وَسَمِعَ هَذَا الْحَدِيثَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، مِنْ قُرَادٍ . وَقالا : وَإِنَّمَا سَمِعْنَاهُ مِنْ قُرَادٍ ، لأَنَّهُ مِنَ الْغَرَائِبِ وَالأَفْرَادِ الَّتِي نَقِرُّ بِرِوَايَتِهَا عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ ابْنِ أَبِي مُوسَى ، عَنْ أَبِيهِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبِي مُوسَى | عبد الله بن قيس الأشعري / توفي في :50 | صحابي |
أَبِي بَكْرِ بْنِ مُوسَى | أبو بكر بن أبي موسى الأشعري / توفي في :106 | ثقة |
يُونُسَ | يونس بن أبي إسحاق السبيعي / توفي في :152 | صدوق حسن الحديث |
قُرَادٌ أَبُو نُوحٍ | عبد الرحمن بن غزوان الضبي / توفي في :207 | ثقة له أفراد |
الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ | العباس بن محمد الدوري / ولد في :173 / توفي في :271 | ثقة حافظ |
أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ | محمد بن يعقوب الأموي / ولد في :247 / توفي في :346 | ثقة حافظ |
أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حمشَادَ | محمد بن عبد الله بن حمشاذ / ولد في :316 / توفي في :388 | ثقة |
أَبُو عُثْمَانَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الصَّابُونِيُّ | إسماعيل بن عبد الرحمن النيسابوري | ثقة حافظ |
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْفُرَاوِيُّ | محمد بن الفضل الفراوي / ولد في :440 / توفي في :530 | ثقة |