أَنْبَأَنَا أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَيَانٍ الرَّزَّازُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ الأَنْمَاطِيُّ ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ خَيْرُونَ . أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ بِشْرَانَ ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الصَّوَّافِ ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، أَنْبَأَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ ، أَنْبَأَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ شَرِيكٍ ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَرِيكٍ ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : كَانَ بِمَرِّ الظَّهْرَانِ رَاهِبٌ مِنَ الرُّهْبَانِ يُدْعَى عِيضَا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ ، وَكَانَ مُتَحَفِّرًا بِالْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ ، وَكَانَ اللَّهُ تَعَالَى قَدْ أَتَاهُ عِلْمًا كَثِيرًا ، وَجَعَلَ فِيهِ مَنَافِعَ كَثِيرًا لأَهْلِ مَكَّةَ مِنْ طِبٍّ ، وَرِفْقٍ ، وَعِلْمٍ . وَكَانَ يَلْزَمُ صَوْمَعَةً لَهُ ، وَيَدْخُلُ مَكَّةَ فِي كُلِّ سَنَةٍ ، فَيَلْقَى النَّاسَ ، وَيَقُولُ : إِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ يُولَدَ فِيكُمْ مَوْلُودٌ يَأَهْلَ مَكَّةَ يَدِينُ لَهُ الْعَرَبُ وَيَمْلِكُ الْعَجَمَ ، هَذَا زَمَانُهُ ، وَمَنْ أَدْرَكَهُ وَتَبِعَهُ أَصَابَ خَيْرًا كَثِيرًا ، أَوْ قَالَ : أَصَابَ حَاجَتَهُ ، وَمَنْ أَدْرَكَهُ وَخَالَفَهُ فَقَدْ أَخْطَأَ حَاجَتَهُ ، وَتَاللَّهِ مَا نَزَلْتُ أَرْضَ الْخَمِيرِ وَالأَمْنِ ، وَلا حَلَلْتُ أَرْضَ الْبُؤْسِ وَالْجُوعِ وَالْخَوْفِ إِلا فِي طَلَبِهِ . وَكَانَ لا يُولَدُ بِمَكَّةَ مَوْلُودٌ إِلا سُئِلَ عَنْهُ ، فَيَقُولُ : مَا جَاءَ بَعْدُ ، فَيُقَالُ : صِفْهُ ، فَيَقُولُ : لا ، وَيَكْتُمُ ذَلِكَ الَّذِي قَدْ عَلِمَ أَنَّهُ لاقٍ مِنْ قَوْمِهِ مَخَافَةً عَلَى نَفْسِهِ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ دَاعِيَةً إِلَى أَدْنَى مَا يُفْضِي إِلَيْهِ مِنَ الأَذَى يَوْمًا . فَلَمَّا كَانَ صَبِيحَةُ الْيَوْمِ الَّذِي وُلِدَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ حَتَّى أَتَى غِيضَا ، فَوَقَفَ فِي أَصْلِ صَوْمَعَتِهِ ، ثُمَّ نَادَى : يَا غِيضَا ، فَنَادَاهُ : مَنْ هَذَا ؟ فَقَالَ : أَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، فَأَشْرَفَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : كُنْ أَبَاهُ ، فَقَدْ وُلِدَ ذَلِكَ الْمَوْلُودُ الَّذِي كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ بِهِ يَوْمَ الاثْنَيْنِ ، وَيُبْعَثُ يَوْمَ الاثْنَيْنِ . قَالَ : فَإِنَّهُ قَدْ وُلِدَ لِي مَعَ الصُّبْحِ مَوْلُودٌ ، قَالَ : فَمَا سَمَّيْتَهُ ؟ قَالَ : مُحَمَّدًا ، قَالَ : وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَشْتَهِي أَنْ يَكُونَ هَذَا الْمَوْلُودُ فِيكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ لِثَلاثِ خِصَالٍ بِهَا نَعْرِفُهُ ، فَقَدْ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْهَا : أَنَّ نِجْمَهُ طَلَعَ الْبَارِحَةَ ، وَأَنَّهُ وُلِدَ الْيَوْمَ ، وَأَنَّ اسْمَهُ مُحَمَّدٌ ، انْطَلِقْ إِلَيْهِ فَإِنَّهُ الَّذِي كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عَنْهُ ابْنُكَ ، قَالَ : فَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهُ ابْنِي ؟ وَلَعَلَّهُ أَنْ يُولَدَ يَوْمَنَا هَذَا مَوْلُودُونَ عِدَّةٌ ، قَالَ : قَدْ وَافَقَ ابْنُكَ الاسْمَ ، وَلَمْ يَكُنْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لِيُشَبَّهَ عِلْمُهُ عَلَى الْعُلَمَاءِ لأَنَّهُ حُجَّةٌ ، وَآيَةُ ذَلِكَ أَنَّهُ الآنَ وَجَعٌ فَيَشْتَكِي أَيَّامًا ثَلاثَةً ، ثُمَّ يُعَافَى ، فَاحْفَظْ لِسَانَكَ ، فَإِنَّهُ لَمْ يُحْسَدْ حَسَدَهُ أَحَدٌ قَطُّ ، وَلَمْ يُبْغَ عَلَى أَحَدٍ كَمَا يُبْغَى عَلَيْهِ ، وَأَنْ يَعِينَ عَلَيْهِ حَتَّى يَبْدُوَ مَعَالِمُهُ ، ثُمَّ يَدْعُو ، يَظْهَرُ لَكَ مِنْ قَوْمِكِ مَالا يَحْتَمِلُهُ إِلا عَلَى صَبْرٍ عَلَى ذَلِكَ ، فَاحْفَظْ لِسَانَكَ ، قَالَ : فَمَا عُمْرُهُ ؟ قَالَ : إِنْ طَالَ عُمْرُهُ أَوْ قَصُرَ لَمْ يَبْلُغِ السَّبْعِينَ ، يَمُوتُ فِي وِتْرٍ دُونَهَا مِنَ السِّتِّينَ ، أَوْ فِي إِحْدَى وَسِتِّينَ ، أَوْ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ ، السِّتُّونَ أَعْمَارُ جُلِّ أُمَّتِهِ . قَالَ : وَحُمِلَ بِرَسُولِ اللَّهِ فِي عَاشُورَاءُ الْمُحَرَّمِ ، وَوُلِدَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ لِثِنْتَيْ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ مِنْ غَزْوَةِ أَصْحَابِ الْفِيلِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبُو الْبَرَكَاتِ الأَنْمَاطِيُّ | عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي / ولد في :462 / توفي في :538 | ثقة حافظ |