باب تطهير قلبه من الغل وانقاء جوفه بالشق والغسل


تفسير

رقم الحديث : 2044

أَخْبَرَنَاهُ أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الأَدِيبُ الْخَلالُ ، وَأُمُّ الْمُجْتَبَى فَاطِمَةُ بِنْتُ نَاصِرٍ الْعَلَوِيَّةُ ، قالا : أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَنْصُورٍ السُّلَمِيُّ ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ ، أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ حِجِّيِّ بْنِ النُّعْمَانِ الشَّامِيُّ ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْلَى الْكُوفِيُّ ، أَنْبَأَ ، وَقَالَتْ فَاطِمَةُ : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ صُبْحٍ ، عَنْ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ ، قَالَ : بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ هُوَ سَيِّدُ قَوْمِهِ وَكَبِيرُهُمْ وَمَدَرُهُمْ يَتَوَكَّأُ عَلَى عَصَاهُ ، فَقَامَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : وَنَسَبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جَدِّهِ ، فَقَالَ : يَابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، إِنِّي نُبِّئْتُ أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى النَّاسِ ، أَرْسَلَكَ بِمَا أَرْسَلَ بِهِ إِبْرَاهِيمَ ، وَمُوسَى ، وَعِيسَى ، وَغَيْرَهُمْ مِنَ الأَنْبِيَاءِ ، أَلا وَإِنَّكَ قَدْ تَفَوَّهْتَ بِعَظِيمٍ ، إِنَّمَا كَانَتِ الأَنْبِيَاءُ وَالْمُلُوكُ مِنْ بَيْتَيْنِ : بَيْتٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ بَيْتِ نُبُوَّةٍ ، وَبَيْتِ مُلْكٍ ، فَلا أَنْتَ مِنْ هَؤُلاءِ ، وَلا مِنْ هَؤُلاءِ ، إِنَّمَا أَنْتَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ مِمَّنْ يَعْبُدُ الْحِجَارَةَ وَالأَوْثَانَ ، فَمَا لَكَ وَالنُّبُوَّةِ ؟ وَلَكِنْ لِكُلٍّ ، وَقَالَتْ فَاطِمَةُ : وَلِكُلٍّ أَمْرُ حَقِيقَةٍ ، فَائْتِنِي بِحَقِيقَةِ قَوْلِكَ وَبُدُوِّ شَأْنِكَ . قَالَ : فَأَعْجَبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسْأَلَتُهُ ، وَقَالَتْ فَاطِمَةُ : بِمَسْأَلَتِهِ ، ثُمَّ قَالَ : " يَا أَخَا بَنِي عَامِرٍ ، إِنَّ لِلْحَدِيثِ الَّذِي تَسْأَلُ عَنْهُ نَبَأً وَمَجْلِسًا ، فَاجْلِسْ " ، فَثَنَى رِجْلَهُ وَبَرَكَ كَمَا يَبْرُكُ الْبَعِيرُ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا أَخَا بَنِي عَامِرٍ ، إِنَّ حَقِيقَةَ قَوْلِي وَبُدُوَّ شَأْنِي دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ ، وَبُشْرَى أَخِي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ، وَإِنِّي كُنْتُ بِكْرُ أُمِّي وَإِنَّهَا حَمَلَتْنِي كَأَثْقَلِ مَا يَحْمِلُ النَّاسُ ، وَقَالَتْ فَاطِمَةُ : النِّسَاءُ ، حَتَّى جَعَلَتْ تَشْكُو إِلَى صَوَاحِبِهَا ثِقَلَ مَا تَجِدُ ، ثُمَّ إِنَّ أُمِّي رَأَتْ فِي الْمَنَامِ أَنَّ الَّذِي فِي بَطْنِهَا نُورٌ ، قَالَتْ : فَجَعَلْتُ أُتْبِعُ بَصَرِي النُّورَ ، وَالنُّورُ يَسْبِقُ بَصَرِي حَتَّى أَضَاءَ لِي مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا ، ثُمَّ إِنَّهَا وَلَدَتْنِي ، فَلَمَّا نَشَأْتُ بُغِّضَتْ إِلَيَّ الأَصْنَامُ ، وَبُغِّضَ إِلَيَّ الشِّعْرُ ، وَاسْتُرْضِعَ إِلَيَّ فِي بَنِي جُشَمِ بْنِ بَكْرٍ . فَبَيْنَمَا أَنَا ذَاتَ يَوْمٍ فِي بَطْنِ وَادٍ مَعَ أَتْرَابٍ لِي مِنَ الصِّبْيَانِ ، إِذْ أَنَا بِرَهْطٍ ثَلاثَةٍ مَعَهُمْ طِشْتٌ مِنْ ذَهَبٍ مَلْآنُ مِنْ ثَلْجٍ ، فَأَخَذُونِي مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِي ، وَانْطَلَقَ أَصْحَابِي هِرَابًا حَتَّى انْتَهَوْا ، وَقَالَتْ فَاطِمَةُ : إِذَا انْتَهَوْا إِلَى شَفِيرِ الْوَادِي ، ثُمَّ أَقْبَلُوا عَلَى الرَّهْطِ ، فَقَالُوا : مَالَكُمْ وَلِهَذَا الْغُلامِ ؟ إِنَّهُ غُلامٌ لَيْسَ مِنَّا ، وَهُوَ ابْنُ سَيِّدِ قُرَيْشٍ ، وَهُوَ مُسْتَرْضَعٌ فِينَا ، مِنْ غُلامٍ يَتِيمٍ لَيْسَ لَهُ أَبٌ ، فَمَاذَا يَرُدُّ عَلَيْكُمْ قَتْلُهُ ؟ وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُمْ لا بُدَّ فَاعِلِينَ ، فَاخْتَارُوا مِنَّا أَيَّنَا شِئْتُمْ ، فَلْيَأْتِكُمْ ، فَاقْتُلُوهُ مَكَانَهُ وَدَعُوا هَذَا الْغُلامَ ، فَلَمْ يُجِيبُوهُمْ ، فَلَمَّا رَأَى الصِّبْيَانُ أَنَّ الْقَوْمَ لا يُجِيبُوهُمُ انْطَلَقُوا هِرَابًا مُسْرِعِينَ إِلَى الْحَيِّ يُؤْذُونَهُمْ بِهِمْ ، وَيَسْتَصْرِخُوهُمْ عَلَى الْقَوْمِ ، فَعَمَدُوا إِلَى آخِرِهِمْ ، فَأَضْجَعَنِي إِلَى الأَرْضِ إِضْجَاعًا لَطِيفًا ، ثُمَّ شَقَّ مَا بَيْنَ صَدْرِي إِلَى مُنْتَهَى عَانَتِي ، وَأَنَا أَنْظُرُ فَلَمْ أَجِدْ لِذَلِكَ مَسًّا ، ثُمَّ أَخْرَجَ أَحْشَاءَ بَطْنِي فَغَسَلَهُ بِذَلِكَ الثَّلْجِ ، فَأَنْعَمَ غَسْلَهُ ، ثُمَّ أَعَادَهَا مَكَانَهَا ، وَقَالَتْ فَاطِمَةُ : فِي مَكَانِهَا . ثُمَّ قَامَ الثَّانِي ، فَقَالَ لِصَاحِبِهِ : تَنَحَّ ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي جَوْفِي ، فَأَخْرَجَ قَلْبِي ، وَأَنَا أَنْظُرُ ، فَصَدَعَهُ ، فَأَخْرَجَ مِنْهُ مُضْغَةً سَوْدَاءَ ، فَرَمَى بِهَا ، ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ يَمْنَةً مِنْهَا مِنْهُ ، كَأَنَّهُ يَتَنَاوَلُ شَيْئًا ، فَإِذَا أَنَا بِالْخَاتَمِ ، وَقَالَتْ فَاطِمَةُ : بِخَاتَمٍ فِي يَدِهِ مِنْ نُورٍ يَخْطَفُ أَبْصَارَ النَّاظِرِينَ دُونَهُ ، فَخَتَمَ قَلْبِي ، فَامْتَلأَ نُورًا وَحِكْمَةً ، وَقَالَ الْخَلَّالُ : نُورُ النُّبُوَّةِ وَالْحِكْمَةِ ، ثُمَّ أَعَادَهُ مَكَانَهُ ، فَوَجَدْتُ بَرْدَ ذَلِكَ الْخَاتَمِ فِي قَلْبِي دَهْرًا ، ثُمَّ قَامَ الثَّالِثُ فَنَحَّا صَاحِبَيْهِ ، فَأَمَرَّ يَدَهُ بَيْنَ ثَدْيَيَّ ، وَقَالَ الْخَلَّالُ : صَدْرِي ، وَمُنْتَهَى عَانَتِي ، فَالْتَأَمَ ذَلِكَ الشَّقُ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى ، ثُمَّ أَخَذَ يَدِي فَأَنْهَضَنِي مِنْ مَكَانِي إِنْهَاضًا لَطِيفًا ، فَقَالَ الأَوَّلُ لِلَّذِي شَقَّ بَطْنِي : زِنُوهُ بِعَشَرَةٍ مِنْ أُمَّتِهِ ، فَوَزَنُونِي ، فَرَجَحْتُهُمْ ، ثُمَّ قَالَ : زِنُوهُ بِمِائَةٍ مِنْ أُمَّتِهِ ، فَوَزَنُونِي ، فَرَجَحْتُهُمْ ، ثُمَّ قَالَ : زِنُوهُ بِأَلْفٍ مِنْ أُمَّتِهِ فَوَزَنُونِي ، فَرَجَحْتُهُمْ ، قَالَ : دَعُوهُ ، وَقَالَتْ فَاطِمَةُ : زِنُوهُ ، فَلَوْ وَزَنْتُمُوهُ بِأُمَّتِهِ جَمِيعًا لَرَجَحَ بِهِمْ ، ثُمَّ قَامُوا ، زَادَتْ فَاطِمَةُ : إِلَيَّ ، وَقالا : فَضَمُّونِي إِلَى صُدُورِهِمْ وَقَبَّلُوا رَأْسِي وَمَا بَيْنَ عَيْنَيَّ ، ثُمَّ قَالَ : وَقَالَ الْخَلالُ : قَالُوا : يَا حَبِيبُ لَمْ تُرَعْ ؟ إِنَّكَ لَوْ تَدْرِي مَا يُرَادُ بِكَ مِنَ الْخَيْرِ لَقَرَّتْ عَيْنُكَ ، قَالَ : فَبَيْنَمَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ الْحَيُّ بِحَذَافِيرِهِمْ ، وَإِذَا أُمِّي وَهِيَ ظِئْرِي أَمَامَ الْحَيِّ تَهْتِفُ بِأَعْلا صَوْتِهَا ، وَهِيَ تَقُولُ : يَا ضَعِيفَاهْ ، قَالَ : فَأَقْبَلُوا عَلَيَّ يُقَبِّلُونِي ، وَيَقُولُونَ : يَا حَبَّذَا أَنْتَ مِنْ وَحِيدٍ مَا أَنْتَ بِوَحِيدٍ ، إِنَّ اللَّهَ مَعَكَ وَمَلائِكَتَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ ، ثُمَّ قَالَتْ : يَا يَتِيمَاهُ اسْتُضْعِفْتَ مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِكَ ، فَقُتِلْتَ لِضَعْفِكَ ، فَأَكَبُّوا عَلَيَّ ، وَضَمُّونِي إِلَى صُدُورِهِمْ وَقَبَّلُوا رَأْسِي ، وَقَالُوا : يَا حَبَّذَا أَنْتَ مِنْ يَتِيمٍ ، مَا أَكْرَمَكَ عَلَى اللَّهِ ، لَوْ تَعْلَمُ مَاذَا يُرَادُ بِكَ مِنَ الْخَيْرِ ، قَالَ : فَوَصَلُوا إِلَى شَفِيرِ الْوَادِي ، فَلَمَّا بَصَرَتْ فِي ظِئْرِي ، قَالَتْ : يَا بُنَيَّ ، أَلا أَرَاكَ حَيًّا بَعْدُ ، فَجَاءَتْ حَتَّى أَكَبَّتْ عَلَيَّ ، فَضَمَّتْنِي إِلَى صَدْرِهَا ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَفِي حِجْرِهَا ، فَضَمَّتْنِي إِلَيْهَا ، وَإِنَّ يَدِي لَفِي يَدِ بَعْضِهِمْ ، وَظَنَنْتُ أَنَّ الْقَوْمَ يُبْصِرُونَهُمْ ، فَإِذَا هُمْ لا يُبْصِرُونَهُمْ ، فَجَاءَ بَعْضُ الْحَيِّ ، فَقَالَ : هَذَا غُلامٌ أَصَابَهُ لَمَمٌ أَوْ طَائِفٌ مِنَ الْجِنِّ ، فَانْطَلَقُوا بِنَا ، وَقَالَتْ فَاطِمَةُ : بِهِ إِلَى الْكَاهِنِ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَيُدَاوِيهِ ، فَقُلْتُ لَهُمْ : وَقَالَتْ فَاطِمَةُ لَهُ : يَا هَذَا ، لَيْسَ فِيَّ شَيْءٌ مِمَّا تَذْكُرُونَ ، أَرَى نَفْسِي ، وَقَالَ الْخَلالُ : إِنَّ لِي نَفْسًا سَلِيمَةٌ ، وَفُؤَادِي صَحِيحٌ ، وَلَيْسَ بِي قَلَبَةٌ ، فَقَالَ أَبِي وَهُوَ زَوْجُ ظِئْرِي : أَلا تَرَوْنَ كَلامَهُ صَحِيحًا ؟ وَقَالَتْ فَاطِمَةُ : أَلا تَرَوْنَ بُنَيَّ كَلامُهُ كَلامٌ صَحِيحٌ ، إِنِّي لأَرْجُو أَنْ لا يَكُونَ بِابْنِي بَأْسٌ ، فَاتَّفَقَ الْقَوْمُ عَلَى أَنْ يَذْهَبُوا بِي إِلَى الْكَاهِنِ ، فَاحْتَمَلُونِي حَتَّى ذَهَبُوا إِلَيْهِ ، فَقَصُّوا عَلَيْهِ قِصَّتِي ، فَقَالَ : اسْكُتُوا حَتَّى أَسْمَعَ مِنَ الْغُلامِ ، فَإِنَّهُ أَعْلَمُ بِأَمْرِهِ ، فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ أَمْرِي أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ ، وَقَالَتْ فَاطِمَةُ : مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ ، فَلَمَّا سَمِعَ مَقَالَتِي ضَمَّنِي إِلَى صَدْرِهِ ، وَنَادَى بِأَعْلا صَوْتِهِ ، قَالَ : يَا آلَ الْعَرَبِ ، اقْتُلُوا هَذَا الْغُلامَ ، وَاقْتُلُونِي مَعَهُ . فَوَاللاتِ وَالْعُزَّى لَئِنْ تَرَكْتُمُوهُ لَيُبَدِّلَنَّ دِينَكُمْ ، وَلَيُسَفِّهَنَّ أَحْلامَكُمْ ، وَأَحْلامَ آبَائِكُمْ ، وَلَيُخَالِفَنَّ أَمْرَكُمْ ، وَلَيَأْتِيَنَّ بِدِينٍ لَمْ تَسْمَعُوا بِمِثْلِهِ ، قَالَ : فَانْتَزَعَتنِي ظِئْرِي مِنْ يَدِهِ ، قَالَتْ : وَقَال الْخَلالُ : قَالَ : لأَنْتَ أَعْتَهُ مِنْهُ وَأَجَنُّ ، وَلَوْ عَلِمْتُ أَنَّ هَذَا يَكُونُ مِنْ قَوْلِكَ مَا أَتَيْتُكَ بِهِ ، ثُمَّ احْتَمَلُونِي وَرَدُّونِي إِلَى أَهْلِي ، فَأَصْبَحْتُ مَغْمُومًا ، وَقَالَتْ فَاطِمَةُ : مُغْمَرًا بِمَا فُعِلَ بِي ، وَأَصْبَحَ أَثَرُ الشَّقِّ مَا بَيْنَ صَدْرِي إِلَى مُنْتَهَى عَانَتِي ، كَأَنَّهُ شِرَاكٌ فَذَلِكَ ، وَقَالَتْ فَاطِمَةُ : ذَاكَ حَقِيقَةُ قَوْلِي ، وَبُدُوُّ شَأْنِي " . فَقَالَ الْعَامِرِيُّ : أَشْهَدُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَأَنَّ أَمْرَكَ حَقٌّ ، فَائْتِنِي بِأَشْيَاءَ أَسْأَلُكَ عَنْهَا ، قَالَ : " سَلْ عَنْكَ " ، وَكَانَ يَقُولُ لِلسَّائِلِينَ قَبْلَ ذَلِكَ مِثْلَ : عَمَّا بَدَا لَكَ ، فَقَالَ يَوْمَئِذٍ لِلْعَامِرِيِّ : " سَلْ عَنْكَ " ، فَإِنَّهَا لُغَةُ بَنِي عَامِرٍ ، فَكَلَّمَهُ بِمَا يَعْرِفُ ، فَقَالَ الْعَامِرِيُّ : أَخْبِرْنِي يَابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ : مَاذَا يَزِيدُ فِي الشَّرِّ ؟ قَالَ : " التَّمَادِي " ، قَالَ : فَهَلْ يَنْفَعُ الْبِرُّ بَعْدَ الْفُجُورِ ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " نَعَمْ ، إِنَّ التَّوْبَةَ تَغْسِلُ الْحَوْبَةَ وَالْحَسَنَاتِ ، وَقَالَتْ فَاطِمَةُ : وَإِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ، وَإِذَا ذَكَرَ الْعَبْدُ رَبَّهُ ، زَادَتْ فَاطِمَةُ : فِي الرَّجَاءِ ، وَقالا : أَغَاثَهُ عِنْدَ الْبَلاءِ " ، قَالَ الْعَامِرِيُّ : وَكَيْفَ ذَلِكَ يَابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : لا أَجْمَعُ لِعَبْدِي أَبَدًا أَمْنَيْنِ ، وَلا أَجْمَعُ لَهُ خَوْفَيْنِ ، إِنْ هُوَ أَمِنَنِي فِي الدُّنْيَا خُوِّفَ يَوْمَ أَجْمَعُ فِيهِ عِبَادِي فِي حَظِيرَةِ الْقُدْسِ ، فَيَدُومُ لَهُ أَمْنُهُ ، وَلا أَمْحَقُهُ ، فِيمَنْ أَمْحَقُ " . فَقَالَ : وَقَالَتْ فَاطِمَةُ : قَالَ الْعَامِرِيُّ : يَابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِلَى مَا تَدْعُو ؟ قَالَ : " أَدْعُو إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنْ تَخْلَعَ الأَنْدَادَ ، وَتَكْفُرَ بِاللاتِ وَالْعُزَّى ، وَتُقِرَّ بِمَا جَاءَ مِنَ اللَّهِ مِنْ كِتَابٍ وَرَسُولِ ، وَتُصَلِّيَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ بِحَقَائِقِهِمْ ، وَتَصُومَ شَهْرًا مِنَ السَّنَةِ ، وَتُؤَدِّيَ زَكَاةَ مَالِكَ ، فَيُطَهِّرَكَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ ، وَيَطِيبُ لَكَ مَالُكَ ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ إِذَا وَجَدْتَ إِلَيْهِ سَبِيلا ، وَتَغْسَلُ مِنَ الْجَنَابَةِ ، وَتُقِرُّ بِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَبِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ . قَالَ : يَابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، إِنْ فَعَلْتُ هَذَا فَمَا لِي ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ، وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى سورة طه آية 76 . قَالَ : يَابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، هَلْ مَعَ هَذَا مِنَ الدُّنْيَا شَيْءٌ ؟ فَإِنَّهُ تُعْجِبُنَا الْوَطَاءَةُ مِنَ الْعَيْشِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " نِعْمَ النَّصْرُ وَالتَّمْكِينُ فِي الْبِلادِ " . قَالَ : فَأَجَابَ الْعَامِرِيُّ ، وَأَنَابَ . مَكْحُولٌ لَمْ يُدْرِكْ شَدَّادٌ .

الرواه :

الأسم الرتبة
شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ

صحابي

مَكْحُولٍ ، عَنْ

ثقة فقيه كثير الإرسال

بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ

ثقة ثبت إلا أنه يرى القدر

عُمَرُ بْنُ صُبْحٍ ، عَنْ

متروك الحديث

مُحَمَّدُ بْنُ يَعْلَى الْكُوفِيُّ

ضعيف الحديث

يَحْيَى بْنُ حِجِّيِّ بْنِ النُّعْمَانِ الشَّامِيُّ

انفرد بتوثيقه ابن حبان

أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ

ثقة مأمون

أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ

ثقة مأمون

إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَنْصُورٍ السُّلَمِيُّ

ثقة

وَأُمُّ الْمُجْتَبَى فَاطِمَةُ بِنْتُ نَاصِرٍ الْعَلَوِيَّةُ

مجهول الحال

أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الأَدِيبُ الْخَلالُ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.